ربما جميع التجارب السابقة لمحاولة رفع مستوى الوعي المالي وثقافة الادخار والتوفير لم تحقق الأهداف المرجوة، ولم تغير كثيرا بالمجتمع في جوانب الاستفادة والإيجابية المالية، بل إن المؤشرات دون المأمول لأسباب كثيرة.

فالمحاولات السابقة افتقدت لآليات قياس للأثر الفعال، وأحادية الرسائل التوعوية المملة الموجهة لجميع فئات المجتمع المختلفة، وضعف التفاعل والإرشاد، بالإضافة إلى أدوات رقمية لا تواكب التوجهات الحديثة، وجميع ذلك ساهم في محدودية الاستدامة والتوسع.

هذا الأسبوع، أطلقت «التأمينات الاجتماعية» برنامج الوعي المالي «وفرة»، وحرصت خلال تصميمه على معالجة التحديات السابقة (القائمة)، وراعت جوانب مهمة لأفضل الممارسات، لتسهم في رفع الوعي المالي وثقافة الادخار، وربما لا نحتاج إلى تبرير أهمية رفع مستوى ذلك عند الأسر والأفراد.

«وفرة» هو مجموعة من المنتجات وعلى رأسها منصة رقمية مبتكرة تجمع ما بين المحتوى الأكاديمي المبسط والتجارب التعليمية التفاعلية والاستشارات بمستويات مختلفة لكي تناسب فئات المجتمع المختلفة وتدعم قراراتهم والاستقرار المالي، وخصوصا تأمين مستقبل مناسب لما بعد مرحلة التقاعد.

يهدف البرنامج إلى تطوير المفاهيم المالية الصحيحة، وتعزيز القدرة على التخطيط المالي، وإدارة الأموال بفاعلية، وتحقيق الاستقرار والاستقلال المالي، لأفراد المجتمع كافة من مواطنين ومقيمين.

البرنامج منصة توعوية تعليمية رقمية مبتكرة، تعلم أساليب ادخار مختلفة، وتمكن من اتخاذ قرارات مالية واعية ومدروسة في كل مرحلة وخطوة. تتكون المنصة من حاسبات ميزانية للأسر والأفراد وحاسبة ادخار، وحاسبة صندوق طوارئ، وجميعها تساعد على فهم الوضع المالي وتحسين كفاءة الإدارة المالية.

المنصة أيضا شملت ألعابا تعليمية مثل لعبة الاستثمار والادخار، ولعبة الاحتياجات والرغبات، ولعبة قياس الوعي، وجميعها تسهم في تعزيز الثقافة المالية وتبسط المفاهيم المعقدة بطرق علمية وعملية وممتعة في الوقت نفسه.

البرنامج أيضا يوفر خبراء الوعي المالي للدعم اللازم لفهم وتطبيق المعرفة المكتسبة من برنامج «وفرة»، ويقدم الخبراء خدمات إرشاد للأفراد ضمن المسارات التوعوية المتخصصة. فيما يتميز المحتوى بتصاميم تتواءم وتتناسب مع المستخدم وتواكب التغيرات الاقتصادية والاجتماعية، ويركز المحتوى على التطبيق العملي وتغيير السلوكيات نحو عادات مالية مستدامة.

يحتوي البرنامج أيضا على أنشطة كثيرة للتفاعل والمتعة وكسر القيود والروتين، ويسهم في توسيع المدارك في البرامج التوعوية المالية، وتضمن البرنامج مبادرات تواصلية مجتمعية، وورش عمل حضورية وافتراضية، وفعاليات توعوية، وشراكات استراتيجية.

تجربة المستخدم التي تم استعراضها - عند الإطلاق - سهلة وممتعة، وتطبق أسلوبا ذكيا يتعرف على المستخدم من خلال تعريف المستخدم بالإجابة عن أسئلة يحولها الذكاء الاصطناعي إلى توجيهات لقيادة تجربة المستخدم بالبدء باستخدام المحتويات والأدوات التي تتطابق مع وضع وظرف الشخص نفسه.

أخيرا، والجميل في البرنامج أنه - كما ذكرنا تفاعلي - حيث يتعرف على الجوانب المفيدة والمثمرة مع البعض خلال تفاعل المستفيدين، ويركز عليها وينقلها للفئات الأخرى، فهو يتعرف على النقاط المجدية التي تحقق الأهداف، وينقلها للآخرين لتعم الفائدة. نتأمل كثيرا بنتائج مجدية من هذا البرنامج الذي جمع ما بين تصميم لفهم العوائق وابتكارات لتجاوزها وتحقيق الأهداف.