القتل في التنعيم يصدم المعتمرين
أعاد تنفيذ حكم القتل ببرماوية في مكة المكرمة الثلاثاء الماضي، المطالبة بنقل موقع تنفيذ الأحكام في مكة من الساحة المجاورة لمسجد السيدة عائشة (التنعيم)، الذي يحرم منه المعتمرون ويشهد ازدحاما منذ بدء موسم العمرة. ففي الموقع الذي يعتبر ساحة صغيرة تتزاحم فيها حافلات الركاب، يصدم المعتمرون وخاصة الذين يأتون إلى السعودية للمرة الأولى،
الأربعاء / 23 / ربيع الأول / 1436 هـ - 22:30 - الأربعاء 14 يناير 2015 22:30
عارف الشهري، فواز العبدلي - مكة المكرمة
أعاد تنفيذ حكم القتل ببرماوية في مكة المكرمة الثلاثاء الماضي، المطالبة بنقل موقع تنفيذ الأحكام في مكة من الساحة المجاورة لمسجد السيدة عائشة (التنعيم)، الذي يحرم منه المعتمرون ويشهد ازدحاما منذ بدء موسم العمرة. ففي الموقع الذي يعتبر ساحة صغيرة تتزاحم فيها حافلات الركاب، يصدم المعتمرون وخاصة الذين يأتون إلى السعودية للمرة الأولى، بتنفيذ الأحكام، وهو آخر ما كانوا يتوقعون حدوثه أمام أعينهم مباشرة، بعد شروعهم في الإحرام قاصدين بيت الله الحرام، فتتضارب مشاعرهم وتتحول من فرح إلى خوف وحزن. وفيما انتشر مقطع فيديو عن تنفيذ الحكم بالبرماوية، طالبت الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بمكة المكرمة بمعاقبة مصور المقطع، محملة الجهات الأمنية مسؤولية انتشاره.
حقوق الإنسان تطالب بمعاقبة مصور مقطع قصاص البرماوية
حمّلت الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بمكة، الجهات الأمنية مسؤولية انتشار مقطع فيديو يظهر إنفاذ حكم القتل تعزيرا أمس الأول بحق وافدة برماوية بسبب قتلها طفلة زوجها، مشددة على معاقبة مصور المقطع. وأوضح عضو الجمعية الدكتور محمد السهلي لـ»مكة»، أنه كان الأولى بالجهات المنفذة للحكم بحق الجانية أن يكونوا أعدوا مسبقا قبل تنفيذ الحكم ما يضمن عدم تسريب مثل تلك المقاطع من خلال نشر المخبرين السريين بالموقع، مشددا على أهمية تتبع الجهات المسؤولة وذات العلاقة مصدر المقطع ومثوله للتحقيق وإنزال أقصى عقوبة بحقه، كون فعلته تندرج ضمن الجرائم الالكترونية. وأردف بأن النظام يكفل لذوي الجانية حق رفع دعوى والمطالبة بمقاضاة كل من تسبب في إلحاق الأذى بهم عبر المقطع المصور سواء من صوره أو من عمدوا إلى نشره وتداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدا أن من نشروا الفيديو لا يقلون جنحة عن مصور مشهد إنفاذ حكم القتل التعزيري. وتابع السهلي أن الأحداث التي صاحبت تنفيذ الحكم من تمدد القاتلة على الأرض وعلو صرخاتها، أمر طبيعي جاءت نتيجة رهبة الموقف، مشيرا إلى أن تنازل أهل الدم في مثل هذه الحالات غير مقبول لبشاعة قتل طفلتهم. وكانت الجهات المسؤولة نفذت حكما بالقتل تعزيرا بوافدة برماوية أقدمت على قتل ابنة زوجها ذات السبعة أعوام بضربها بعصا حتى الموت.
.. والمعتمرون ينطلقون من ساحة القصاص
قال تعالى «ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب»، وكثير من الناطقين باللغة العربية، لا يفهمون تفسير الآية الكريمة ويجهلون الحكمة الربانية من وراء تنفيذ أحكام الشريعة، وبالتأكيد يصعب على الأعاجم فهم التفسير اللفظي للآية، والمقاصد السامية من تشريع الأحكام. ويوم الثلاثاء الماضي (خلال موسم العمرة) أعاد تنفيذ القتل بحق برماوية عذبت ابنة زوجها ذات الأعوام السبعة والتي توفيت نتيجة التعذيب المتواصل لأيام عدة مطالب شعبية بتغيير موقع تنفيذ الأحكام في مكة المكرمة، في الساحة المجاورة لمسجد السيدة عائشة (رضي الله عنها)، فلا الموقع مهيأ كساحة صغيرة تتزاحم فيها حافلات الركاب الرسمية، ويقتتل عليها سائقو سيارات المكروباص، ومن بين هذا الصخب يصدم المعتمرون وخاصة الزوار الذين يأتون إلى السعودية للمرة الأولى، بتنفيذ حدود الله بحق المجرمين، وهو آخر ما كانوا يتوقعون حدوثه أمام أعينهم مباشرة، بعد شروعهم في الإحرام قاصدين بيت الله الحرام، فتتضارب مشاعرهم ما بين فرحة زيارة المدينة المقدسة، والحزن والأسى على حال المنفذة بحقهم الأحكام، ويعجزون عن تفسير تحديد هذا المكان بالذات لتنفيذ الحدود، ومنهم من تختلط عليه المشاعر حتى يبدأ رحلته الإيمانية في «خوف»، موقنا أن تنفيذ القصاص أمام زوار بيت الله، هو تحذير لهم ورسالة استنطقها تفكيره بأن العقوبات صارمة لكل من تسول له نفسه ويتبع خطوات الشيطان. المشكلة أن المسجد المحدد للإحرام يغص بالمعتمرين على مدار الساعة، وحدائقه (السيئة) محطة استراحة لعوائلهم المرهقة، والأرصفة حوله تتوسد خطوات الأطفال يتقافزون فرحة بزيارة مكة المكرمة، وجوالاتهم الحديثة المزودة بالكاميرات الرقمية المتطورة، ترصد تنفيذ عقوبة أحد الجناة في الوقت غير المناسب والمكان غير المناسب والظروف غير المناسبة. باختصار يرى المنتقدون لمكان ساحة القصاص، أن نرسل للعالم أجمع، رسالة تسامح ومحبة من أطهر بقاع الأرض، في خضم تلاطم أمواج العمليات الإرهابية التي شوهت صورة الإسلام والمسلمين، ولكن ربما يسبقها مقطع مصور لتنفيذ حكم ما كالقصاص من الجانية البرماوية، ويستخدم للإساءة والنيل من الإسلام، عندما يوضع في غير سياقة، وكأنهم يقولون هذا ما يحدث في مدينتهم المقدسة، وعلى بوابة رحلة الإيمان.