آل عبية.. 50 عاما في صنع المشاريب

على الرغم من كبر سنه وضيق فوهة التنفس بمحله بحي أبا السعود، إلا أن محمد سالم آل عبية ما زال يمارس تلك الحرفة التي حمته وأبناءه التسعة من الفاقة وذل السؤال،ففي سوق الجلديات ذي الشهرة الواسعة بنجران،

u0622u0644 u0639u0628u064au0629 u062eu0644u0627u0644 u0635u0646u0627u0639u062au0647 u0644u0644u0645u0634u0631u0627u0628 u062fu0627u062eu0644 u0645u062du0644u0647 (u062au0635u0648u064au0631: u0639u0644u064a u0645u0628u0627u0631u0643)

على الرغم من كبر سنه وضيق فوهة التنفس بمحله بحي أبا السعود، إلا أن محمد سالم آل عبية ما زال يمارس تلك الحرفة التي حمته وأبناءه التسعة من الفاقة وذل السؤال،ففي سوق الجلديات ذي الشهرة الواسعة بنجران، يحتضن آل عبية معروضاته من الجلود التي قام بصنعها، فهو لم يفارقها منذ أن امتهن هذه الحرفة وهو في السادسة عشرة من عمره،ويحكي كيف أنه تعلم صناعة الجلود من والده كبديل يعوضه عن أميته، حيث إنه لم يلتحق بأي مدرسة، مما جعل محله ومهنته وجيرة أصدقائه الباعة في السوق على مدى سبعين عاما، هي عمره، كل حياته التي اعتاد عليها. «أسلف اثنين وأقضي اثنين»..عبارة ظل يرددها خلال حديثه لـ»مكة» وعنها يقول: أقضي دين والديَّ بالتصدق لهما بين الفينة والأخرى، ويعين اثنين من فلذات كبده، حيث شق عليه حالهما في ظل مرارة الحياة وصعوبة مسايرة متطلباتها المتزايدة. هذا الرجل المسن لا يبيع سوى «المشاريب» التي يتقن صناعتها. والمشراب وعاء جلدي يستخدم لحفظ الماء وشربه، ويصنع من جلود الماشية المدبوغة التي يحصل عليها من المسالخ القريبة من «دكانه» أو من بعض الشعاب النجرانية، حيث تتم دباغتها بواسطة القرظ ـ ثمار شجرة معروفةـ الذي يستورد حالياً من اليمن. والمشاريب لم تمحُ كإرث حضاري حتى اليوم، حيث ما يزال الأهالي في نجران يحرصون على اقتنائها ووجودها في منازلهم، خاصة أنها تعيدهم لأيام خلت منذ عقود، من خلال مذاق الماء المعتق بماضي أجدادهم.