القرش الأسدي والريال الفرنسي عملات أجنبية في مكة قديما (2-3)
تداول التجار في مكة المكرمة مختلف الوحدات النقدية خلال العصر العثماني، فمع نهاية الحكم ظهرت الليرة العثمانية، وكانت تسمى في العادة باسم السلطان الذي صدرت في عهده وضربت باسمه، فالحميدية مثلا عرفت في عصر السلطان عبدالحميد، والرشادية في عهد السلطان محمد رشاد، ومن تلك الوحدات أيضا:ـ- السليمي: من أوائل العملات العثمانية التي عرفتها مكة، بعد انضمامها إلى السلطنة في عهد السلطان سليم الأول، وكانت تأتي مع الصر السلطاني
الجمعة / 25 / ربيع الأول / 1436 هـ - 22:45 - الجمعة 16 يناير 2015 22:45
تداول التجار في مكة المكرمة مختلف الوحدات النقدية خلال العصر العثماني، فمع نهاية الحكم ظهرت الليرة العثمانية، وكانت تسمى في العادة باسم السلطان الذي صدرت في عهده وضربت باسمه، فالحميدية مثلا عرفت في عصر السلطان عبدالحميد، والرشادية في عهد السلطان محمد رشاد، ومن تلك الوحدات أيضا:ـ- السليمي: من أوائل العملات العثمانية التي عرفتها مكة، بعد انضمامها إلى السلطنة في عهد السلطان سليم الأول، وكانت تأتي مع الصر السلطاني.
- المحبوب، أو الزر محبوب: وهي وحدة عملة عثمانية ذهبية، وتجمع على محابيب، وقد بدأ إصدارها في عهد السلطان مصطفى الثاني، وكان المحبوب الواحد يساوي عشرة قروش، وقد ظل مستخدما في مكة المكرمة إلى أواخر القرن الثالث عشر أو قبل نهايته بقليل.
- الديواني: وهي العملة العثمانية المعروفة بالبارة، وكان الديواني يضرب في مصر ويأتي إلى مكة منها كما تشير إلى ذلك بعض الوثائق المكية، وكان استخدامه شائعا في الحجاز ويكثر الطلب عليه، ويعادل كل 40 ديوانيا قرشا واحدا، لكن يظهر أن سعره كان يتعرض للهبوط والارتفاع مثله في ذلك مثل بقية العملات، فقد ذكر في بعض الوثائق أن القرش الواحد يعادل 32 ديوانيا، وقد ظل التعامل به معروفا في مكة إلى أواخر القرن الثالث عشر أو قبل نهايته بقليل.
- القرش: وتكتب أحيانا غرش، وحدة عملة عثمانية ذات أصول ألمانية، عرفت في مكة المكرمة منذ القرن الثاني عشر تقريبا، وهي من العملات الأساسية، وظل التعامل بها ساريا حتى نهاية الدولة العثمانية.
- الفضة: وحدة عملة عثمانية حلت مكان الديواني في التعامل، وتشكل جزءا من أربعين جزءا من القرش، ولم يستمر التعامل بها لفترة طويلة لظهور العملة العثمانية المعروفة بالبارة وحلت مكانها، أو قد يكون المسمى تغير من الفضة إلى البارة.
- البارة: وحدة عملة عثمانية، عرفت في مكة في أواخر الحكم العثماني، وتعادل في القيمة العملة المسماة بالفضة السابقة الذكر.
- المجيدي الذهب: وكان يطلق عليه أحيانا الجنيه المجيدي، وهو منسوب إلى السلطان عبدالمجيد العثماني الأول، ويعد من أعلى العملات العثمانية قيمة، حيث كان يتراوح سعر صرفه في مكة بين 100-130 قرش، وله وحدات أصغر منه هي النصف مجيدي والربع مجيدي، وقد ظل المجيدي مستخدما حتى أوائل العهد السعودي.
- المجيدي الفضة: وهو أيضا من إصدارات السلطان عبدالمجيد، ويساوي 20 قرشا.
- الغازية: وحدة عملة صغيرة تنسب للسلطان الذي سكت العملة في عهده، فكان لقب الغازي أحد ألقاب السلطان العثماني التشريفية، وتستخدم أحيانا كنوع من الحلي.
- المحمودية: عملة ذهبية صغيرة منسوبة للسلطان محمود الثاني العثماني، وبعد أن بطل التعامل بها، أصبحت تستخدم كحلية أكثر من استخدامها كوحدة نقدية. وإضافة إلى ما سبق عرفت مكة مجموعة متنوعة من العملات الأوروبية والآسيوية ، فعرف في مكة القرش الأسدي، والقرش أبوكلب، والريال أبومدفع المعروف بالمغربي، والفرنسي وغيرها، ومن أشهر ما تم تداوله في مكة في تلك الفترة، الريال الفرانسا. وهو التالر النمساوي أو تالر ماريا تريزا، والمعروف محليا بالريال الفرانسي أو الريال مجازا، يعود تاريخ سكه إلى 1194هـ، وهو من الفضة ويبلغ وزنه أوقية واحدة، ونقش على وجهه صورة نصفية للامبراطورة ماريا تريزا، في حين حمل الظهر شعار الإمبراطورية المتمثل في النسر ذي الرأسين. وبالرغم انه نمساوي الإصدار فقد قام على انقاض عملة أقدم منه عرفت في مكة كانت تأتي من فرنسا وتسمى الريال أيضا، أشار إلى وجودها بعض المؤرخين المكيين في تاريخ سابق لتاريخ العملة النمساوية، ويبدو أن ذلك هو سبب إطلاق الفرنسي على عملة ماريا تريزا النمساوية، حيث يظهر أنها حلت محلها وقد تصدر ريال ماريا تريزا قائمة العملات المستخدمة والرائجة في مكة المكرمة، منذ بداية القرن الثالث عشر الهجري، كما يظهر في كثير من الوثائق والكتب المؤرخة لتلك الفترة، وكانت قيمة صرفة عالية، حيث تراوح سعر الريال الواحد بين 23 -30 قرشا، ويلاحظ أن الريال الفرنسي عرف في بعض المناطق بريال أبوطاقة، نسبة لشكل الطاقة أو النافذة التي تتوسط جسم النسر، والتي هي جزء من شعار الإمبراطورية النمساوية.
makkawi@makkahnp.com