تنبأ الشعر القديم للطب بحالة مرضية مكتشفة حديثا باسم متلازمة القلب المكسور، لم يعد كسر القلب صورة شعرية خالصة يتغنى بها الشعراء ويحتفظ بها الأدباء في خزائن تعابيرهم، بل خرج منها حقيقة مثبتة طبيا بأن الذين تعرضوا لآلام عاطفية ونفسية شديدة لديهم قلوب مكسورة بالفعل، حيث يعتري العضلة القلبية لديهم ضعف مفاجئ وموقت ويؤدي إلى اختلاف ظاهر حتى في الشكل عن القلب السليم، إذا فكل رسومات القلب المكسور التي استخدمت عاطفيا كان لديها حقيقة تصرخ بها. للآلام النفسية - كما يتضح - قبضتها الملموسة على القلب، حيث أظهرت الأبحاث الطبية، وفقا لموقع psychologytoday، أن الاكتئاب يرفع من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأزمات القلبية، والتي تؤدي إلى الوفاة. استعرض أخصائي أمراض القلب ستيفن روس نتائج عشرين عاما من الأبحاث الطبية حول الاكتئاب وأمراض القلب في ورقة بحثية له بعنوان 'الموت والاكتئاب وأمراض القلب' ألقاها في المؤتمر السنوي للجمعية الأمريكية للأطباء النفسيين في تورونتو بكندا، وكان منها: اقرأ: بالإمكان أن تصبح أكثر ذكاء أن الأشخاص المصابين بالاكتئاب تزيد لديهم احتمالية تعرضهم لاعتلال القلب بمقدار يتراوح ما بين 4 - 4.5 الشخص العادي، مدلّلا على ذلك بثلاث عشرة دراسة شملت أكثر من 40000 شخص. وأضاف أن الاكتئاب يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض الشريان التاجي بمقدار أربعة أضعاف، وحتى الاكتئاب الذي لا يصل لمرحلة التشخيص كمتلازمة مرضية أو ما يطلق عليه الاكتئاب المعتدل يزيد من هذه المخاطر بمقدار يتراوح من 1,5 إلى الضعفين. كما استعرض روس نتائج دراسة بارزة قامت بإجرائها نانسي فريزر سميث في عام 1995 بأنه قد توفي 3%‏ من غير المكتئبين بعد ثلاثة أشهر من إصابتهم باحتشاء عضلة القلب، بينما توفي 16%من المصابين المكتئبين خلال هذه الفترة. وقد تم إثبات بعض التهم الخطيرة على الاكتئاب بأنه يزيد من الالتهابات التي تعد عاملا رئيسا في استدراج أمراض القلب، وأنه يزيد من تجلط الدم الحزين وبالتالي اضطراب نبضات القلب. وأنهى روس حديثه بإشارة متفائلة، حيث تكهن بأن علاج الاكتئاب قد يكون مدخلا واسعا وجيدا للقضاء على اعتلالات القلب السابق ذكرها، وقد أثبتت دراسة نُشرت عام 2002 التأثير السلمي للسيرترالين، مضاد الاكتئاب الشهير، على مرضى القلب، بل إنه أسهم بشكل ملحوظ في خفض معدلات السكتة القلبية، والذبحة الصدرية المتزايدة، والسكتة الدماغية، واحتشاء عضلة القلب، وأيضا الوفاة.