قصر شونبرون استحضار لتاريخ الواقع
السبت / 2 / ذو الحجة / 1437 هـ - 21:15 - السبت 3 سبتمبر 2016 21:15
وأنت تستقل سيارة الأجرة يسألك السائق بعد أن يفرز سحنتك العربية: هل تريد أن أوصلك إلى ساحة سانتستيفن حيث المقاهي والمباني التاريخية والعروض الموسيقية والمحلات التجارية، وذلك لأن بعضهم تكونت لديه صورة ذهنية عن السائح العربي عموما والخليجي خصوصا بأنه كائن استهلاكي لا معرفي.
السائق الصربي الأب النمساوي الأم فوجئ عندما قلت له: لا، أريدك أن تنقلني لقصر شونبرون التاريخي، صاح: أووه هذا اختيار موفق وبدأ يتكلم عن القصر وعن شيء من تاريخه وكأنه مرشد سياحي ثم عرج بعدها ليروي حكاية والده الصربي الذي هاجر للنمسا بحثا عن عمل، فكسب الزوجة والوظيفة واندمج في المجتمع كمواطن نمساوي، وقبل أن يكمل هذا السائق حكايته وصلنا إلى قصر شونبرون التاريخي لنتصافح متبادلين ابتسامات الوداع.
وقفة مهيبة
حين تقف أمام القصر المهيب تستشعر عظمة التاريخ الذي بني بين عامي 1638 و1843 م وتزداد دهشة حين تأخذك المرشدة السياحية لجولة عبر ممراته وحجراته التي يبلغ عددها 1441 حجرة، ويعد القصر منذ الستينات واحدا من أشهر المعالم السياحية في فيينا وأجملها.
وفي خلفية القصر ترى التماثيل التي تعبر عن رموز الحقب التاريخية للإمبراطورية النمساوية، وعلى امتداد البصر تتربع أقدم حديقة للحيوان في العالم على مساحة قدرها 16 هكتارا، والحديقة ليست أقفاصا حديدية تفوح منها روائح الفضلات العفنة، بل غابة طبيعية، وبيئة مناسبة لحياة كل نوع من هذه الحيوانات الكثيرة والمتنوعة تبعا لطبيعة حياة كل حيوان، فهناك الجبال والأشجار والأنهار والبحيرات والصخور.
قصر شونبرون
أكبر القصور وأهمها في النمسا ويعد مزارا سياحيا
1638 - 1843
بني للقيصرة «إليونورا جونزاجا»
1683
لحق به تدمير كبير أثناء الحصار التركي الثاني لفيينا
1687
قرر القيصر ليوبولد الأول تكملة القصر
1743
اكتمل القصر وأصبح بحديقته على شكله الحالي