الرأي

مبادرة 100 جائزة نوبل سعودية

عبدالمجيد الرفاعي


إن الإشادة الملكية الكريمة في مجلس الوزراء بحصول العالم السعودي البروفيسور عمر ياغي على جائزة نوبل تمثل دليلا راسخا على حرص القيادة الرشيدة على دعم البحث العلمي والابتكار، وتعزيز مكانة العلماء السعوديين في المحافل العلمية العالمية، بما يسهم في رفع راية الوطن خفاقة في ميادين العلم والمعرفة.

لقد شعرنا بفخر واعتزاز كبيرين بهذه الإشادة الملكية، وبما حظي به البروفيسور عمر ياغي من احتفاء واسع من الجهات الحكومية والإعلامية، وهو ما يعكس تقدير المملكة العميق للعلم والعلماء، وإيمانها بأن الاستثمار في العقول هو الركيزة الأساس لمستقبل مزدهر.

وانطلاقا من هذا المنجز السعودي و الزخم العلمي والإعلامي، أقترح تشكيل لجنة وطنية تحمل اسم (مبادرة 100 جائزة نوبل سعودية)، وتتشرف برئاسة سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - باعتباره الداعم الأول للعلم والبحث والابتكار، ويكون البروفيسور عمر ياغي أمينا عاما لها، لتتولى الإشراف على المبادرات التالية:

أولا: تخصيص معمل بحثي باسم البروفيسور عمر ياغي في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست)، يطلق من خلاله منح دراسات عليا مخصصة للطلبة السعوديين، ليسهم في تخريج جيل جديد من العلماء تحت إشراف هذه القامة العلمية البارزة، وفي أحد أهم التخصصات العلمية الدقيقة.

ثانيا: إطلاق مشروع وطني لاستقطاب علماء جائزة نوبل الفاعلين ممن لا يزال لديهم القدرة على الإنتاج العلمي والبحثي والإشراف الأكاديمي، واستقطابهم إلى الجامعات السعودية الرائدة مثل جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، وجامعة الملك سعود، وجامعة الملك عبدالعزيز، وجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية.

ويهدف هذا المشروع إلى تمكين هؤلاء العلماء من التدريس والإشراف على طلبة الدراسات العليا، بما يضمن نقل الخبرات البحثية المتقدمة وتطوير قدرات الباحثين السعوديين.

ثالثا: اختيار أفضل 100 عالم سعودي في مختلف التخصصات العلمية الذين يمتلكون إسهامات علمية كبيرة واكتشافات متميزة، ودعمهم تمويليا وعلميا، وبناء شراكات استراتيجية مع أبرز الجامعات العالمية، بهدف تمكينهم من بلوغ مستويات التميز التي تؤهلهم لأن يكونوا مرشحين لجائزة نوبل في تخصصاتهم.

رابعا: توفير الدعم الإعلامي والثقافي والدبلوماسي للعلماء والأطباء السعوديين المتميزين عالميا، والتعريف بمنجزاتهم على الساحة الدولية، تمهيدا لترشيحهم لجائزة نوبل، مثل البروفيسور هاني نجم والدكتور عبدالله الربيعة وغيرهما من العقول السعودية المبدعة التي تشرف الوطن بعلمها وإنجازها.

هذه المبادرات سوف تحدث نقلة نوعية في تطوير القدرات البشرية السعودية في مجالات العلوم والبحث والابتكار، وتسهم في نقل المعرفة والتقنية المتقدمة إلى المملكة، وتعزيز حضورها في السباق العلمي العالمي. كما ستسهم في رفع جودة المخرجات البحثية والتطبيقية، بما يعود بالنفع على الوطن والإنسانية، ويزيد من فرص حصول المملكة على مزيد من جوائز نوبل المرموقة، تأكيدا لمكانتها الريادية في مجالات العلم والمعرفة والابتكار.