الرأي

ماذا يعني حليف رئيسي من خارج الناتو؟

ماجد بن نويصر
يعد تصنيف 'حليف رئيسي من خارج الناتو' (Major Non-NATO Ally – MNNA)، أحد أهم التصنيفات التي تمنحها الولايات المتحدة الأمريكية لدول ليست عضوا في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، لكنه يمنح هذه الدول مجموعة من الامتيازات السياسية والعسكرية والاستراتيجية.ورغم أن اللقب لا يعادل 'عضوية في الناتو'، إلا أنه يمثل درجة عالية من الثقة والتعاون بين واشنطن وتلك الدولة، وله تأثيرات مباشرة على سياساتها الخارجية، وميزان القوى الإقليمي، ومسار العلاقات الاستراتيجية.ظهر هذا التصنيف رسميا في القانون الأمريكي عبر تعديلات على قانون مراقبة تصدير الأسلحة (Arms Export Control Act) وقوانين المساعدات الخارجية.وقد أقر بهدف منح الولايات المتحدة مرونة في بناء تحالفات خارج منظومة الناتو، خصوصا في مناطق مثل الشرق الأوسط، جنوب آسيا، وشمال أفريقيا. الرئيس الأمريكي هو الجهة التي تملك صلاحية منح هذا التصنيف بعد إخطار الكونغرس.الدولة المصنفة MNNA لا تتمتع بضمان الدفاع المشترك كما يتمتع أعضاء الناتو بموجب المادة (5). فلا توجد التزامات قانونية على واشنطن للدفاع عنها عسكريا إذا تعرضت لعدوان لكنها تعامل كشريك أمني متقدم بامتيازات واسعة.تحصل الدولة المصنفة على العديد من الامتيازات، منها على سبيل المثال الوصول إلى التكنولوجيا العسكرية المتقدمة، وتشمل إمكانية شراء أسلحة أمريكية حساسة لا تباع إلا لحلفاء محددين. كذلك لها أولوية في الحصول على أنظمة متقدمة مثل الذخائر الدقيقة، الدفاع الجوي، الاتصالات العسكرية المشفرة، وتقنيات مكافحة الإرهاب.تحصل الدولة أيضا على العديد من مزايا التعاون العسكري والاستخباراتي. تشمل المشاركة في برامج التدريب العسكرية الأمريكية بعمق أكبر، إمكانية إجراء مناورات مشتركة واسعة النطاق، ومستوى أعلى من تبادل المعلومات الاستخباراتية.من المزايا التي تتمتع بها هذه الدول أيضا إمكانية التخزين المسبق للمعدات الأمريكية. إذ يسمح التصنيف للجيش الأمريكي بتخزين معدات وذخائر على أراضي الدولة المصنفة، وهو ما يعزز التكامل اللوجستي ويجعل الدولة جزءا من منظومة الردع الأمريكية في المنطقة.من المزايا الأخرى أيضا منح الدولة المصنفة حق الصيانة المشتركة، فالدولة قد تشارك في صيانة وإصلاح معدات أمريكية، إنتاج بعض الذخائر، والمشاركة في سلاسل توريد دفاعية مرتبطة بالبنتاغون.تحصل الدولة المصنفة أيضا على الأولوية في المساعدات العسكرية، يشمل ذلك تسهيلات في التمويل العسكري الخارجي، منحا عسكرية مباشرة أو تمويلا ميسرا، ودعما لتطوير قدراتها الدفاعية.الولايات المتحدة تستخدم MNNA كوسيلة لتعزيز تحالفاتها دون الدخول في التزامات دفاعية كاملة. إذ إن التصنيف يساعد واشنطن على موازنة النفوذ الروسي والحد من تمدد الصين وتعزيز مواقعها في مناطق حساسة مثل الشرق الأوسط والمحيط الهادئ.واشنطن تستعمل التصنيف لدعم دول تواجه تهديدات إرهابية أو لديها نزاعات حدودية أو أنها تلعب دورا رئيسيا في أمن الطاقة والممرات البحرية.تشمل قائمة الدول المصنفة MNNA دولا في الشرق الأوسط مثل البحرين، الكويت، المغرب، تونس، الأردن، إسرائيل (قبل دخولها برامج خاصة متقدمة).كما تشمل دولا من جنوب وجنوب شرق آسيا مثل باكستان، أفغانستان (سابقا)، بنغلاديش. اليابان وكوريا الجنوبية حاصلتان على وضع أكثر تقدما من MNNA. تشمل أيضا دولا من أمريكا اللاتينية مثل الأرجنتين، البرازيل. ومن أفريقيا هناك مصر، تونس.كل دولة تحصل على التصنيف لأسباب استراتيجية مختلفة، ويتم استخدامه أحيانا كأداة سياسية لإظهار الدعم الأمريكي.لهذا التصنيف العديد من الدلالات الاستراتيجية، فهو رسالة سياسية للحلفاء والخصوم، إذا إن التصنيف يقول بوضوح إن الدولة هي شريك وثيق للولايات المتحدة، وإن واشنطن تعتبر أمنها جزءا من مصالحها الاستراتيجية. كذلك تأثيره على ميزان القوى الإقليمي فعندما يتم تصنيف دولة ما MNNA ترتفع قوتها العسكرية النوعية ويتعزز موقعها السياسي وتتأثر معادلات الردع الإقليمية لديها.تصنيف الولايات المتحدة لدولة ما بأنها 'حليف رئيسي خارج الناتو' هو شراكة استراتيجية متقدمة، لكنها ليست تحالفا دفاعيا ملزما. وهي أداة تستخدمها واشنطن لبناء شبكة واسعة من الشركاء الأمنيين حول العالم دون تحمل تكاليف التحالفات التقليدية. ورغم فوائد هذا التصنيف للدول الحاصلة عليه، إلا أنه يحمل أيضا طابعا سياسيا مرنا قد يرتبط بتقلبات السياسة الخارجية الأمريكية.MBNwaiser@