الدورة الأمريكية القادمة: قراءة جيوسياسية في توازن القوة وتحولات الداخل
الاثنين / 17 / جمادى الآخرة / 1447 هـ - 01:48 - الاثنين 8 ديسمبر 2025 01:48
حين ندرس المسار التاريخي للولايات المتحدة، نكتشف أن قوتها لم تبنَ فقط على اقتصاد واسع أو تقنية متقدمة، بل على قدرة فريدة على إعادة إنتاج ذاتها كلما وصلت إلى ذروة توتر داخلي.فالأزمات الكبرى لم تكن نقطة ضعف، بل كانت اللحظة التي تغير فيها أمريكا شكلها دون أن تفقد موقعها.اليوم، الولايات المتحدة تقف عند بداية دورة جديدة تختلف عن كل ما سبق. ليست أزمة سياسية، رغم ضوضاء السياسة؛ وليست أزمة اقتصادية، رغم تذبذب الأسواق. إنما هي إعادة تشكل لبنية المجتمع نفسه، وهو ما يجعل تأثيرها جيوسياسيا قبل أن يكون اقتصاديا.هذه الدورة لها ثلاثة أبعاد مترابطة:
- تحول ديموغرافي يعيد رسم قوة العمل والاستهلاك.
- تحول اقتصادي يختبر حدود التكنولوجيا وقدرتها على تعويض نقص السكان.
- تحول استراتيجي يعيد ترتيب موقع أمريكا في النظام الدولي.
- معدلات الولادة أقل من مستوى الإحلال.
- متوسط العمر يواصل الارتفاع.
- نسبة كبار السن إلى القوة العاملة تشهد أكبر زيادة منذ الحرب العالمية الثانية.
- بعض الولايات أصبحت تسجل وفيات أكثر من مواليد.
- تقلص عدد العمال الشباب.
- ارتفاع نسبة المستهلكين غير المنتجين بسبب طول العمر.
- ما بعد الحرب الأهلية: صعود الولايات المتحدة كقوة صناعية.
- ما بعد الكساد الكبير: بناء النظام الليبرالي العالمي.
- ما بعد الحرب الباردة: هيمنة أحادية غير مسبوقة.
- الصين تحاول ملء الفراغات التي تتركها واشنطن.
- روسيا تستعيد دورا عسكريا يعتمد على الفوضى.
- أوروبا تعيش ضعفا استراتيجيا رغم قوتها الاقتصادية.
- الشرق الأوسط يعاد تشكيله دون مرجعية واضحة.
- التكنولوجيا تحولت إلى ميدان صراع لا يقل عن الجغرافيا.
- انتقال من القوة البشرية إلى القوة التقنية. الآلة ستعوض جزءا من نقص السكان، ليس بدافع التطور، بل بدافع الضرورة.
- اعتماد استراتيجي على الهجرة لضمان بقاء القوة العاملة، لكن ضمن نماذج أكثر صرامة وانتقائية.
- إعادة هيكلة النظام السياسي لأن المؤسسات الحالية صيغت في دورة سكانية مختلفة تماما.
- استمرار القيادة العالمية ولكن بطريقة جديدة أقرب إلى «التحكم عن بعد» عبر التكنولوجيا والتحالفات، لا الانتشار المباشر الواسع.
- صراع داخلي مستمر حول تعريف الهوية الأمريكية لأنه مرتبط مباشرة بمسألة: من هو الأمريكي الذي سيحمل العبء الإنتاجي والعسكري القادم؟