أرامكو تخزن النفط في الصين وتبحث عن مصفاة جديدة
الأربعاء / 28 / ذو القعدة / 1437 هـ - 20:45 - الأربعاء 31 أغسطس 2016 20:45
وقعت السعودية اتفاقية مذكرة تفاهم للتباحث مع حكومة الصين حول إمكانية تخزين النفط في الصين في الوقت الذي لا تزال أرامكو السعودية تبحث عن مصفاة جديدة تساعدها على تعزيز حصتها السوقية هناك وتقرب الشركة من تحقيق هدفها لمضاعفة طاقتها التكريرية.
لم يسبق التخزين في الصين
وقال وزير الطاقة والصناعة ورئيس مجلس إدارة شركة أرامكو السعودية المهندس خالد الفالح في تصريحات تلفزيونية بالأمس إن الشركة تجري مفاوضات في مراحل متقدمة مع شركة سي.إن.بي.سي الصينية لإنشاء مصفاة في إقليم يونان في الصين، مشيرا إلى أنه يأمل في التوصل إلى اتفاق هذا العام، مضيفا أنه متفائل بشأن الطلب على الخام في الصين الذي لا يزال ينمو بطريقة صحية وستكون اتفاقية تخزين النفط هي الأبرز على مستوى التعاون النفطي، فالمملكة لم يسبق لها تخزين النفط في الصين وستكون هذه هي المرة الأولى التي يتباحث فيها الجانبان حول هذا الأمر.
منافسة شديدة للنفط السعودي
وتأتي هذه الخطوات في ظل المنافسة الشديدة التي يجدها النفط السعودي في الصين، ولا تزال السعودية هذا العام هي صاحبة الحصة الأكبر في السوق الصينية بحسب الأرقام الرسمية لحكومة بكين، إلا أن حصص دول مثل روسيا ارتفعت بشكل كبير جدا واقتربت من حصة السعودية بشكل كبير.
وكانت أرامكو تسعى للدخول كشريك في المصفاة، إضافة إلى خطتها لتوريد خام العربي الخفيف إليها من خلال تحميل النفط إلى ميانمار ثم نقله بواسطة أنبوب إلى إقليم يونان. ومن المتوقع أن تكون طاقة المصفاة في نحو 300 ألف برميل يوميا.
ويوجد لدى شركة أرامكو السعودية مصفاة قائمة في الصين في إقليم فيوجيان بطاقة تكريرية قوامها 260 ألف برميل يوميا.
وهذه المصفاة هي مشروع مشترك مع ساينوبك الصينية وإكسون موبيل الأمريكية، وتنتج المصفاة إلى جانب المواد البترولية بعض المواد البتروكيماوية.
7 سنوات لاتفاقية يونان
وقال مصدر في أرامكو لـ «مكة» إن تأخر توقيع اتفاقية يونان رغم طول فترة المباحثات التي امتدت لسبع سنوات يعود في الأصل إلى أن الصينيين بصورة عامة لا يريدون إعطاء حقوق تسويق المنتجات الخارجة من المصافي للشركاء.
وأضاف المصدر أن الصينيين يأخذون وقتا طويلا في المفاوضات وهذا ما حدث في مصفاة أرامكو مع ساينوبك والتي أخذت 10 سنوات في التفاوض.
وسبق وأن ذكر الرئيس التنفيذي لأرامكو السعودية أمين الناصر للصحفيين أن شركته لا تزال في مفاوضات مع الصينيين من أجل بناء مصفاة أخرى هناك.
تناقص الواردات النفطية
وبحسب بيانات الجمارك الصينية، فإن كمية النفط التي تستوردها الصين من المملكة تناقصت في الأشهر السبعة الأولى من العام الحالي، فيما ارتفعت من باقي المنتجين الكبار.
وأظهرت الأرقام الرسمية أن الصين استوردت في الأشهر السبعة الأولى من العام الحالي نحو 30.5 مليون طن متري من النفط السعودي، بانخفاض قدره 0.4 في المئة عن نفس الفترة من العام الماضي، فيما استوردت الصين من روسيا نحو 29.5 مليون طن متري خلال نفس الفترة بزيادة قدرها 27 في المئة عن العام الماضي.
زيارة ولي ولي العهد
وزار ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان الصين هذا الأسبوع وتم توقيع العديد من الاتفاقات بحضوره.
ووقعت حكومتا المملكة والصين أمس الأول 15 اتفاقية، من بينها مذكرة تفاهم في قطاع الطاقة وأخرى في مجال تخزين النفط الخام.
ومن المتوقع أن تسهم زيارة الأمير محمد بن سلمان في دعم وجود أرامكو في سوق التكرير الصينية، فأرامكو السعودية لا تزال في مفاوضات منذ سبع سنوات تقريبا مع شركة بتروتشاينا المملوكة للحكومة الصينية من أجل الدخول كشريك في مصفاة يونان التي اقترب موعد تشغيلها، حيث من المفترض أن تبدأ في العام المقبل.
ويقول المحلل الدكتور محمد الرمادي «زيارة الأمير محمد بن سلمان جدا مهمة، فالصينيون يبحثون عن غطاء سياسي دائما في كل أعمالهم التجارية، وروسيا لم تتمكن من الحصول على حصة أكبر في الصين لولا الزيارات الرسمية بين قيادات البلدين، وفي آخر زيارة رسمية تمكنت شركة روسنفت من الحصول على اتفاقية طويلة الأجل لتوريد النفط إلى الصين».