التوك توك فراري إندونيسيا
في بلد كإندونيسيا يصل عدد سكانه إلى 230 مليون نسمة، أمر طبيعي جدا أن يصارع ساكنوه على مدار اليوم زحاما مروريا غير مسبوق، فيستنزف أوقاتهم في كل مرة أرادوا التنقل من مكان لآخر
الخميس / 12 / جمادى الأولى / 1435 هـ - 01:30 - الخميس 13 مارس 2014 01:30
في بلد كإندونيسيا يصل عدد سكانه إلى 230 مليون نسمة، أمر طبيعي جدا أن يصارع ساكنوه على مدار اليوم زحاما مروريا غير مسبوق، فيستنزف أوقاتهم في كل مرة أرادوا التنقل من مكان لآخر. ذلك الاختناق المروري، دفع بالإندونيسيين إلى استحداث وسائل نقل دائمة قد تعد في دول أخرى مجرد حلول موقتة للتنقل أو حتى نوع من أنواع الترفيه، والتي من ضمنها الـ»توك توك» والدراجات بنوعيها «الهوائي والناري»، في محاولة منهم لقطع الطرق والشوارع بشكل أسرع من السيارات. أخيار عبدالحميد، أحد سكان جزيرة «لومبوك» الإندونيسية، يشير إلى أن الـ»توك توك» معروف بين الإندونيسيين باسم «فراري»، كونه يستطيع الوصول إلى أي شارع في وقت قياسي لصغر حجمه. ويقول لـ»مكة» لا تصل سرعته إلى السيارة العادية، ولكن سهولة حركته وقدرته على الوصول إلى أي مكان بكل يسر، جعلتنا نساويه بالسيارات السريعة التي من أشهرها الـ»فراري»، فالمهم هو تحقيق الغاية بصرف النظر عن معدل سرعة سيره. وذكر أن التوك توك يسير في كل الطرق، ويقطع مسافات لا تزيد عن خمسة كلم في المشوار الواحد، لافتا إلى أن معظم مالكيه يستغلونه كسيارة أجرة، حيث تتراوح أسعار المشوار الواحد فيه ما بين 10 و 30 ريالا بحسب المنطقة الموجود فيها، وقد يصل سعره إلى 50 ريالا إذا ما كان في منطقة سياحية يرتادها سياح عرب. وأضاف: يفضّله السيّاح كوسيلة ترفيهية فقط، فيتجولون فيه لفترات محدودة، بينما يستخدمه الإندونيسيون إذا ما كانوا في عجلة من أمرهم للوصول إلى وجهاتهم بسرعة، فحجمه الصغير يساعده على السير بين السيارات بسلاسة». وبيّن أن التوك توك لا يخضع للقوانين المرورية نظاميا، وإنما اعتاد قائدوه على احترام تلك الأنظمة تفاديا لحدوث حالات اصطدام بالسيارات، موضحا أنه يتسع لأربعة أفراد في المشوار الواحد، وقد يصل العدد إلى ستة أشخاص إذا ما كانت أحجامهم صغيرة. واستطرد في القول «كثير من العائلات الإندونيسية يفضّلون استخدامه أكثر من الدراجات النارية، خصوصا أنه يشبه الصندوق المغلق من الجوانب، وهو ما يجعله أكثر أمانا للأطفال والنساء». وربما يعود الفضل لحجاج شرق آسيا في نقل التوك توك، من بلادهم إلى المشاعر المقدسة، حيث يتم استخدامه في التنقل أثناء موسم الحج بسرعة، إلا أن عدم التعود عليه يجعل التعامل معه أمرا صعبا تكثر على إثره الأخطاء، ويتسبب في العديد من المشكلات. أحد الإعلاميين السعوديين، ما زال يتذكر حادثة ألمّت به قبل نحو عشر سنوات خلال قيامه بعمله الميداني في الحج، ويقول الإعلامي الذي فضّل عدم ذكر اسمه لـ»مكة» أحدهم اقترح عليّ إيصالي إلى المخيم الإعلامي في منى بواسطة التوك توك، وعند نزولنا من منحدر أمامنا، اعترضتنا سيارة وتسببت في انقلابنا، لأصاب على إثر تلك الحادثة بكسور في قدميّ.