ماذا لو ساهم الأثرياء في القبول الجامعي؟
الخميس / 6 / جمادى الآخرة / 1447 هـ - 05:21 - الخميس 27 نوفمبر 2025 05:21
الاستثمار في العقول الشابة، وتوجيه حماستهم فيما ينفع، ورسم أهدافهم معهم، شعورا بالواجب تجاه الوطن ولسواعده الفتية؛ لهو غاية وحدها لكل ثري أنعم الله تعالى عليه بالرزق الوفير (ما شاء الله تبارك الله)، ولأن النبلاء منهم لديهم الميل لتقديم مبادرات تعلي شعورهم بالرضا عن أنفسهم، وتوجه نياتهم لأعمال الخير والواجب، ولأن التعليم والتدريب من أفضل ما يمكن أن يقدموه للشباب لتمكينهم من بناء مستقبلهم بعيدا عن وجع الطرق المسدودة والمستقبل الضائع؛ تجيء فكرة مساهمتهم في قبول الطلاب في الجامعات الحكومية والخاصة كمنح دراسية من أسرع الحلول وأسهلها، كونها أقل تكلفة من مبادرات الابتعاث الخارجي، وقد رأينا بعض المبادرات ولكنها ليست مؤثرة تماما بالنظر لأعداد الطلاب المتخرجين كل عام، ومنذ سنوات طويلة وهذا القبول يقرع قلوب الآباء والأمهات قبل القلوب الصغيرة المقبلة على الحياة بشغف كبير، بعد أن خاضوا معارك كبيرة بين التحصيلي والقدرات والاختبارات، والبحث عن كل ما يمكنهم من تطوير أدائهم والحصول على أفضل النتائج، دوامة كبيرة تعصف بالعائلات منذ الصف الثاني ثانوي، ويربكها الهم والقلق بل يقضم قلوبهم حتى ظهور النتائج التي ربما أشعلت أفراحهم أو زادت أحزانهم!كم ثريا لدينا يمكنه أن يقدم مئات الفرص للطلاب؟ مع تلك الحماسة والطاقة الشابة التي يمتلكونها بعيدا عن الاتكالية المزعومة أو التسبب في الفشل الدراسي، امنحوهم الفرصة ليقدموا أجمل ما لديهم بلا شروط تعجيزية وبعيدا عن مكاسبكم الشخصية، فالمكاسب التي ستحصلون عليها لهي أكبر بكثير مما يمكن أن يدخلوه في جيوبكم في الدنيا والآخرة، وكلنا نعرف أجر من يمشي في حاجة أخيه المسلم، والأثمن أنكم ستكونون شركاء في أجر طلب العمل بإذن الله تعالى.شبابنا لديهم همم عالية تنتظر من يدعمها فقط، وليس فقط الصغار منهم بل الطلاب القدامى الذين تورطوا في دراسة تخصصات لم تعد مطلوبة وسدت كامل الفرص لديهم، لأن بارقة أمل لاحت لهم في إعادة الدراسة والبحث عن تخصص مرغوب، وذلك بتجديد شهادة الثانوية العامة انطفأت تلك البارقة بشرط عدم الحصول على مؤهل أعلى من الثانوي! هؤلاء الطلاب الكبار وقد تساقطت سنوات أعمارهم في عطالة موجعة، وحسرة على سنوات الدراسة الخاسرة حين يهب أحد الأثرياء بتحقيق أمنياتهم في الدراسة من جديد بغض النظر عن الشرط في الجامعات الخاصة، مثلا أي آمال ستفتح له في الحياة؟ وأي سرور يمكنك أن تدخله عليه وأعدادهم هائلة؟ وما أجمل المسار الذي ستصححه لتلك الأعداد بفضل الله تعالى! هممهم عالية والله ويكفي أن أعمارهم تجاوزت الثلاثين ولديهم الطموح في العودة لمقاعد الدراسة من جديد! تحكي لي رهام: أنا عاطلة منذ 2019 لم أجد وظيفة تطلب تخصصي رغم أنني تخرجت من الجامعة بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف، وبحثت خارج مدينتي ولم أتمكن، وكانت فرصة التجديد لتصحيح مساري المهني باعثة على الأمل في قلبي، لكن الشرط حطمني من جديد وأعادني للصفر والجدران الأربعة، والفرصة الوحيدة حين قيل لي: علي دراسة الماجستير أو دبلوم عالٍ بأثمان باهظة، كيف لي وأنا أتمنى أشتري لنفسي أشياء بسيطة ولا أستطيع! أصبحت الآن في الثلاثين وكل شيء مغلق أمامي رغم طموحي العالي في تحقيق أمنية الطفولة التي عجزت عنها سابقا لأكون (طبيبة جراحة!). ألا تستحق هي وأمثالها وقفة جادة منكم ومساندة عاجلة؟Monirah_Nasser@