الرؤية الإدارية الصحيحة
الأربعاء / 9 / ربيع الثاني / 1447 هـ - 02:08 - الأربعاء 1 أكتوبر 2025 02:08
يحسب لحكومتنا الرشيدة أنها صاغت رؤية حياة جديدة للإنسان في هذا البلد؛ بثلاثة محاور رئيسة، جديرة بأن يتمحور حولها العقل وفكره وأفكاره، وهذه المحاور - للتذكير - بناء مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر ومجتمع طموح، فهذه الرؤية بكل حراكاتها وكل شواهدها تصب في خدمة كل محور من هذه المحاور الثلاثة والتي في النهاية ستخدم الإنسان وترفع من مستوى جودة حياته ورفاهه.يمر على الذاكرة الجمعية للموظفين، صور كثير من المديرين الذين لم يكونوا قادرين على رؤية الأشياء الصحيحة، فضلا عن أن يكون لأحدهم رؤية إدارية مستقبلية تساعده في حدها الأدنى على أن يكون قادرا على التماسك والإمساك بوظيفته ومهام عمله الرئيسة.ولا شك أن غياب الرؤية الإدارية الصحيحة للمدير يسبب فراغا له ولمن حوله، والفراغ في هذه المنظومات العملية عادة ما يحتاج أن يملأ، ولا شيء أكثر استعدادا من الفوضى وصناعها، لملئ ذلك الفراغ الذي سيصبح ممتلئا حد التخمة بالخطأ وأشكاله الغريبة والمتعددة.ومع ذلك هناك تجارب إدارية يجب أن يشار لها بالبنان، تلك التجارب ساهمت وتساهم في خلق بيئات عملية راسخة في النجاح والإنتاج بفضل سياسات مديريها الشباب الذين يعملون وفق رؤى صحيحة ومفاهيم عميقة تتماهى مع المرحلة العظيمة التي نعيشها جميعا في هذا التوقيت.على الجانب الآخر، هناك بعض الرؤى السلبية والعقيمة، يعيش عليها بعض المديرين القاصرين فهما وتجربة، والذين يحظون بحضور إداري صاخب لعشرات السنين، ومن هذه الرؤى القاصرة، مفاهيم القص واللزق والهدم والتكسير، هذا النوع من المديرين يتعامل مع البنى التحتية للمنظومة بمفاهيم المقاول المتخلف، الذي لا يجيد سوى التكسير والترقيع، وفق مزاج بعيد عن الحرفية والاحترافية في البناء والتشييد، تجد هذا المدير كناصر القصبي في تلك اللقطة الشهيرة من طاش ما طاش؟ وهو يقيس أطوال أرضه بخطى متفاوتة، دون أن يطلب من أحد المهندسين الاستعانة بالتقنيات المعروفة المتمثلة في تلك الآلة التي تحدد الإحداثيات التي تساعد على تحديد الأطوال والأبعاد ثم المساحات.هذا النوع من المديرين متخلف على مستوى الفهم والإدراك، ويتدخل سلبا في عمل مرؤوسيه، ويجعلهم أسرى لتفاهاته وتهافتاته الخاطئة التي أكل الدهر وشرب عليها، عندما يفرض على الجميع مفهوم الهدم والتكسير، ليؤسس منظومة على مزاجه المهترئ وفهمه الناقص وعقله المتخلف والمتكلس، الذي أثبتته تجاربه السابقة وشواهدها، عندما كان يدمر المنشأة المصممة سابقا، لغرض محدد وفق أعلى المعايير الفنية، ليعيد تشويهها من جديد، وفق رؤيته العبثية المتخلفة والناقصة، في محاولة منه لجعل هذا التعديل الجديد يتوافق مع أغراض إنتاجية وخدمية أخرى، لا تستقيم معها البيئة العملية ولا تفيد ولا تستفيد.هذا النوع من المديرين يعيش حالة من الفصام بين الواقع المتجدد وماضيه الهدمي الشخصي والعملي الراسخ في عقليه الباطن والظاهر، وعقول من جايله من عاملين، واكتوى بنار تصانيفه وتصنيفاته الخرقاء التي تنم عن عوار نفسي وسوء تقدير على مستوى التصور والحكم.إننا نعيش في ظل مناخ اقتصادي مزدهر وطفرة تعليمية غير مسبوقة في علم الإدارة، وهذا ما يجب أن ينسحب وينسجم على تجاربنا الإنسانية والعملية في البيئات الإدارية، فشبابنا لديهم الرغبة في أن تكون لهم بصمة إيجابية في هذا المناخ الإيجابي، الجيل الجديد من الشباب يجب أن تتاح لهم الفرصة ليعملوا وفق منهجية صحيحة بعيدة عن الأهواء والأمزجة الفاسدة، التي يتبعها المعتوهون من المديرين، الذين أكل الدهر وشرب عليهم، والذين لا يملكون من الإمكانات العقلية والنفسية والفنية ما يخولهم العمل وفق مفاهيم صحيحة تقدر المكان والزمان وتتواءم مع احتياجات تلك المنظومات وما يراد لها من خدمات تمس الإنسان واحتياجاته.هذه المرحلة التي نعيشها مرحلة بناء لا مكان فيها لمديرين مسكونين بوهم أنهم (آخر حبة)، هؤلاء المتخلفون إداريا وعقليا، لا يملكون رؤية واضحة تخولهم العمل والبقاء ضمن كتائب الشباب المؤهلين الذي يعلمون ويعملون، والذين يجب أن تتاح لهم الفرصة بعيدا عن أصحاب الرؤى المشوشة، الذين لا يعلمون ولا يعملون وتسوء وجوههم الشاحبة التي تآكلت بفعل الزمن وتقادمه؛ هذه مرحلة من يعمل وينجز وفق خطط محسوبة وأساليب علمية صحيحة بعيدة عن مفاهيم القص واللصق والهدم والترقيع.alaseery2@