ميزة أن تكون قصيرا
الخميس / 29 / ذو القعدة / 1437 هـ - 21:00 - الخميس 1 سبتمبر 2016 21:00
مذ كنا صغارا ونحن لا نرى الجمال إلا في كوننا أكثر طولا من غيرنا، وقد نتذكر ذلك في هيئتنا ونحن نقضي اليوم بأكمله نسير على أطراف أصابعنا لترتفع أكتافنا أكثر.
رغما عن معايير الجمال، نحن الآن هنا لأجل حقائق علمية متعلقة بكونك طويل القامة أو قصير القامة.
تخيل لو أنك الآن تجلس في مسرح، عيناك تترقبان كل الذي يحدث أمامك في المسرحية بدهشة.
ثم يقطع حبل انسجامك صاحب الساقين الطويلتين واقفا بينك وبين الممثلين مشتتا عينيك.
على الأرجح أنت الآن ترجو لو أنه يسقط ويتوارى من أمامك حتى لو كانت النتيجة ذبحة صدرية.
اقرأ: آباء يقتلون أطفالهم بالنسيان
غير أن الدراسة التي نشرت في جريدة نيو إنجلاند الطبية الدورية، التي أجريت على 200,000 فرد، أظهرت أن كل 2.5 بوصة زيادة في الطول تقلل من احتمال الإصابة بمرض الشريان التاجي بنسبة 13.5%.
السؤال هنا، هل علينا جميعا أن نتجه لنكون طوال القامة بكل الطرق المتوفرة؟
وأن زيادة الطول لدينا هي الحل، بما في ذلك حقن أطفالنا قصار القامة بهرمونات نمو تصل تكلفتها إلى نحو 200 ألف ريال؟
لم قد نعلق أمر الصحة دائما بكونك أكثر طولا في قامتك، بينما سكان الجزر الأقصر قامة من غيرهم يحظون بعمر أطول، حيث يتمتع سكان جزيرة أوكيناوا اليابانية بأعلى متوسط عمر في العالم، ومعدلات الإصابة بالسرطان وأمراض القلب لديهم هي الأقل في العالم، على الرغم من أنهم أقصر حتى من متوسط الطول في اليابان.
حيث يبلغ متوسط طول الرجال في أوكيناوا 4.9 أقدام.
حسنا سيبدو الأمر مضحكا الآن لو كان السؤال: هل على الجميع أن يسعوا ليكونوا قصار القامة.
ما الذي بأيديهم ليصبحوا كذلك؟ أن يتخلوا عن أقدامهم ليبدوا أقصر!
رغم ذلك نحن هنا لنفتح نافذة أخرى بجانب نافذة مميزات طوال القامة، ونخبركم سرا بدراسة أجريت قبل أسبوع وأظهرت نتائجها أن أمراض القلب أحد الأسباب التي قد تبقيك بعيدا كل البعد عن الرغبة في زيادة طولك.
ولو كان تفكيرك تقدميا وكنت مهتما بشأن صحتك لتمنيت أن تكون أقصر قليلا.
على كل حال الأمر أفضل من أن يتمنى أحد الجالسين في عرض مسرحية موتك بذبحة صدرية نتيجة حجب ساقيك الطويلتين الرؤية عنه، فقط أنت ستتغاضى عن الأمر لتمنحه السلام في حين أن الموت يدنو منه.
ليس موتا حقيقيا إنما كما يبدو في مشهد من المسرحية.