الرأي

اللوجستيات الخضراء: كيف نخفض الكربون ونرفع الكفاءة معا؟ 

وليد سعد الشهري
لم يعد النجاح في قطاع النقل يقاس بالسرعة والتكلفة فقط، بل أصبح معيار الاستدامة البيئية جزءا أساسيا في التنافسية العالمية. فمع التزامات المناخ ووعي المستهلك المتزايد، تبرز اللوجستيات الخضراء كعنصر محوري في إعادة تشكيل مستقبل النقل والخدمات اللوجستية. المملكة العربية السعودية بدورها جعلت من الاستدامة محورا رئيسيا في رؤية 2030 ومبادرة السعودية الخضراء. ما هي اللوجستيات الخضراء؟ المفهوم لا يعني فقط استخدام شاحنات كهربائية، بل إعادة تصميم المنظومة اللوجستية بالكامل لتكون أكثر كفاءة وأقل أثرا بيئيا، من خلال: 
  • تحسين مسارات النقل لتقليل استهلاك الوقود. 
  • استخدام الطاقة المتجددة في المستودعات والموانئ. 
  • الاعتماد على التتبع الذكي لتقليل الرحلات غير الضرورية. 
  • تعزيز التغليف المستدام وإعادة التدوير. 
أين نقف اليوم؟ تشير الدراسات إلى أن قطاع النقل في السعودية يسهم بنحو 25% من إجمالي الانبعاثات الكربونية، ما يجعله تحديا محوريا أمام خطط التحول الأخضر (ideas.repec.org). الاتجاهات العالمية 
  • الاتحاد الأوروبي يستهدف خفض انبعاثات النقل بنسبة 55% بحلول 2030. 
  • شركات مثل DHL وUPS تستثمر في الأساطيل الكهربائية والطائرات المسيرة. 
  • موانئ روتردام وشنغهاي اعتمدت الطاقة النظيفة في تشغيل مرافقها. 
السعودية من الرؤية إلى التنفيذ: 
  • مبادرة السعودية الخضراء لتحقيق الحياد الكربوني بحلول 2060. 
  • الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية لدعم وسائل النقل المستدامة. 
  • شراكات مع شركات مثل Lucid  لتطوير المركبات الكهربائية ومحطات الشحن الذكية. 
  • تطبيقات الاقتصاد الدائري للكربون في الموانئ والمطارات. 
ويقول أحد الخبراء المحليين: اللوجستيات الخضراء ليست رفاهية، بل ضرورة لرفع كفاءة الاقتصاد وتحقيق التزاماتنا البيئية.المكاسب المزدوجة في اللوجستيات الخضراء تقدم عوائد بيئية واقتصادية معا: 
  • خفض التكاليف عبر تقليل استهلاك الوقود والطاقة. 
  • جذب الاستثمارات لشركات تبحث عن شركاء ملتزمين بالاستدامة. 
  • تحسين صورة المملكة عالميا كمركز لوجستي ذكي ومستدام. 
  • خلق وظائف جديدة في قطاع الطاقة النظيفة والتقنيات البيئية. 
نستخلص مما سبق التالي: 
  • النقل يساهم بـ25% من الانبعاثات في السعودية. 
  • اللوجستيات الخضراء تشمل إعادة تصميم كامل للمنظومة. 
  • رؤية 2030 ومبادرة السعودية الخضراء وضعتا الاستدامة في قلب القطاع. 
  • العوائد تشمل خفض التكاليف، جذب الاستثمارات، وتحسين التنافسية العالمية. 
اللوجستيات الخضراء لم تعد خيارا، بل ضرورة استراتيجية لتحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي وحماية البيئة، وتعزيز موقع المملكة كمحور عالمي يربط الشرق بالغرب بكفاءة ووعي بيئي. لكن ومع هذا التحول الكبير، يبرز سؤال استراتيجي: ما هي الابتكارات المستقبلية التي ستعيد رسم صورة النقل الحضري واللوجستي بالكامل، وتحول مدننا إلى بيئات أكثر ذكاء واستدامة؟ هذا ما سنناقشه في المقال القادم حول الأنفاق الذكية والنقل الحضري: ابتكارات تعيد تشكيل المدن. EngWalid67@