"قيس والإذاعة".. يا شابورة "البعداني"!
كان عاشقًا من طراز فريد
الخميس / 5 / جمادى الأولى / 1435 هـ - 01:15 - الخميس 6 مارس 2014 01:15
كان عاشقًا من طراز فريد..جنّن «الإذاعة» وجننته الإذاعة لأنه أحبّها..«ومن الحب ما قتل»! وكما كان هناك «روميو وجولييت» و»قيس وليلى» وغيرهم من الذين قتلهم العشق، فإن عندنا قصة حبٍ وحرب اسمها: «علي والإذاعة»..
ذلك هو بكل مقاييس الصدق صديقي «الظاهرة» التي لا تتكرر «علي البعداني»..ولم أقل عنه الأستاذ لأن كلمة أستاذ لا تمثل له شيئًا بعد أن شاعت و»زاطت» حتى في «الحلقة والبنقلة» وعربات سقط المتاع الطلياني «روبافيكيا»، التي خلدها إخوتنا في مصر وأبدلوا فاءها باءً، لتصبح تراثًا مستعربًا يجوب الأزقة والحارات، بصوت درامي ممطوط: «روبا بيكياااااا...»!
هذا «الرثاء» بالصورة التي أتحدث بها قد يخرجه البعض عن وقار «العزاء»، لكنني لا أتحرّج منه لسبب بسيط هو أنه لا يضير «علي البعداني» وروحه الفكهة التي عاش ومات عليها!
كُنّا نتناكف ونتشاكس ونُعصّب حتى يظن من يرانا ويسمع صوتنا «الحياني» أن أحدنا قد سقط على حلبة الإذاعة مضرّجًا بدمائه..نفعل هذا في النهار ونتصالح حول «التميسة» وصحن الفول في الليل!
كنت أسميه في مسلسلاتنا الإذاعية مرّة «شحبر» ومرة «طقطق» وغيرها من أسماء لها جرس..ترن شخصياتها في الآذان، لتتحول إلى مجسّم يستحق صاحبه أن يبقى وتبقى نكهته وطعم روحه في ذائقة كل من عرفه عن قرب أو سمعه عن بُعد، كما بقي على اللسان طعم «شابورة البعداني»!
ووفاءً له ولمن رحلوا وما بدّلوا تبديلًا، أتمنى على محبه رمز الإعلام ووزيره الدكتور عبدالعزيز خوجة، الذي كان ولا يزال حفيًا بالنخبة التي صنعت للإذاعة تاريخًا يمشي على الأرض، بمعاونة رئيس هيئتها الدكتور عبدالرحمن الهزاع، أن يبقي على البقية الباقية من عاشقيها فهم أكبر من أي منشأة وشاشة واستوديو ومكرفون!