الرأي

الأقساط الثقيلة.. كيف المخرج؟!

برجس حمود البرجس


وصل مجموع قروض الأفراد تريليونا و400 مليار ريال خلال النصف الأول من هذه السنة 2025م، بعد أن كانت 1 تريليون ريال مع نهاية عام 2021م (أي قبل 3 سنوات ونصف). 50% من هذه القروض عقارية، و36% قروض استهلاكية، والبقية حصتها 16%. متوسط النمو السنوي للاقتراض للثلاث سنوات ونصف الأخيرة تخطى 10%، وهذا يعتبر نموا كبيرا.

تصل نسبة الاستقطاع من الراتب الشهري في حدها الأدنى 30% وترتفع إلى 45% في حدها الأعلى، رغم أن فئة قليلة تتخطى ذلك إلى 60% كنسبة استقطاع من الرواتب الشهرية.

لا شك أن هناك ضعفا عند كثير من الأفراد في تقدير حاجياتهم الأساسية التي تتطلب الاقتراض من البنوك والشركات التمويلية وبطاقات الائتمان، ففي القرض العقاري مثلا، نسمع كثيرا بأن هناك من يقترض أكثر من قدراته على السداد لأجل شراء مسكن أكبر من قدرته على السداد، بدلا من مواءمة الاقتراض مع القدرة على السداد. وأيضا هناك إقبال كبير على القروض الاستهلاكية لحاجات بعضها ليست من المتطلبات الأساسية، مثل شراء سيارة جديدة مكلفة لا تتناسب مع دخل الشخص، وغيرها الكثير.

أدرك الكثير أنه أساء القرار بالاقتراض أكثر من الحاجة أو أكبر من القدرة على السداد، ودائما يأتي السؤال الكبير كثيرا: ماذا نعمل؟ وقبل طرح بعض الأجوبة، غالبا السائل يريد حلا سحريا دون أي عناء.

الحقيقة أن الفرص موجودة ولكن صعب إقناع الكثير بها، فالتجارة الالكترونية سهلة ولا تحتاج إلى رأس مال معجز، وكذلك العمل على التوصيل في التطبيقات متاح للجميع، وبنك التنمية الاجتماعية لديه برامج كثيرة تفي بالدخول بالتجارة الالكترونية، وتمكن من يرغب العمل في تطبيقات التوصيل بأنواعها.

الحقيقة أننا بحاجة إلى اختصار كثير من المتطلبات على هؤلاء الراغبين، فمقترحي بأن تتبنى بعض الجهات أو بعض الجمعيات هذه المبادرات، وأن تسخر الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات للتمكين الجماعي للراغبين. هناك عشرات ومئات الفرص ولكن كيف يعرف عن تفاصيلها ودهاليزها هؤلاء الراغبون؟ ولعلي أضع مثالا يوضح ما خلفه من فرص لو يتم تبنيها لساعدت هؤلاء المقترضين بتوفير دخل ثانٍ جديد يساعدهم على سداد أقساط قروضهم.

المثال: لدينا في منصات التجارة الالكترونية إحصاءات وبيانات تحتاج إلى تحليل واستنتاجات، فنتعلم من خلالها السلع الأكثر مبيعا، وقائمة الموردين لهذه السلع، وشركات التوصيل بأنواعها، بالإضافة إلى التدريبات المجانية التي تقدمها منصات التجارة الالكترونية لأساسيات إنشاء متاجر الأفراد ومهارات التسويق ومهارات المبيعات ومهارات الإعلانات، وجميع الأسرار داخل هذه المنصات.

هذا العمل يحتاج إلى تبنٍ وحاضنات وشراكات وتدريبات وتعاقدات جماعية لتميكن المتضررين من الاقتراض، ولدي خبرة بهذا العمل وأعرف ما يلزم عمله، فالموضوع سهل ويحتاج إلى تبنٍ وبرامج، وأن يكون تحت مظلة جمعيات أو مؤسسات خيرية كحاضنة للأعمال، وطبعا الجهات الحكومية ستكون متعاونة بشكل كبير مثل منشآت ووزارة التجارة وبنك التنمية الاجتماعية.

حديثنا كان عن «التجارة الالكترونية» كمثال، ولكن غيرها الكثير من الفرص التي تحتاج إلى تبني فكر مؤسساتي يبني مظلة حاضنة وشراكات مع جهات مختلفة لتحديد جميع الفرص الممكنة سواء للتجارة الالكترونية أو لغيرها مثل الخدمات السياحية للأفراد، والترفيهية، والتعليمية، والشراكات في برامج الامتياز التجاري (الفرنشايز).