المارشملو وضحكات الطفولة
الثلاثاء / 29 / ربيع الثاني / 1447 هـ - 21:01 - الثلاثاء 21 أكتوبر 2025 21:01
المارشملو، تلك الغيمة الصغيرة التي استقرت في يد الطفل، ليست مجرد حلوى بيضاء تتفتت بين الأصابع، بل هي نفحة من البراءة، قطعة من حلم طاهر يذوب في الفم كما يذوب الصباح في ضوء الشمس. كأنها قطرة قمر متوهجة في ليل هادئ، أو سحابة هبطت لتحتضن لحظة فرح عابرة.
حين يتقاسم الأطفال أكياس المارشملو في ساحات اللعب، تنفجر ضحكاتهم كالفراشات البيضاء، تتراقص بين الأيدي والعيون، وتنسج جسرا صغيرا من الفرح بين قلبين لا يعرفان بعد معنى الحزن. إنهم لا يرون في الحلوى مجرد سكر أو طعام، بل يرون فيها وعدا بالسعادة، ورمزا للحياة التي تستمتع بكل تفاصيلها الصغيرة.
ومارشملو اليوم ليس أبيض اللون وحده، بل أصبح لوحة حية من الألوان: الوردي الغروبي، الأصفر الصباحي، الأخضر الناعم كأوراق الربيع، والأرجواني الساحر كالغيوم قبل الغروب. ونكهاته تتنوع بين الفانيليا العطرة، والشوكولاتة الغنية، والفراولة الحلوة، والكراميل الذي يذوب كالعسل. كل لون، وكل نكهة، تروي حكاية فرح مختلفة، تضيف إلى اللحظة بسمة ودفئا وذكريات تتألق في القلب.
وفي ليالي المخيمات، حين يعلو لهب النار، ويرفع المارشملو على عيدان خشبية ليتحمر بهدوء، ينكشف سره: أنه غذاء للذاكرة قبل أن يكون لللسان. فالرائحة المتصاعدة تتسلل إلى القلب، تذكرنا بأيام لم نكن نملك فيها سوى دفء الأصدقاء وابتساماتهم، وضحكات تتقافز كالنور بين العيون، وتنسج لحظات تبقى خالدة في الروح.
المارشملو إذن قصيدة كتبتها الطفولة على ورق الزمن، بلون أبيض أو وردي أو أصفر، لا يعرف الحقد ولا الغياب. هو درس لا يشيخ: أن البهجة تسكن في الأشياء البسيطة، في لقمة تقدم بمحبة، في ضحكة تطلقها الأرواح الصافية، وفي لحظة تنصت فيها القلوب لصوتها البريء.
ومع مرور الأيام، تظل تلك القطع الصغيرة تذكرنا أن السعادة يمكن أن تتجلى في أبسط الأشياء: في ألوان الفواكه، في ضوء شمس الصباح، في لعبة عابرة، أو جملة صادقة تقال بين الأصدقاء، أو قطعة مارشملو تتلون وتذوب على اللسان، فتترك أثرها في القلب كما يترك النسيم أثره في الأزهار.
فإذا كان الكبار يطاردون الذهب والألقاب، فإن الأطفال يعرفون الحقيقة من وراء المارشملو: أن السعادة ليست فيما نكدسه، بل فيما نتقاسمه.
رحيق المارشملو:
في كل مرة نتذوق المارشملو، نستدعي سحر الضحكات وحلاوة الطفولة
حين يتقاسم الأطفال أكياس المارشملو في ساحات اللعب، تنفجر ضحكاتهم كالفراشات البيضاء، تتراقص بين الأيدي والعيون، وتنسج جسرا صغيرا من الفرح بين قلبين لا يعرفان بعد معنى الحزن. إنهم لا يرون في الحلوى مجرد سكر أو طعام، بل يرون فيها وعدا بالسعادة، ورمزا للحياة التي تستمتع بكل تفاصيلها الصغيرة.
ومارشملو اليوم ليس أبيض اللون وحده، بل أصبح لوحة حية من الألوان: الوردي الغروبي، الأصفر الصباحي، الأخضر الناعم كأوراق الربيع، والأرجواني الساحر كالغيوم قبل الغروب. ونكهاته تتنوع بين الفانيليا العطرة، والشوكولاتة الغنية، والفراولة الحلوة، والكراميل الذي يذوب كالعسل. كل لون، وكل نكهة، تروي حكاية فرح مختلفة، تضيف إلى اللحظة بسمة ودفئا وذكريات تتألق في القلب.
وفي ليالي المخيمات، حين يعلو لهب النار، ويرفع المارشملو على عيدان خشبية ليتحمر بهدوء، ينكشف سره: أنه غذاء للذاكرة قبل أن يكون لللسان. فالرائحة المتصاعدة تتسلل إلى القلب، تذكرنا بأيام لم نكن نملك فيها سوى دفء الأصدقاء وابتساماتهم، وضحكات تتقافز كالنور بين العيون، وتنسج لحظات تبقى خالدة في الروح.
المارشملو إذن قصيدة كتبتها الطفولة على ورق الزمن، بلون أبيض أو وردي أو أصفر، لا يعرف الحقد ولا الغياب. هو درس لا يشيخ: أن البهجة تسكن في الأشياء البسيطة، في لقمة تقدم بمحبة، في ضحكة تطلقها الأرواح الصافية، وفي لحظة تنصت فيها القلوب لصوتها البريء.
ومع مرور الأيام، تظل تلك القطع الصغيرة تذكرنا أن السعادة يمكن أن تتجلى في أبسط الأشياء: في ألوان الفواكه، في ضوء شمس الصباح، في لعبة عابرة، أو جملة صادقة تقال بين الأصدقاء، أو قطعة مارشملو تتلون وتذوب على اللسان، فتترك أثرها في القلب كما يترك النسيم أثره في الأزهار.
فإذا كان الكبار يطاردون الذهب والألقاب، فإن الأطفال يعرفون الحقيقة من وراء المارشملو: أن السعادة ليست فيما نكدسه، بل فيما نتقاسمه.
رحيق المارشملو:
في كل مرة نتذوق المارشملو، نستدعي سحر الضحكات وحلاوة الطفولة