الرأي

كيف نستقطب المواهب الطلابية العالمية؟

أحمد الذبياني
تسعى العديد من الدول إلى استقطاب المواهب الطلابية العالمية؛ وذلك لإيمانها العميق بأن الطالب الدولي يمثل رأس مال بشري له وزنه الاقتصادي وأكثر، وتتباين تلك التجارب في آليات الاستقطاب والجذب استنادا إلى أهداف تلك الدول التنموية والاقتصادية، وتتربع الولايات المتحدة الأمريكية على قائمة تلك الدول من خلال أقدم برامجها المعروفة بفولبرايت (Fulbright Program) إذ يقدم منحا دراسية وبحثية للطلاب المتميزين، وقد تخرج منه بعض علماء نوبل، وكذلك عبر منصتها التسويقية (Education USA)، بل وتستبقي وتحتفظ بتلك المواهب عبر برنامج التوظيف (OPT)، وليست وحدها في هذا، بل تأتي بريطانيا من ضمن تلك القائمة المؤمنة بأهمية ذلك الاستقطاب عبر تقديم منحة للخريجين الموهوبين وأصحاب السمات القيادية (Chevening Scholarships) وأيضا من خلال تأشيرة المواهب العالمية (Global Talent Visa) وكذلك أستراليا هي الأخرى التي تستقطب المتفوقين من الدول النامية عبر (Australia Awards)، وتقدم أيضا تأشيرة المواهب العالمية في (STEM)، وكذلك من خلال منصتها التسويقية «ادرس في أستراليا»، وتمتد تجارب الاستقطاب الدولية إلى الصين عبر برنامجها المنبثق من مبادرة الحزام والطريق (BRI) والذي يهدف إلى استقطاب قادة الصناعة والمواهب المتميزة ومجالات الاقتصاد الرقمي والتنمية عموما، والقائمة تطول في ذلك.كما وأننا عندما نقف على تجربتنا المحلية في ذلك فإننا نلحظ توجها واضحا وإرادة جلية حول الاهتمام بتلك المواهب واستقطابها، وقد تمثلت في تدشين التأشيرة التعليمية، ومنصة «ادرس في السعودية» وكذلك مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع «موهبة» والتي أطلقت مؤخرا منصة: Mawhiba Meta Minds M³ الهادفة إلى ربط المواهب الطلابية والعالمية بمنصة تعليمية وابتكارية ذكية، وكل ذلك في الواقع هي جهود عظيمة في مجملها، ولكنها تحتاج إلى نظم يصفف الجهود ويعضدها في صورة واحدة واستراتيجية شاملة، يحدد من خلالها المواهب الطلابية والنوعية التي يحتاجها الوطن في رحلة تحولاته وتطلعاته الكبيرة؛ لا سيما وفي ظل تنافسية عالمية عالية في الاستقطاب، وحتى نتحول من التنظير إلى الواقع ونصيب قلب الهدف بدقة وسرعة عالية فعلينا أن نبتدر الوصول، فبدلا من انتظار الموهوب إلى أن يصل إلى منصاتنا، علينا نحن أن نصل إليه!ويمكن تحقيق ذلك من خلال توقيع اتفاقيات حقيقية مثلا مع مدارس النخبة: (IB Schools, Elite High Schools) والمدارس المعتمدة في إطار «التعلم عالي الأداء (HPL)» وغيرها من تلك الاعتمادات التي تكفل لنا في النهاية المخرج، وكذلك عبر الاتصال المباشر والساخن مع الفائزين في المسابقات الدولية، ومن خلال الملحقيات الثقافية في بعض البلدان النامية، وكل ذلك يكون كما أشرت سلفا من خلال استراتيجية شاملة تضمن لنا رؤية الصورة الكبرى بوضوح.AhmadAlthebyani@