عام على الفجر السوري... حين نهض الوطن من تحت الرماد
الثلاثاء / 11 / جمادى الآخرة / 1447 هـ - 22:00 - الثلاثاء 2 ديسمبر 2025 22:00
في الذكرى الأولى لانتصار الثورة السورية وفتح دمشق يعود السوريون بقلوب مرتجفة إلى تلك اللحظة التي بدت فيها البلاد وكأنها تعاد إلى الحياة بعد موت طويل، عام واحد فقط، لكنه يكفي ليدرك السوري أن الزمن حين يتشح بالحرية يمكنه أن يحمل ألف عمر من المعنى.
قبل عام وفي فجر الثامن من ديسمبر 2024م، انقلبت صفحة كاملة من التاريخ، لم يكن الحدث مجرد سقوط نظام أو هروب طاغية؛ بل كان استعادة لروح كادت أن تدفن تحت ركام البراميل والسجون والأكاذيب، عندما دخل الثوار دمشق وارتفع علم الثورة في سمائها بدا وكأن المدينة تنفض عن كتفيها غبار أربعين عاما من الخوف وتتنفس للمرة الأولى دون رقيب.
منذ مارس 2011م، حين خرج الشعب السوري يهتف للكرامة والحرية، لم تكن الثورة حدثا سياسيا فحسب بل كانت فعل وجود وصرخة ضد العدم، حمل السوريون أجسادهم كدروع وأحلامهم كرايات ومضوا في طريق يعرفون أنه محفوف بالموت، لكنهم آمنوا بأن الخوف أثقل من الرصاص وبأن الحرية تستحق النزف.
سنوات طويلة من الجراح عبرها السوريون: مدن محاصرة، كيماوي يخنق الهواء، أعين الأطفال تبحث عن سماء لا تسقط نارا، ومعتقلون يذوبون في عتمة الزنازين، ومع ذلك لم تنطفئ جذوة الثورة؛ لأن ما يدفن بالقوة ينبت بالعناد وما يكسر يعود أشد صلابة.
كان هروب بشار الأسد في ذلك الصباح حدثا أكبر من شخص يفر من قصر متهالك، كان انهيارا لزمن كامل، إعلانا بأن القمع مهما طال عمره يبقى هشا أمام رغبة الناس في الحياة، لقد سقط النظام في اللحظة التي شعر فيها الشعب أن الخوف لم يعد قدرا.
واليوم وبعد عام على ذلك الفجر العظيم يقف السوريون على عتبة مستقبل لم تكتب فصوله بعد، صحيح أن الطريق طويل وأن إعادة بناء وطن جرح حد النزف تحتاج إلى صبر الأنبياء، لكن ما كان ممكنا بالأمس صار واجبا اليوم: العدالة قبل كل شيء، محاسبة القتلة، رد المظالم، وفتح أبواب الوطن لأبنائه المشردين كي يعودوا ويشاركوا في بناء سوريا الجديدة.
سوريا هي شمس العالم القديم وشمس كهذه لا تنطفئ، فمن أرض احتضنت الآراميين والآشوريين وأنجبت ابن النفيس وواجهت الاستعمار بثبات لا ينتظر إلا أن تنهض، إنه إرث حضاري لا يحتاج من السوري إلا أن يتذكره كي يعرف أن النهوض قدره.
التحديات كثيرة: نعم، لكن الشعوب التي اختبرت الموت تعرف كيف تصنع الحياة، من التعليم إلى الصحة ومن تمكين الشباب إلى مشاركة المرأة ومن المصالحة إلى بناء المؤسسات، كل ذلك لبناء وطن يريد أن يقف على قدميه من جديد.
وهكذا بعد عام على الفتح يبقى الأمل هو المعجزة السورية الكبرى، ولقد أثبت هذا الشعب أن الوطن ليس جغرافيا بل إرادة تصنع، سيبقى السوريون يرسمون مستقبلهم كما يرسم الضوء معناه في آخر النفق، وسيظل هذا اليوم شاهدا على أن الفجر يمكن أن يولد من قلب العتمة.
قبل عام وفي فجر الثامن من ديسمبر 2024م، انقلبت صفحة كاملة من التاريخ، لم يكن الحدث مجرد سقوط نظام أو هروب طاغية؛ بل كان استعادة لروح كادت أن تدفن تحت ركام البراميل والسجون والأكاذيب، عندما دخل الثوار دمشق وارتفع علم الثورة في سمائها بدا وكأن المدينة تنفض عن كتفيها غبار أربعين عاما من الخوف وتتنفس للمرة الأولى دون رقيب.
منذ مارس 2011م، حين خرج الشعب السوري يهتف للكرامة والحرية، لم تكن الثورة حدثا سياسيا فحسب بل كانت فعل وجود وصرخة ضد العدم، حمل السوريون أجسادهم كدروع وأحلامهم كرايات ومضوا في طريق يعرفون أنه محفوف بالموت، لكنهم آمنوا بأن الخوف أثقل من الرصاص وبأن الحرية تستحق النزف.
سنوات طويلة من الجراح عبرها السوريون: مدن محاصرة، كيماوي يخنق الهواء، أعين الأطفال تبحث عن سماء لا تسقط نارا، ومعتقلون يذوبون في عتمة الزنازين، ومع ذلك لم تنطفئ جذوة الثورة؛ لأن ما يدفن بالقوة ينبت بالعناد وما يكسر يعود أشد صلابة.
كان هروب بشار الأسد في ذلك الصباح حدثا أكبر من شخص يفر من قصر متهالك، كان انهيارا لزمن كامل، إعلانا بأن القمع مهما طال عمره يبقى هشا أمام رغبة الناس في الحياة، لقد سقط النظام في اللحظة التي شعر فيها الشعب أن الخوف لم يعد قدرا.
واليوم وبعد عام على ذلك الفجر العظيم يقف السوريون على عتبة مستقبل لم تكتب فصوله بعد، صحيح أن الطريق طويل وأن إعادة بناء وطن جرح حد النزف تحتاج إلى صبر الأنبياء، لكن ما كان ممكنا بالأمس صار واجبا اليوم: العدالة قبل كل شيء، محاسبة القتلة، رد المظالم، وفتح أبواب الوطن لأبنائه المشردين كي يعودوا ويشاركوا في بناء سوريا الجديدة.
سوريا هي شمس العالم القديم وشمس كهذه لا تنطفئ، فمن أرض احتضنت الآراميين والآشوريين وأنجبت ابن النفيس وواجهت الاستعمار بثبات لا ينتظر إلا أن تنهض، إنه إرث حضاري لا يحتاج من السوري إلا أن يتذكره كي يعرف أن النهوض قدره.
التحديات كثيرة: نعم، لكن الشعوب التي اختبرت الموت تعرف كيف تصنع الحياة، من التعليم إلى الصحة ومن تمكين الشباب إلى مشاركة المرأة ومن المصالحة إلى بناء المؤسسات، كل ذلك لبناء وطن يريد أن يقف على قدميه من جديد.
وهكذا بعد عام على الفتح يبقى الأمل هو المعجزة السورية الكبرى، ولقد أثبت هذا الشعب أن الوطن ليس جغرافيا بل إرادة تصنع، سيبقى السوريون يرسمون مستقبلهم كما يرسم الضوء معناه في آخر النفق، وسيظل هذا اليوم شاهدا على أن الفجر يمكن أن يولد من قلب العتمة.