حكايا مسك يرويها الوطن
الجمعة / 1 / ذو الحجة / 1437 هـ - 20:00 - الجمعة 2 سبتمبر 2016 20:00
ما أجمل كل عمل يسعى للبحث عن المبدعين والمواهب لاحتضانهم وصقلهم وتقديمهم لخدمة الوطن والإنسانية جمعاء، الإبداع هو اللغة الوحيدة التي لا تحتاج منا تعلمها، بل العمل بها وإعطاءها الفرصة لنسمع صوتها.
مؤسسة مسك الخيرية، مؤسسة الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، يحفظه الله، مؤسسة تتناغم ومعطيات العصر، وتسعى لكي يكون العمل الخيري عملا مؤسسيا منظما ذا منهجية مدروسة على أسس علمية سليمة.
مسك الخيرية، وبحسب ما نلمس من رؤية مؤسسها سيدي ولي ولي العهد، تسعى إلى تطوير مفهوم بناء حلقات الوصل بين المجتمعات الإبداعية والرعاة والداعمين للفكرة في تطوير المجتمع ككل؛ ليكون قادرا على إنتاج الإبداع والإبلاغ عنه، ومن ثم تمكين مؤسسات العمل الخيري من الوصول للمبدعين وتقييمهم، ومن ثم ربطهم بحلقات وصل متينة مع الداعمين، هذه الرؤية هي رؤية خاصة أتت من خلال سنين من العمل الخيري الذي كان يهتم بفكرة تقديم المساعدة للحالة الخاصة الظرفية، لكن يبدو أن مسك الخير تريد أن تقدم المساعدة المتوالدة التي ستجعل من كل المستفيدين من خدماتها قادرين ومؤهلين للمضي قدما بتقديم المساعدات من تلقاء أنفسهم.
لا يمكن أن تبني مجتمعا إبداعيا دون وجود تأسيس فكري وثقافي لهذا المجتمع، الفكر والثقافة أساس كل شيء يلزمنا لبناء مجتمع قوي إيجابي بناء، من هذه الحقيقة أتى مهرجان حكايا مسك ليعمل على تأسيس مفهوم صناعة المحتوى الثقافي، ونشر ثقافة الإبداع لدى الشباب، نعم الإبداع موهبة لكنها تحتاج إلى صناعة مؤسسية مهنية؛ لكي يكون الإبداع قابلا لخدمة المصلحة العامة وخدمة الإنسان فردا وجماعات، لهذا وجدنا أن حكايا مسك بدأت بتطوير مفهوم الترفيه صناعة وفكرا وملاءمة ضمن مرحلة انطلاقية تأسيس لمفهوم الترفيه في المملكة بشكل عام، هذه الرؤية الخاصة بمحمد بن سلمان والمتسقة كليا مع مسيرة الوطن نحو رؤيته في 2030 تسعى لكي لا نترك مجالا للانحراف المعياري في العمل نفسه، ولا نترك أي ثغرات وراءنا قد تعيدنا إلى الخلف في مراحل متقدمة سنصل إليها بتوفيق الله ورعايته.
أول ما لفت انتباهي لمهرجان حكايا مسك هو ما قامت به مؤسسة محمد بن سلمان بن عبدالعزيز الخيرية مسك الخير من عمل زيارات استباقية لمجموعات إعلامية محلية ودولية للتعريف بمبادرتها، ودعوة الجميع للتفاعل والزيارة والاطلاع على فعاليات المهرجان، والتعرف عليها عن كثب، والمشاركة في الأنشطة المعنية بقطاعي الشباب والأطفال، التأسيس هو الأساس والإبداع سواء كان ولادة أو صناعة وصقلا، ففي الحالتين نجاحه يعود بالنفع على الوطن ككل، وتركيز مسك الخير على الجانب الإعلامي بالتواصل السليم معه ليكون مرافقا للحدث منذ بدايته، بل وقبلها أمر لطالما طالبنا جمعياتنا ومؤسساتنا الخيرية بالتعامل معه والأخذ به والخروج من نقطة غلق أن الإفصاح يتعارض مع عمل الخير.
الإعلان والإشهار عن الأعمال الخيرية ليس الهدف منه الرياء، بل الهدف منه بناء نماذج سليمة تحفز الآخرين للاقتداء بها، عمل الخير أيضا لا بد أن يكون صناعة، وليس مجرد نوايا حسنة، وهذا ما وجدته من خلال الاطلاع على أهداف ومنهجية عمل مؤسسة مسك الخير، وطبيعي أن يكون هذا الموقف من مؤسسة أسسها راعي وقائد مسيرة التطوير والتحول الوطني وإعادة هيكل هندسة العمليات.
محمد بن سلمان يعمل ضمن مخطط مؤسسي منظم، ولا ينتظر الصدفة لتفرض عليه التعامل، بل يحسب حساب كل شيء، متوكلا على ربه أولا، ومن بعد ذلك مستندا إلى حكمة وخبرة سيدي خادم الحرمين الشريفين، وسيدي ولي العهد الأمين. ابن سلمان يعلم أن المجتمع السعودي اليوم مستعد وجاهز وراغب في التطوير والتقدم والإبداع؛ لهذا يريد أن يقدم نماذج تشجعه وتحفزه مضمونة النجاح، بإذن الله.