الملاوي إقامة جبرية مرهونة بالإزالة

سيستمر صعوداً ونزولاً على تلك الدرجات «المتعالية»، إلى أن يتعثر سقوطاً يحطم الصابر من عظامه، أو توافيه المنية في موضعه، أو ينتظر حتى يُزال الحي عن بكرة أبيه كما هو مجدول له في مخططات أمانة العاصمة المقدسة، فيهنأ حينها المسن وتُحل أزمة سكنه فوق جبال الملاوي، التي لا تصلها الخدمات

u062au0643u062fu0633 u0627u0644u0646u0641u0627u064au0627u062a u0641u064a u0627u0644u062du064a (u062au0635u0648u064au0631: u0623u062du0645u062f u062cu0627u0628u0631)

سيستمر صعوداً ونزولاً على تلك الدرجات «المتعالية»، إلى أن يتعثر سقوطاً يحطم الصابر من عظامه، أو توافيه المنية في موضعه، أو ينتظر حتى يُزال الحي عن بكرة أبيه كما هو مجدول له في مخططات أمانة العاصمة المقدسة، فيهنأ حينها المسن وتُحل أزمة سكنه فوق جبال الملاوي، التي لا تصلها الخدمات. هذه الخيارات المتاحة أمام بعض المسنين في حالات كثيرة ومتشابهة، يصعب معها النزول والصعود من وإلى منازلهم في بعض مرتفعات حي الملاوي، وتزداد معاناتهم في تلك الأيام التي يطالهم فيها المرض، وهم الذين يلتحفونه منذ أن قاسمتهم سنوات الشيخوخة أسرتهم، وكللتهم رائحة الخوف من أن تتعفن جثامينهم قبل أن يُدرك أحد موتهم. وأشار سالم بن هندي، وهو يهم بصعود عشرات السلالم نحو عتبة منزله، إلى أنه يسكن وزوجته المسنة أعلى الجبل، ولا يخرجان إلا فيما ندر، وبحكم الكبر والأمراض المزمنة، أصبح صعود السلالم ونزولها أمراً في غاية الصعوبة عليهما، إذ يخشيان التردي من أعلى السلالم نزولا، ويعجزان عن بلوغ منزلهما طلوعا، فأصبحا قيد الإقامة الجبرية حتى يقضي الله أمراً كان مفعولا. وقال: «هذه الحالة تنطبق على معظم السكان في الأجزاء المرتفعة من الحي، لكن بعض الحالات للعجزة وكبار السن، وخاصةً من لا أبناء لهم أو غادروهم، هي بحاجة ماسة للنظر من الجهات المختصة، كالشؤون الاجتماعية والجمعيات الخيرية، إما بتوفير السكن الملائم أو توفير الالتزامات اليومية». وأضاف هندي، «أملك سيارتين، الجديدة لا أستخدمها إلا فيما ندر، رغم حاجتي وأسرتي لها، وذلك لعدم توفر مواقف للسيارات، فأضطر لإيقافها في مكان ما وأحرص ألا أفقده، في حين أتناوب أنا وابني على قضاء حوائجنا بالسيارة القديمة، وكثير من الجيران يملكون سيارات، ويقضون حوائجهم سيراً على الأقدام، خشية أن يفقدوا مواقف سياراتهم ولا يجدون البديل. وأِشار عبدالعزيز الراجحي، إلى أنه لا يوجد في الحي شبكة صرف صحي، ونعي أنه سيزال ضمن خطط الأمانة التطويرية، لكن ذلك سيستغرق وقتاً يصل إلى سنوات بحسب الأولويات والخطط المعدة مسبقاً، بمعنى أن الأمانة ستهملنا مع مشكلات الصرف الصحي بحجة أن الحي سيزال، وهذا أمر لا يقبله المنطق. وأشار إلى أن هناك طفحا في المجاري بشكل شبه دائم، وبخلاف مساوئها الظاهرة، كالروائح الكريهة والبرك النتنة، نخشى من الأوبئة، ويجب على الأمانة إيجاد الحلول المناسبة إلى حين موعد إزالة الحي، وعليها أن تعمل على الإصحاح البيئي بشكل فوري وعاجل، ولا يمكن تأجيل الأمور المتعلقة بالصحة العامة، أياً كانت الأسباب والمبررات. وقال مسلم الزايدي «للأسف لاحظت على الأمانة والجهات الخدمية الأخرى، من واقع حينا وسواه من الأحياء ضمن مشاريع الإزالة، أنها تهمل خدماتها بحجة الإزالة، وكأن تلك الأحياء خلت من سكانها، وها نحن نصارع في حياتنا اليومية إلى ذلك الحين، مع ترد في مستوى الخدمات كافة تبدأ بالنظافة ولا تنتهي بقلة الحضور الأمني». من جانبه، أبان مصدر في أمانة العاصمة المقدسة، أن الأمانة لم تغفل خدماتها تجاه الحي، وبسبب طبيعته الجغرافية، والبناء العشوائي القديم وإيجادا للحلول الجذرية هو مدرج ضمن خطط الأمانة التطويرية، وحتى ذلك الحين خدمات الأمانة ما زالت قائمة، وإذا كان هناك أي ملاحظات للسكان، عليهم تقديم بلاغ على الرقم 940 وستقف فرق الرقابة على الموقع ميدانياً، وتتم معالجة المشكلة في أسرع وقت.