الرأي

التداوي بالأعشاب حقيقة أم وهم؟!!

عبدالمعين عيد الأغا
يعتقد العديد من المرضى الذين يعانون من داء 'السكري' أن العلاج بالأعشاب هو بديل عن العلاج الطبي المتوفر حاليا سواء كان بديلا عن الإنسولين أو العلاجات الدوائية الأخرى، وزاد من اعتقادهم وجود الكثير من الإعلانات عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي والتي أشاعت عبر المجتهدين أن بعض أنواع النباتات العشبية قد تساهم في تخفيض نسبة السكر.والواقع أنه لا بد هنا أن نتطرق إلى محورين هامين:المحور الأول، ويخص النوع الأول من داء السكري، فإن النباتات والأعشاب الطبية ليس لها القدرة أن تكون علاجا أساسيا رئيسيا أو مساندا، وذلك بسبب أن خلايا بيتا المفرزة للإنسولين قد توقفت عن الإفراز نهائيا ودمرت بشكل كبير بسبب الجهاز المناعي، فكما نعرف أن الخلايا المدمرة لا تنتج أي هرمون وبالتالي فهذه النباتات غير قادرة على إحياء هذه الخلايا المدمرة.أما المحور الثاني، فيخص النوع الثاني من داء السكري، فهنا العلاج بالنباتات والأعشاب الطبية ينقسم إلى شقين، إما نباتات طبية معروفة لدى خبراء التغذية وأفراد المجتمع، أو نباتات وأعشاب غير معروفة الهوية ومجهولة المصدر وهنا يكمن الخطر، ونوجه التحذير لجميع مرضى داء السكري من استخدامها.وفي هذا الصدد هناك بعض الأمثلة على النباتات الطبية والأعشاب المعروفة في تحسين مستويات السكر ومنها على سبيل المثال:- نبات الحلبة، وهي النبتة الأكثر شيوعا وأكثر تداولا لعلاج داء السكري بالأعشاب، وهناك الدراسات التي قارنت بين علاج الحلبة وتحسن مستويات السكري لدى المرضى من النوع الثاني، وأؤكد على أن الدراسات التي تحث على استخدام النباتات الطبية لعلاج السكري من النوع الثاني هي دراسات من خبراء التغذية، وأن هذه الأنواع تحسن من مستويات السكر ولكن لا تعالج المرض، فعلاج المرض ما زال يعتمد على المشي والحركة والحمية الغذائية الخالية من السكر الأبيض والدهون، كما أكدت بعض الدراسات من خبراء التغذية أن المرضى الذين تلقوا العلاج بهذه النبتة تحسنت لديهم مستويات السكر في الدم، وكذلك تحسنت لديهم مقاومة الإنسولين لدى الخلايا.- أوراق الزيتون، فبعض الدارسات تطرقت إلى أهمية أوراق الزيتون ونقعها وغليها وشرب الماء المحتوي على خلاصة غلي هذه الأوراق، وقد لوحظ أن لها دورا في تحسين مستويات السكر وليس كعلاج أساسي لهذا المرض.- نبتة الملاكي، وهي نبتة من مصدر هندي تحتوي ثمرته على مواد نشطة من نوع العفصيات التي تثبط نشاط الإنزيم الذي يسمى (ألدوز ريدكتيز)، وهذا الإنزيم له أهمية في التقليل من حدوث مضاعفات داء السكري وخصوصا تأثير السكر على شبكية العين، وقد لوحظ أن هذا النوع يحسن من مستويات داء السكري وفي الوقت نفسه له دور مساند لمنع بعض أنواع مضاعفات السكري.- نبتة العارياء، ولها تأثير مساند على تحسين مستويات السكر عن طريق زيادة إفراز الإنسولين من البنكرياس.- مستخلص التوت، وله دور مساند لتخفيف نسبة السكر وكذلك منع بعض المضاعفات الخاصة بشبكية العين والأوعية الدموية لاحتوائه على كميات عالية من (البايوفلافونويد) الذي يحتوي عليها مستخلص التوت.- نبتة القرطب الأكبر، وهذه النبتة تحسن من وظائف الكلى وتساعد على خفض مستوى السكر في الدم عن طريق التخلص من السكر الزائد في البول.- كبسولات الثوم، وهذه الكبسولات لها دور وفوائد كثيرة في أنحاء الجسم، وتقلل من المقاومة للإنسولين وتقلل من تصلب الشرايين والآثار الجانبية للسكر على أعضاء الجسم.- زيت بذر الكتان، وهذه البذرة تحسن من مستويات السكر في الدم بسبب النسبة العالية من حمض (الألفا ليوبيك) الموجود فيها.- نبات البطباط والمعروف في الطب الشعبي كعلاج فعال للعديد من الأمراض الجلدية المختلفة، وتعتبر هذه العشبة من الأعشاب الحديثة لعلاج أمراض الجلد ومساندة الجسم للتخلص من مستوى السكر والدهون المرتفع، وهذا الدواء حصل على براءة الاختراع في علاج بعض مشاكل تدفق الدم ومشاكل الجلد.وهنا يمكن القول إن هذه الأمثلة لبعض أنواع النباتات الطبية المعروفة لدى خبراء التغذية وأفراد المجتمع واستخدام هذه النباتات ليس له تأثير سلبي على الجسم، حيث إن لها فائدة ومعروفة لدى خبراء التغذية، ولا توجد دراسات لاستخدام النباتات الطبية كعلاج للنوع الأول من داء السكري، وإنما فقط للنوع الثاني كعلاج مساند وليس كعلاج رئيسي، بمعنى أن المريض لا بد أن يمارس الرياضة والحمية ويستخدم العقاقير الموصوفة له من الطبيب المعالج.أما إذا تطرقنا إلى موضوع النباتات والأعشاب غير معروفة الهوية والتي يكثر فيها الدجل وأصحاب الضمائر الضعيفة، حيث إنهم يقومون بعمل إعلانات ودعايات وأرقام هواتف جوالات للتواصل معهم، فعندما يتم مواجهتهم عن نوعية هذه العشبة أو هذه النبتة يكون الرد بأنها عشبة سرية لعلاج المرض، فهذه الأعشاب يجب الامتناع عن تناولها نهائيا، حيث إنه لا تعرف لها هوية ولا يعرف مفعولها ولا تعرف حتى أضرارها المستقبلية على الجسم وخصوصا على الكبد والكلى، وهنا نحذر تحذيرا شديدا في التعامل مع هؤلاء المعالجين بالأعشاب الوهمية، والتي قد تتسبب في أضرار جانبية لا تحمد عقباها للجسم، وبما يخص التجربة وبعض الحالات التي مرت بي خلال علاج بعض مرضى داء السكري من النوع الأول، وجدت أن الكثير من الحالات قد استخدموا علاجات الأعشاب والنباتات سواء كانت معروفة أو غير معروفة، ولم يجدوا أي فائدة منها نهائيا، أما النوع الثاني فبعض هذه الأنواع المعروفة قد ساعدت على تحسين مستويات السكر كعلاج مؤقت مساند في اليوم الذي يتناولها المريض، وليست كعلاج دائم، فهناك الكثير من الناس يعتقدون أن علاجات السكر لها مضاعفات، والأفضل لهم الامتناع عنها واللجوء إلى الأعشاب الطبية، ولكن من الناحية العلمية والطبية لا بد من الاستمرار في أخذ هذه العقاقير والأدوية الموصوفة من الطبيب المعالج، وسلامة صحتكم.