المواطن هو الدولة
الاثنين / 21 / ربيع الثاني / 1447 هـ - 02:56 - الاثنين 13 أكتوبر 2025 02:56
في محفل علمي رفيع، وبينما الأنظار تتجه نحو منصة «الملتقى الأول لأبحاث الإعاقة» الذي استضافته جامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية بتاريخ 8 أكتوبر من هذا الشهر، جاءت كلمة من القلب لتخطف الأسماع وتأسر القلوب. لم تكن كلمة مكتوبة أو معدة سلفا، بل كانت حديثا ارتجاليا صادقا من راعي الحفل، صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله، المستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين ورئيس مجلس أمناء مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة. وفي لفتة عفوية عميقة، عبر سموه بعبارة موجزة لكنها قوية في معناها: «المواطن هو الدولة»، فتردد صداها في القاعة تصفيقا وتأييدا، لأنها لامست حقيقة راسخة في وجدان كل سعودي.إن جمال الكلمات العفوية يكمن في أنها تنبع من قناعة حقيقية، لا من حبر على ورق. لقد كانت كلمة سمو الأمير أفضل من كل الخطابات المنمقة، لأنها جسدت رؤية قيادة حكيمة تنظر إلى شعبها كشريك أساسي في بناء الحاضر وصناعة المستقبل. هذه العبارة ليست مجرد شعار، بل هي واقع معاش في المملكة العربية السعودية، حيث العلاقة بين القيادة والشعب تتجاوز المفهوم التقليدي للحكم، لتصل إلى شراكة حقيقية في المسؤولية والهدف.«المواطن هو الدولة» تعني أن نهضة الأوطان ورفعتها ليست مقتصرة على الحكومات ومؤسساتها، بل هي مسؤولية جماعية يشارك فيها كل فرد من موقعه.فالطبيب في عيادته، والمعلم في فصله، والجندي على ثغره، والمزارع في حقله، وكل مواطن ومواطنة في أي مجال كان، هو سفير لوطنه وجزء لا يتجزأ من قوته وازدهاره. إن هذا المفهوم يحول الانتماء من مجرد شعور عاطفي إلى عمل وممارسة يومية، ويجعل من مصلحة الوطن هدفا شخصيا لكل فرد.لقد أعادت كلمة سمو الأمير التأكيد على ما نراه ونلمسه في هذا الوطن المعطاء منذ عصر التأسيس؛ أن الدولة من المواطن وإليه، وأن كل إنجاز يتحقق هو ثمرة تكاتف الجميع. فبناء الأوطان رحلة مستمرة، وقودها سواعد أبنائها وإخلاصهم، وكل مواطن هو لبنة أساسية في هذا الصرح الشامخ.