معرفة

قصر شونبرون استحضار لتاريخ الواقع

u0642u0635u0631 u0634u0648u0646u0628u0631u0648u0646 u0641u064a u0641u064au064au0646u0627 (u0645u0643u0629)
وأنت تستقل سيارة الأجرة يسألك السائق بعد أن يفرز سحنتك العربية: هل تريد أن أوصلك إلى ساحة سانتستيفن حيث المقاهي والمباني التاريخية والعروض الموسيقية والمحلات التجارية، وذلك لأن بعضهم تكونت لديه صورة ذهنية عن السائح العربي عموما والخليجي خصوصا بأنه كائن استهلاكي لا معرفي. السائق الصربي الأب النمساوي الأم فوجئ عندما قلت له: لا، أريدك أن تنقلني لقصر شونبرون التاريخي، صاح: أووه هذا اختيار موفق وبدأ يتكلم عن القصر وعن شيء من تاريخه وكأنه مرشد سياحي ثم عرج بعدها ليروي حكاية والده الصربي الذي هاجر للنمسا بحثا عن عمل، فكسب الزوجة والوظيفة واندمج في المجتمع كمواطن نمساوي، وقبل أن يكمل هذا السائق حكايته وصلنا إلى قصر شونبرون التاريخي لنتصافح متبادلين ابتسامات الوداع. وقفة مهيبة حين تقف أمام القصر المهيب تستشعر عظمة التاريخ الذي بني بين عامي 1638 و1843 م وتزداد دهشة حين تأخذك المرشدة السياحية لجولة عبر ممراته وحجراته التي يبلغ عددها 1441 حجرة، ويعد القصر منذ الستينات واحدا من أشهر المعالم السياحية في فيينا وأجملها. وفي خلفية القصر ترى التماثيل التي تعبر عن رموز الحقب التاريخية للإمبراطورية النمساوية، وعلى امتداد البصر تتربع أقدم حديقة للحيوان في العالم على مساحة قدرها 16 هكتارا، والحديقة ليست أقفاصا حديدية تفوح منها روائح الفضلات العفنة، بل غابة طبيعية، وبيئة مناسبة لحياة كل نوع من هذه الحيوانات الكثيرة والمتنوعة تبعا لطبيعة حياة كل حيوان، فهناك الجبال والأشجار والأنهار والبحيرات والصخور. قصر شونبرون أكبر القصور وأهمها في النمسا ويعد مزارا سياحيا 1638 - 1843 بني للقيصرة «إليونورا جونزاجا» 1683 لحق به تدمير كبير أثناء الحصار التركي الثاني لفيينا 1687 قرر القيصر ليوبولد الأول تكملة القصر 1743 اكتمل القصر وأصبح بحديقته على شكله الحالي