الرأي

من مخرجات التخفيضات الوهمية

إسماعيل محمد التركستاني
قمت بزيارة إلى أحد العلامات التسويقية الكبرى (تابعة لأحد المستثمرين الأجانب)، بعد إعلانها عن تخفيضات تصل إلى أكثر من 50%، للاستفادة والشراء بسعر التخفيضات (اعتدت الشراء عند وجود تخفيضات فقط).وجدت بالفعل تخفيضات تجاوزت الـ50% لدرجة مدهشة! قمت بزيارات مستمرة (أوصي بها أصدقائي أيضا) إلى ذلك الفرع الكبير في مساحته والمنظم بشكل رائع في عرض بضاعته (دون تكدس بشكل عشوائي)، وجدت عروضا تسويقية حقيقية (دائما) على العديد من البضائع المعروضة التي تخص الأدوات الكهربائية (أجهزة ذكية)، ملبوسات أو حتى الأطعمة والخضراوات.في المقابل، لاحظت في خلال الفترة الماضية، وجود إعلانات على واجهة محلات تجارية كبرى عن تخفيضات تصل من 50 إلى 70% على محتوى محلاتها.قمت بزيارة إلى تلك المحلات (وهي محلات ذات علامات تجارية معروفة) لكي أستفيد من تلك التخفيضات الكبرى (كما أعلن عنها)، للأسف تفاجأت (بشكل صادم) بتخفيضات لا تصل أحيانا إلى 10% فقط حتى على أصغر المعروضات مثل ضاربة البلاستك لقتل الذباب والحشرات الطائرة (مصنوعة من بلاستك هش)! أسأل العامل في تلك المحلات عن بضاعة تصل تخفيضاتها إلى المعلن عنها، يرد العامل بهز رأسه: بابا أنا ما في معلوم!أنا أحترم أصحاب تلك المحلات التجارية الذين يعانون من العديد من العوامل التي تحيط بنشاطهم التجاري مثل: ارتفاع إيجارات المحلات ذات المساحات الكبيرة (تصل إلى ملايين الريالات) من أصحابها الذين يرفعون أسعار التأجير بصورة غير مبررة، ما بالك بأسعار المحلات التجارية الصغيرة (الدكاكين) الذين يعانون أيضا (المستأجرين) من ارتفاع أسعار التأجير السنوي لمحلات صغيرة المساحة! أيضا، رواتب العاملين في تلك المحلات، وغيرها من الإضافات المالية (التي يعلمها الجميع ولا داعي لذكرها) التي تأتي إلى حاسبة المحل التجاري نتيجة ممارسة تلك النشاطات! أدرك أن ارتفاع الأسعار ليس مرتبطا فقط بسعرها الأصلي (من بلد المنتج)، لكن مرتبط بالعديد من العوامل التي ذكرت بعضها أعلاه (ولم أذكرها كلها)!باختصار، عندما يشاهد المستهلك (أيا كان مستوى دخله) أن التخفيضات التي يعلن عنها ما هي إلا مجرد إعلانات وهمية (توضع على واجهة المحل)! ستكون من مخرجات تلك التخفيضات الوهمية ضياع الثقة بين المستهلك والعلامة التجارية وتكدسها (البضائع) على رفوف المحلات التجارية! إلى جانب بحث المستهلك عن بضائع أخرى أقل سعرا من تلك المعروضات، حتى يقترب وقت انتهاء صلاحياتها ثم تعرض بتخفيضات كبيرة! أو السفر (سياحة) إلى دول أخرى للشراء والتبضع فيها والتعامل مع مقدمي خدمة أفضل من (ما في معلوم بابا)، أليس كذلك!