تشهد المملكة العربية السعودية اليوم حراكا متسارعا في مختلف المجالات، تدعمه الشركات والمؤسسات في سباق تنافسي يتماشى مع مستهدفات رؤية السعودية 2030، حيث لم يعد النجاح يقاس بالأرباح وحدها، بل بمدى ما تقدمه تلك الكيانات من أثر اجتماعي يعزز التنمية المستدامة ويرتقي بجودة الحياة.والمسؤولية الاجتماعية ليست مفهوما حديثا على المدينة المنورة؛ فهي بطبيعتها الروحية والتاريخية كانت منبعا للقيم وميدانا حيا للتجارب الإنسانية، ومنها انطلقت الكثير من الممارسات التي رسخت هذا المفهوم.وعلى الصعيد الرياضي، تشهد أندية المدينة نقلة نوعية لافتة، تجاوزت فكرة الرياضة بوصفها منافسة في المستطيل الأخضر، لتصبح مشروعا مؤسسيا يدار بعقلية حديثة ومنهجيات علمية. وهنا يبرز نادي أحد ونادي الأنصار، قطبا الرياضة في المنطقة، اللذان يمضيان بروح مشتركة ومسؤولية متجددة لتقديم مبادرات مجتمعية تعكس طموحات الأهالي وتؤكد مكانة الرياضة كقيمة اجتماعية وتنموية.ولعل انعقاد الملتقى الدولي للمسؤولية الاجتماعية 2024م في الرياض قد أضاء جانبا مهما من هذا المسار، حيث أبرز دور الرياضة في خدمة المجتمع والبيئة، وعرض تجربة نادي نيوكاسل الإنجليزي في دعمه لفئة الصم، من خلال برامج مبتكرة أسهمت في دمجهم وإشراكهم في الحياة الرياضية، لتصبح الرياضة جسرا للاندماج والتمكين.وفي المملكة العربية السعودية، تكتسب المسؤولية الاجتماعية حضورا أكبر، توج بتخصيص يوم وطني لها في 23 مارس من كل عام، وفق قرار مجلس الوزراء، احتفاء بالدور الذي تضطلع به المؤسسات والأفراد في تعزيز الاستدامة المجتمعية.ولا يقتصر دور الشركات على الرعاية المالية، بل يمتد إلى بناء الملاعب والصالات، وتوفير التجهيزات للمدارس والأندية، وتنظيم الفعاليات والبطولات، بل وحتى الماراثونات المجتمعية التي تعكس روح الشراكة بين القطاع الخاص والمجتمع.وهكذا، تبدو أندية المدينة المنورة وهي تفتح أبوابها على المستقبل، شريكا فاعلا في التنمية، ووجها حضاريا يجمع بين الرياضة والمسؤولية المجتمعية في صورة واحدة.إن المدينة المنورة من أكثر البيئات المكانية والدينية والروحانية تساعد على النجاح وهي تحظى بعناية قيادتنا - حفظهم الله - في جميع المجالات والجوانب وتجد الاهتمام البالغ من أمير منطقة المدينة المنورة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن سلطان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - الذي نتطلع إلى توجيهه في إنشاء مجلس للمسؤولية الاجتماعية ليوازي حجم هذه النقلة النوعية التي تعيشها المدينة المنورة في جميع المجالات.Alsuhaymi37@