الرأي

مختبر سعودي يختبر تنقل المستقبل على أرض الواقع Future Mobility Sandbox

وليد سعد الشهري
لم يعد يكفي وضع الخطط أو استيراد التجارب لمواكبة الثورة التقنية في النقل، بل أصبح من الضروري امتلاك بيئة حقيقية تسمح بالاختبار، التقييم، والتطوير قبل التعميم. ومن هنا، أطلقت المملكة مشروع Future Mobility Sandbox ليكون منصة استراتيجية تختبر النقل الذكي على أرض الواقع، وتحول المملكة من مستهلك للتقنيات إلى صانع للابتكار.الـ Sandbox في قطاع النقل هو بيئة تشغيلية تجريبية تسمح للشركات، الجهات الأكاديمية، والناشئة باختبار حلولها في ظروف حقيقية، مع توفير مرونة تشريعية مؤقتة لدعم التجربة. في السعودية، يشمل المشروع:
  • المركبات ذاتية القيادة واختبارها في بيئات حضرية.
  • أنظمة الشحن الذكية للمركبات الكهربائية.
  • النقل الجوي بالدرونز لنقل الركاب والبضائع.
الذكاء الاصطناعي لإدارة المرور عبر إشارات ولوحات ذكية متصلة بالزمن الفعلي.تكمن قوة المشروع في كونه مسرعا استراتيجيا على ثلاثة محاور رئيسية:
  1. تحفيز الابتكار المحلي بتمكين الشركات الناشئة السعودية من اختبار حلولها.
  2. جذب الاستثمارات الدولية من الشركات الكبرى التي تبحث عن بيئات تجريبية آمنة.
  3. بناء القدرات الوطنية في مجالات الذكاء الاصطناعي والهندسة المتقدمة.
تشير التقديرات إلى أن سوق تقنيات التنقل الذكي عالميا قد يتجاوز 800 مليار دولار بحلول 2030، ما يجعل المملكة بموقعها الجغرافي واستثماراتها الرقمية مرشحة لاقتناص حصة وازنة من هذا السوق.في المملكة المتحدة، أطلقت وزارة النقل Sandbox لاختبار المركبات ذاتية القيادة في لندن وأوكسفورد. وفي دبي، يتم اختبار التاكسي الجوي والطائرات المسيرة ضمن بيئات تجريبية خاصة. وفي سنغافورة، تستخدم Sandbox لابتكار حلول للنقل الجماعي الذكي.لكن المملكة تميز نفسها بدمج Sandbox مع مشاريع كبرى مثل نيوم وذا لاين، ما يمنحها مختبرات حية للتنقل الحضري المستقبلي لا مثيل لها في المنطقة.الأثر الوطني ورؤية 2030، المشروع ينسجم مع حزمة من البرامج الوطنية:
  • الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية لرفع كفاءة القطاع وجعل المملكة مركزا عالميا.
  • برنامج التحول الوطني (NTP) لتسريع الأطر التشريعية والتقنيات الجديدة.
  • برنامج تنمية القدرات البشرية لإعداد جيل سعودي متخصص في تقنيات النقل.
  • برنامج ريادة الأعمال والابتكار لدعم الشركات الناشئة.
ويقول أحد الخبراء: Sandbox «ليس مجرد مختبر تقني، بل منصة تعيد صياغة دور المملكة من مستهلك للتقنيات إلى صانع للابتكار العالمي».بينما تركز بعض الدول على اختبار تقنية واحدة (كالمركبات الذاتية في بريطانيا)، تقدم السعودية نموذجا أوسع وأشمل يجمع بين المركبات، الدرونز، الذكاء الاصطناعي، والتشريعات المرنة في حاضنة واحدة. وهذا يضعها في موقع متقدم، ليس فقط في التجربة، بل في صياغة المعايير العالمية للتنقل الذكي.التساؤل الاستراتيجي، إن Future Mobility Sandbox ليس مجرد مشروع تجريبي، بل أداة استراتيجية تمنح المملكة ميزة تنافسية في سباق النقل المستقبلي. فهو يدمج الابتكار بالتشريع، ويحول المملكة إلى وجهة عالمية لاختبار وتطوير حلول التنقل. لكن يبقى السؤال: كيف ستترجم الاستثمارات الدولية الكبرى - مثل شراكة DHL - هذه الطموحات إلى ثقة عملية واستدامة على أرض الواقع؟ هذا ما سنناقشه في المقال القادم.فكرة مبادرة، إطلاق مبادرة «المملكة مختبر المستقبل للتنقل»، لتكون مظلة وطنية تربط Sandbox بجميع المشاريع الضخمة مثل نيوم، ذا لاين، والبحر الأحمر، وتصدر المعرفة والتشريعات السعودية كنموذج مرجعي للعالم.EngWalid67@