الرأي

كيف سيؤثر التقدم التكنولوجي على الهشاشة النفسية؟

أحمد محمد القزعل
حقيقة إن التقدم التكنولوجي لديه القدرة في التأثير على الهشاشة النفسية بطرق متعددة، ومن المهم تحقيق التوازن بين الاستفادة من الأدوات التكنولوجية المتاحة وبين الحفاظ على العلاقات الاجتماعية الشخصية وتطوير مهارات التكيف الفعالة.سيتطلب المستقبل وعيا أكبر حول كيفية استخدام التكنولوجيا بشكل إيجابي لتعزيز الصحة النفسية وتقليل الهشاشة النفسية، وحقيقة إن استشراف مستقبل الهشاشة النفسية يتطلب النظر في تأثير التقدم التكنولوجي، الذي يمكن أن يكون له تأثير مزدوج إيجابي وسلبي.ومن الآثار الإيجابية للتكنولوجيا في مجال التقليل من الهشاشة النفسية نظام التطبيقات النفسية الذي يساعد الأفراد في تحسين الصحة النفسية مثل تطبيقات التأمل وإدارة القلق وتسجيل الألم، كما أن تطور التكنولوجيا يسهل الوصول إلى العلاج النفسي عن بعد، حيث توجد منصات توفر جلسات علاجية عبر الإنترنت، مما يتيح للأشخاص الحصول على الدعم النفسي بسهولة وخصوصية، كما توفر الشبكات الاجتماعية والمجموعات عبر الإنترنت مساحات للتواصل والدعم مثل المنتديات والدردشات الخاصة بالصحة النفسية، والتي تساعد الأفراد على مشاركة تجاربهم والتواصل مع آخرين يواجهون التحديات نفسها.ومن الآثار السلبية للتكنولوجيا في مجال الهشاشة النفسية الإفراط في الاستخدام وقضاء وقت طويل على الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، مما يزيد أحيانا من التعرض للمحتوى السلبي أو المقارنات الاجتماعية على منصات التواصل المتعددة وبالتالي زيادة مشاعر القلق والاكتئاب، وعلى الرغم من أن التكنولوجيا تتيح التواصل مع الآخرين إلا أنها قد تعزز من الشعور بالعزلة وتمنع الأفراد من تطوير مهارات التكيف الفعالة، فالأفراد الذين يعتمدون بشكل كبير على التفاعلات الافتراضية قد يفتقرون إلى العلاقات الشخصية القوية، مما يؤدي إلى انخفاض الدعم الاجتماعي.ومن أجل بناء مستقبل يقلل من الهشاشة النفسية في العصر الرقمي لا بد من تعليم الأجيال المهارات الاجتماعية والعاطفية، وإدراج البرامج التعليمية في المدارس لتعليم الطلاب كيفية إدارة المشاعر وحل النزاعات والتواصل الفعال مع الآخر، وتشجيع إنشاء مجموعات دعم محلية أو عبر الإنترنت لتبادل التجارب والدعم، وتنمية العلاقات وتعزيز الروابط الأسرية والاجتماعية من خلال أنشطة مشتركة تعزز الانتماء، وتحسين الوصول إلى العلاج النفسي والخدمات الاستشارية سواء عبر الإنترنت أو في المجتمع، مع ضرورة تقديم برامج في المؤسسات التعليمية والعملية تستهدف التعرف المبكر على مشكلات الصحة النفسية.هذا ولأجل بناء مستقبل يقلل من الهشاشة النفسية وأكثر صحة واستدامة للجميع لا بد من تكاتف جهود الأفراد والمجتمعات والمؤسسات في تقديم التوعية وتعزيز الدعم وتوفير الموارد، ودعم الفعاليات والأنشطة التي تعزز من صحة الجسم والعقل.