جريمة قتل ناجحة خلف الأبواب المغلقة
الثلاثاء / 27 / ذو القعدة / 1437 هـ - 19:45 - الثلاثاء 30 أغسطس 2016 19:45
يتحول قارئ رواية خلف أبواب مغلقة للكاتبة بي إي باريس غالبا ليكون في صف بطلة القصة متعاطفا معها رغم ارتكابها جريمة قتل، ويشعر بالقلق من أنها قد لا تنجو بفعلتها.
حبكة الرواية بسيطة وأساسية. معظم الناس يعرفون بشكل أو بآخر بزوجين يبدوان وكأنهما مثاليين. في هذه الرواية، تبدو عائلة (انجلز)، على السطح على الأقل، عائلة مثالية.
الزوج (جاك) رجل شهم ومضياف ومحبوب في محيطه الاجتماعي، ويعتقد الجميع أنه مخلص تماما لزوجته (جريس).
أمام الناس، يظهر جاك تعاطفا كبيرا مع مشاكل زوجته مع أختها ميلي التي تعاني من مرض (متلازمة داون).
وفي عمله كمحام ناجح، يكرس جاك معظم نشاطاته للدفاع عن النساء اللاتي يتعرضن للضرب أو الإساءة من الذين حولهن.
لكن هناك وجها آخر لهذا المحامي المشهور لا يعرفه باقي الناس. فقد بنى جاك في قبو منزله غرفة لا يمكن فتحها سوى من الخارج، وهي بدون أي تهوية، لذلك إذا ما أُقفِل باب هذه الغرفة على أي شخص فإنه سيبقى فيها حتى يموت، ولن يحصل على أي شيء يأكله أو يشربه أو حتى على هواء ليتنفس.
جدران الغرفة وأرضها مدهونان باللون الأحمر، وهناك لوحات فنية معلقة على جدرانها لنساء معذبات.
جريس هي التي رسمت هذه اللوحات بأمر من زوجها. وعندما ترفض جريس أوامر زوجها، يقوم بتجويعها. جميع نوافذ بيت العائلة الجميل مزودة بقضبان تعمل بشكل الكتروني.
يتعمد جاك وضع كلب العائلة في الغرفة الحمراء وتركه هناك حتى يموت اختناقا، ويجبر جريس على دفن جثة الكلب الذي كانت تحبه، كما يستفزها بالحديث عن الطريقة التي سيقتل بها أختها المريضة في غرفة الموت الحمراء.
بعد زواجهما بفترة قصيرة، وكانت حينها لا تزال تعتقد أنها تزوجت رجلا مثاليا، يجلس جاك في غرفتهما في الفندق الفخم في تايلاند ويخبرها بالحقيقة عن نفسه: كيف أنه ضرب والديه حتى الموت؛ إلى أي درجة يكره النساء؛ إلى أي حد يستمتع بالقسوة والوحشية؛ وكيف ستعاني الأمرَّين إذا أثارت غضبه.
صديقاتها لا يفهمن سبب عدم إجابتها على اتصالاتهن وعدم قبولها لدعواتهن للخروج معهن. جاك يتذرع دائما بأنها مريضة وتشعر التعب وبحاجة لفترة طويلة من الراحة، مضيفا أن أختها ستأتي للعيش معهما قريبا، وهو ما كانت جريس تخشاه كثيرا.
جريس تشعر بالقلق والصدمة في معظم الأوقات، وهي دائما تشعر بالخوف من زوجها وما يمكن أن يفعله بها وبأختها ميلي.
جاك يستمتع بمشاهدتها وهي في حالة رعب دائم منه، ويتطلع دائما للقيام بمزيد من الأعمال الوحشية التي تبدو طموحه الحقيقي.
عندما تقرر جريس في النهاية قتل زوجها جاك، يسيطر عليها الخوف من الفشل وما قد يعنيه ذلك بالنسبة لها. تشتري جريس حبوبا منومة لكنها تشعر بالقلق من أنها قد لا تكون كافية لقتل زوجها. لكن خطتها تنجح.
تستجمع جريس ما تبقى من قواها وشجاعتها لدرجة تستطيع أن تقنع صديقاتها بأن زوجها اختفى خلال وجودها في رحلة خارج البلاد.
هذا الكتاب يقدم رسالة واضحة: أن الزوجين اللذين يبدوان مثاليين للجميع قد لا يكونان كذلك في نهاية الأمر.
تنحدر بي أي باريس من عائلة ذات جذور فرنسية وأيرلندية.
نشأت في إنجلترا ومن ثم انتقلت إلى فرنسا، حيث قضت سنوات عدة في العمل في مجال التمويل الاقتصادي قبل أن تعيد رسم حياتها العملية بالتدريب والانتقال للعمل في مجال التعليم وفتحت مدرسة مع زوجها.
تعيش باريس مع زوجها وبناتهما الخمس في فرنسا. هذه أول رواية لها.