الرأي

تعظيم البلد الحرام

أمل الحربي
مكة المكرمة عظيمة بذاتها عظيمة بمكانتها في قلوب المسلمين خاصة والعالم كافة، فرض الله الحج على المسلمين شعيرة من شعائره، وبها تقام الحقوق والواجبات، فالحج فريضة إسلامية وروحية فيها تزكية للنفس وطهارة للبدن، وليست مكانا لرفع شعارات سياسية وأيديولوجية تحرض على العنف والتفرقة في ظل العلاقات الدولية والدبلوماسية. خصها الله بميزات مخصوصة لشعائر مخصوصة في أوقات مخصوصة، فهذه مكة فيها تقام الشعائر الإسلامية باختلاف النحل والطوائف، يجتمع الحجاج في صعيد واحد على هيئة واحدة، ملبين إلها واحدا، كيف لبلدة كانت واديا غير ذي زرع أن تصبح أكبر تجمع لملايين البشر بمختلف فئاتهم، وهذا لا يكون إلا في مكان جعله الله مأوى أفئدة المسلمين. فتعظيمها واجب فرضه الله على عباده قال تعالى {ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب} (سورة الحج: 32)، ومن أعظم المشاريع التي قامت لهذه الغاية الشريفة في مكة المكرمة والذي جاء عنوان المقال امتثالا له «تعظيم البلد الحرام»، فمنذ انطلاقته وهو يحمل رؤى واضحة وأهدافا نبيلة، تسعى لإيصال الصورة المشرفة للعالم أجمع، وغرس قيمه في نفوسهم بأهمية وتعظيم مكة المكرمة، وإقامة مشاريع في مواسم العمرة والحج وبذل الوقت والجهد لخدمة ضيوف الرحمن، وغيرها من الخدمات والمشاريع التي قامت وما زالت لتكون نبراسا يضيء للأجيال القادمة مصابيح النور اعتزازا وتعظيما لهذا البلد الحرام، فإن من الواجب علينا كأبناء هذه البلدة المعظمة أن نعطيها حقها تعظيما وتشريفا كما شرفها الله تعالى في كتابه الكريم. اللهم زد بيتك تعظيما وتشريفا ومهابة وبرا، وزد من زاره ممن حج أو اعتمر تعظيما وتشريفا ومهابة.