من دفتر المدرسة إلى منصّات الحِرف.. مسيرة خطّاط سعودي
الخميس / 29 / جمادى الأولى / 1447 هـ - 21:36 - الخميس 20 نوفمبر 2025 21:36
تعود بدايات عبدالعزيز النغموش إلى مراحل الدراسة الابتدائية، حين لفتت انتباهه اللوحات التجارية المكتوبة باليد، كانت تلك الملاحظة الأولى التي دفعته لتجربة كتابة الحروف وتقليدها في دفتر المدرسة؛ محاولةً لفهم تكوين الخط واتساقه قبل أن يتلقى أي تدريب مباشر.
ومع الوقت، أصبح الخط جزءاً لا يتجزأ من يومه الدراسي، ساهم في صحيفة المدرسة، ونال شهادات شُكر بسيطة تأكد موهبةً تستحق المتابعة، وفي سن الثامنة عشرة، التحق بالعمل كخطاط—دون شهادة متخصصة— مستنداً إلى ما اكتسبه من مهارات ذاتية وما تعلمه لاحقاً من زملاء المهنة داخل الورشة.
لم يقف تطور النغموش عند أساليب التزيين اليدوي التقليدية، بل انتقل مبكراً إلى التصميم الرقمي؛ مستفيداً من الإمكانات الجديدة التي أتاحتها البرامج الحديثة، ليحوّل تجربته من الورق والحبر إلى الشاشة ومعالجة الحروف بصرياً.
لاحقاً، اتسعت دائرة التجربة نحو خامات أخرى: الخشب، والخوص، والخيش، يعمل عليها تارةً بالأدوات اليدوية التقليدية، وتارةً بتقنيات القصّ الحديثة بالليزر، محافظاً على حضور الخطّ كمكوّن بصري رئيس في هذه الأعمال.
ويمثل الأسبوع السعودي الدولي للحرف اليدوية “بَنان” منصّة وطنية تُبرز الحِرف التقليدية وتدعم الحِرفيين عبر توفير بيئة تمكّنهم من عرض منتجاتهم، وتسهّل انتقال المهارات الحرفية إلى الأجيال الجديدة، سعياً للحفاظ على التراث السعودي وتطويره، وتعزيز حضوره في المشهد الثقافي المعاصر.