تفاعل

لا أريد أن أكون مشهورا

مبارك مناحي الغامدي
لا أريد أن أكون ثريا، ولا أطلب مالا يغطيني، بل أرجو الكفاف والعيش في كنف الله، حيث الطمأنينة لا تشترى، والستر لا يقاس بما نملك.

أريد أن أعيش بهدوء وسلام، بعيدا عن أنظار الناس وضجيج الحياة.

لا أريد طائرة خاصة، ولا جزيرة، ولا قصرا فخما، ولا خدما ولا حشما.

ولا أريد أن يشار إلي بالبنان، فكلما اشتد ضوء الشهرة، كثرت الأحجار الملقاة من بعيد.

إن أحبني الناس، سيحبونني بالعشرات، فتنتشر محبتهم لي ببطء كنسيم هادئ،

أما إن كرهوني، فسيكرهني الآلاف، وينتشر بغضهم لي كالنار في الهشيم.

فلماذا أضع نفسي في موضع لا أحسد عليه؟

أنا لا أطلب إعجابا، بل أطلب محبة الله، فهي الأصدق والأبقى.

فالشهرة في كثير من الأحيان ليست نعمة، بل ابتلاء ونقمة، تسرق منك خصوصيتك، وتضعك في ميزان لا يرحم.

لهذا اخترت أن أعيش في ستر الله، بسيطا، راضيا، لا يحسدني أحد، ولا يغار مني أحد.

أتنافس فقط مع نفسي، لأكون أفضل عند ربي، لا عند الناس.

لقد صار الظهور هدفا عند كثيرين، لكني وجدت أن الستر هو الرفاه الحقيقي، والقناعة هي الغنى الذي لا ينفد.

ومن عاش في ستر الله، عاش ملكا، حتى لو لم يعرفه أحد، ولم يجد من الدنيا إلا قوت يومه.