أعمال

لا أجانب في سوق الجوالات بعد اليوم

من المؤمل أن نرى اليوم محلات بيع الجوالات وملحقاتها بمدن المملكة خاوية من العمالة الأجنبية، فالمهلة التي حددتهاوزارة العمل والتنمية الاجتماعية انتهت مع نهاية دوام أمس. وأكد المتحدث الرسمي للوزارة خالد أبا أمس عدم « مكة » الخيل، في تصريح ل التهاون في تطبيق المخالفة والتي تبلغ قيمتها 20 ألف ريال، نافيا وجود أي مهلة أخرى، مشيرا إلى أن الوافد الذي كان يعمل في قطاع الاتصالات يمكنه العمل في نشاط آخر، أو الخروج النهائي. في جولة شملت جدة « مكة » ورصدت والطائف والمدينة المنورة والدمام إغلاق أعداد كبيرة من المحلات، ورحيل عمالتها إلى مواطنهم، ونقل كفالات بعضهم. نخشى الطرق الملتوية وقال رئيس اللجنة التجارية بغرفة الشرقية علي برمان إن سعودة قطاع الاتصالات أمر جيد ويأتي ضمن رؤية السعودية في توطين مختلف القطاعات، إلا أننا نخشى أن تظهر مشكلات فيما بعد، كما حدث في تصحيح أوضاع العمالة، وقبلها سعودة أسواق الخضار والليموزين، مشيرا إلى وجود فجوة لدى السعوديين في قطاع صيانة الأجهزة الالكترونية والاتصالات، ونأمل بسد هذه الفجوة عبر برامج مكثفة تدعمها وزارة العمل وتشارك فيها جهات تدريبية . ودعا الوزارة إلى متابعة الأجانب الذين خرجوا من السوق، حيث يمكن أن يستخدموا طرقا أخرى ملتوية للعودة لسوق الاتصالات أو استخدام البيع بالجوال أو عبر تجارة الشنطة وبأسعار أقل، مما يؤثر على السعودة وعلى المستثمرين السعوديين الذين يدفعون إيجارات عالية للمحلات. مرحلة تحد ويقول تركي محمد والذي يعمل في قطاع البيع بالتجزئة للهواتف في محافظة جدة إن السوق شهد تدرجا في رحيل العمالة الأجنبية، بينما لا تزال هناك عمالة تمارس العمل إلى آخر نفس من المهلة، خاصة ممن ينطبق عليهم مخالفة التستر. وأوضح أن السوق حاليا يمر بمرحلة تحد أمام كافة الأطراف، فالأجنبي إما أن ينقل مهنته على نشاط آخر، وهذا ما تم أخيرا خاصة لجنسيات تشهد دولهم تقلبات سياسية، أما الفئة الأخرى من العمالة فقد ودعت البلاد ورحلت إلى دولها بينما يقع التحدي الآخر على وزارة العمل بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة في صقل وتدريب الشاب السعودي الطموح في القطاع. إغلاق ورحيل وخلال جولة لـ»مكة» في محافظتي جدة والطائف رصدت الكثير من المحلات مغلقة في فترات العمل الرسمية بعد رحيل عمالتها، وبقيت خاوية، والتي قاربت 50%. ويقدر أحد المستثمرين أحمد العتيبي أن عدد المحلات التي علقت نشاطها يصل إلى 70 محلا في أسواق الطائف لوحدها، وقد يرتفع العدد خلال الفترة المقبلة نتيجة لبدء تطبيق سعودة المجلات 100%، مستدركا بالقول:» كمستثمرين مع أي قرار يخدم البلد في تمكين وتوفير الوظائف للشباب السعودي ونشاط الاتصالات ليس وظائف فحسب بل تجارة تحتاج من الشباب الوقوف على تجارتهم والتي قد تجعل من العاطلين تجارا، لذلك فالوظائف لن تكون الهدف بقدر ما تكون التجارة هي التوجه الأكبر للغالبية خاصة بعد توجه الجهات المعنية في دعم الشباب بقروض تساعدهم في استئجار المحلات وشراء البضائع. 50 ألفا رأسمال وأشار العتيبي إلى وجود فرصة حقيقية خاصة خلال الفترة الحالية، فمالكو الأسواق مضطرون لخفض إيجارات المحلات لجذب المستأجرين، حيث يبدأ الاستثمار برأسمال قد لا يتجاوز 50 ألف ريال، كما أن الإكسسوارات لن تزيد عن 5 آلاف ريال لتملأ المحل بمساحة 20 مترا مربعا، حيث تصل الأرباح فيها نحو 80% مقابل أن أعمال الصيانة خاصة التي لا تتوجب فتح الجهاز مربحة 100% فقط تحتاج إلى خبرة في مجال الأجهزة الذكية، والكثير من الشباب السعودي أصبحوا متمرسين على تلك المجالات في الوقت الذي لا يخلو حاليا أي منزل من تلك الأجهزة وانتشار المواقع الالكترونية التي تبث طرقا وأفكارا لمعالجة الأعطال الفنية. نقص بفنيي الصيانة وفي جولة أخرى على عدد من محلات الاتصالات بالدمام، وتحديدا في مجمع الحياة بلازا الذي يضم أكبر تجمع لمحلات الاتصالات، يربو عن 170 محلا، رصدت «مكة» تجاوبا ملحوظا مع حملة سعودة محلات الاتصالات التي بدأت قبل ستة أشهر وانتهت أمس، ويقول مصطفى عبدالعال، صاحب محلات للاتصالات «غطينا جميع وظائف البيع بالسعوديين»، إلا أنه أردف قائلا لم نجد سعوديين للعمل في صيانة الجوالات، مطالبا وزارة العمل بإيجاد بنك عمالة تزود المحلات بهذه الفئة من المتخصصين من الشباب السعودي. خفِّضوا الإيجارات وأشار طالب خالد الحايك، صاحب محل اتصالات بالدمام، إلى أن قيمة الإيجارات لم تتغير رغم إغلاق العديد من المحلات. ولفت إلى أن معظم المحلات حرمت مع السعودة من عائد الصيانة الذي كان يوفر دخلا جيدا في السابق. ونصح الشباب بالحصول على دورات تخصصية مكثفة ومواكبة التطور في قطاع الاتصال للاستفادة من الفرص المتاحة، لسد الذرائع أمام من يشكون من تبعات خروج الأجانب من سوق الاتصالات، ولمنع دخلوهم فيه مجددا. مخاوف من التحايل وأوضح المستثمر سعيد المنهالي أن عملية الإحلال تواجه بعض الصعوبة، لكنه توقَّع أن تكون نتائجها إيجابية مستقبلا. ودعا إلى تكثيف الاهتمام بتدريب الشباب للعمل بهذا القطاع المهم، لافتا إلى أنه يرغب في تشغيل متخصصين بمبالغ مجزية، ويخشى أن يلجأ الأجانب إلى حيل للعودة إلى قطاع الاتصالات بطرق مختلفة عبر الأكشاك وأسلوب الشنطة والبيع الالكتروني وغيره، أو يستفيدوا من أي ضعف محتمل في مراقبة وزارة العمل للسوق بمضي الوقت. معضلة التسرب وأشار عبدالإله محسن محمد، صاحب محلات للاتصالات بالخبر إلى أنه واجه صعوبة في البداية نتيجة تطبيق القرار بشكل مفاجئ نسبيا في القطاع، وقال إن المشكلة التي نواجهها تتمثل في معضلة تسرب السعوديين العاملين في المحلات دون سابق إنذار، ما يتطلب إيجاد نظام تعاقد يلزم الأشخاص خاصة من خضعوا لفترات تدريب بالعمل لدى من درّبهم. واقترح أن يتم شغل جزء منه بمتخصصين عرب خلال فترة محددة حتى تكتمل السعودة. اكتشاف الفرص عدد من السعوديين العاملين حديثا في قطاع الاتصالات أكدوا لـ «مكة» أنهم اكتشفوا قطاعا يتضمن فرص عمل مناسبة، وخاصة في مجال الصيانة، فمن جانبه قال مهدي الراشدي، إنه يستغل فترة الإجازة الصيفية للعمل وسيواصل بعد بدء الدراسة العمل مساء، لافتا إلى أن العمل في محلات الاتصالات يوفر دخلا جيدا لمن يريد العمل وفي الوقت المناسب له. أما حسن عبدالله، فدعا الشباب السعودي إلى التخصص في مجال الصيانة المطلوب جدا، لافتا إلى أن عددا كبيرا من المحلات أغلقت أقسام الصيانة لعدم وجود سعوديين. وأشار حسن عايض إلى أنه وجد ضالته في سوق الاتصالات بعد فترة تعطل استمرت عامين، ودعا الشباب السعودي إلى استغلال الفرصة حيث ما زالت توجد شواغر وظيفية لدى المحلات، وخصوصا في مجال الصيانة. ماذا يقلق أصحاب المحلات؟ 1 عدم التزام الشباب السعودي بأصول المهنة 2 ترك الشباب للعمل بمجرد الحصول على عرض أفضل 3 ضعف أو انعدام خبرة الشباب السعودي بالصيانة 4 عودة الأجانب للقطاع عبر:
  • أساليب جديدة للعمل من خلال أكشاك، أو تجارة الشنطة، أو الانترنت
  • فتور الرقابة الرسمية بعد حين
  • طول فترة العجز في الوفاء بخبرات الصيانة المطلوبة
ماذا يريد أصحاب المحلات من وزارتي العمل والتجارة؟ 1 استمرار الحملة حتى تطمئن إلى تحقيق أهدافها بصورة كاملة 2 سد الذرائع على الأجانب لمنع عودتهم للقطاع 3 توفير التدريب المطلوب للشباب السعودي في مجال الصيانة 4 العمل على خفض قيمة الإيجارات لمواجهة الأعباء الإضافية للسعودة كيف ينظر الشباب للفرص الجديدة في الاتصالات؟ 1 ذات عائد مُرض 2 تتيح لهم فرصا للتدريب 3 تناسب أوقات فراغهم كمهنة ثانوية 4 تغريهم بإطلاق مشاريعهم الخاصة في هذا المجال