الرأي

البيانات المليونية بتراب الفلوس!

عبدالرحمن الشهري

عبدالرحمن الشهري
قبل ثلاث سنوات، كنت «ملقوف حبتين» عندما سألت مدير شركة خدمات، عمرها يزيد عن 25 سنة، وتعامل معهم - وفق تصريحه - أكثر من 12 ألف عميل خلال تلك السنوات.- هل تعرف ما هي الصفات المشتركة ديموغرافيا بين الـ12 ألف عميل؟- لا.بصراحة لم أخفِ ابتسامتي الحزينة، ولكن السؤال الخطير والمرعب والمربك حقا: لماذا تفشل الشركات، في استثمار بياناتها؟ وبعد سنوات طويلة من البحث والتنقيب، اكتشفت أن الإجابة القريبة للصواب، هي أن الفريق - في سماحة الشركة الموقرة - لا يدرك حتى الآن أن قيمة الشركة تسويقيا = بياناتها التسويقية!!وعند تفكيك هذا اللغم سوف تتفاجأ أن داخله أكثر من مليون، فالمليون الأول: أن جمع البيانات دون تحليلها يشبه إلى حد كبير من يشتري كميات كبيرة، بسعر الجملة، وهو لا يمتلك نقطة بيع واحدة، والمليون الثاني: أن الربط بين مختلف البيانات هو أعمق أسرار التحليل، والمليون الثالث: هو أن التحليل الصحيح، الطريق الأقصر، لاكتشاف فجوة يمكن استغلالها، بينما المليون الرابع: أنك كلما غصت في التحليل بشكل أعمق، كانت الملايين أكثر.سؤال هذه الحكاية الجميلة هو: كيف أحول بيانات شركتي/ منظمتي/ إدارتي، لقرارات نمو حقيقي؟ وفي صدد محاولتي لتقديم خبرتي بين يديك، في بضع حروف، قد تفعل شيئا، حاول أن تربط بين كل مصادر البيانات، سواء الرقمية أو الورقية أو أي ملوخية حتى، لأننا تعلمنا التالي؛ أي معلومة تحمل فكرة، وأي معلومة أخرى تحمل فكرة أخرى، والربط بين المعلومتين يحمل فكرة ثالثة ومختلفة تماما.لا تراقب تكلفة العميل المكتسب فقط، «ولا ياكل مخك كثير»، غص في الأهم، وهو تحديد مستوى العميل المكتسب، بمعنى: عميل ذو قيمة عالية، ولكن تكلفة اكتسابه عالية، أم هي مساوية لتكلفة اكتساب عميل ذي قيمة منخفضة؟ هذا الفارق فقط يجعلك تغير كل مؤشراتك، وربما شاشاتك.التجارب التسويقية للأفكار الجديدة لن تكون عشوائية بعد اليوم، الأرقام سوف ترشدك لتقليل الصرف، على الأفكار الناتجة عن العقل المحض، لأن الأفكار التسويقية يجب على العقل فيها أن يكون واحدا من الفريق، ويخرج الفريق برأي مشترك، لأن الربح في الفجوة القادمة، والفجوة القادمة في التفاصيل.تذكر دائما، أن هناك شركة تمتلك بيانات 12 ألف عميل، لا يعرف مديرها الصفات الديمغرافية المشتركة بينهم، وأن معرفتك في صفات عملائك، لا تقتصر على الديموغرافيا فقط، لذلك تعلم مهارة الغوص في البيانات.1_alshahri@