الرأي

تبرع ولي العهد بالدم: تجسيد حي للقيادة الإنسانية والتربوية

عادل المالكي
في مشهد يختزل أسمى معاني العطاء، تبرع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله - بدمه، في مبادرة وطنية سنوية تهدف إلى تعزيز ثقافة التبرع الطوعي بالدم، وترسيخ قيم التكافل المجتمعي. لم يكن هذا التبرع مجرد فعل رمزي، بل كان رسالة تربوية وإنسانية عميقة، ودليلا ناطقا على حرص القيادة الرشيدة على أن تكون في طليعة من يبذلون الوسع في خدمة الإنسان، صحيا واجتماعيا.قائد يعلم بالفعل قبل القولتبرع ولي العهد الكريم بالدم ليس فقط دعما لبنوك الدم والمستشفيات، بل هو درس تربوي بليغ في المسؤولية المجتمعية، ومثال يحتذى به في التطوع والعطاء. لقد قدم سموه نموذجا فريدا للقائد الذي لا يكتفي بالتوجيه، بل يشارك بنفسه، ويضع بصمته في كل ميدان يخدم الإنسان ويصون كرامته.حملة وطنية برؤية إنسانيةإطلاق الحملة الوطنية السنوية للتبرع بالدم، برعاية ودعم سمو ولي العهد، يعكس اهتماما عميقا بصحة المواطنين والمقيمين، ويعزز من قدرات بنوك الدم لتلبية الاحتياجات الطارئة في جميع مناطق المملكة. هذه الحملة ليست مجرد إجراء صحي، بل هي مشروع وطني يحمل في طياته رؤية إنسانية شاملة، تهدف إلى بناء مجتمع متكافل، متراحم، يضع حياة الإنسان في مقدمة أولوياته.دعوة للتفاعل والمشاركةفي كلماته التي تفيض بالمسؤولية، دعا سموه المواطنين والمقيمين إلى المبادرة بالتبرع بالدم، مؤكدا أن كل تبرع هو إسهام حقيقي في إنقاذ حياة إنسان، وترسيخ لثقافة التضامن الإنساني. إنها دعوة صادقة من قائد يرى في كل فرد طاقة خير، وفي كل قطرة دم فرصة حياة.إمارة تبوك: التزام راسخ بدعم الحملةجاء تأكيد إمارة منطقة تبوك على دعم أهداف الحملة الوطنية ليعكس انسجاما مؤسسيا مع رؤية القيادة، واستعدادا دائما لتفعيل المبادرات التي تخدم الإنسان، وتعلي من شأن الصحة العامة، وتجسد قيم العطاء الوطني.خاتمة: القيادة التي لا تنسى أحداتبرع ولي العهد بالدم هو رسالة بليغة بأن القيادة لا تنسى أحدا، حتى أولئك الذين ينتظرون قطرة دم تنقذ حياتهم. إنه موقف إنساني نبيل، يرسخ مكانة المملكة كدولة تعلي من شأن الإنسان، وتجسد في قيادتها أرقى صور الرحمة والمسؤولية.نسأل الله أن يحفظ المملكة وقيادتها، وأن يديم على الجميع نعمة الصحة والعافية، وأن يبارك في كل يد امتدت بالعطاء، وكل قلب نابض بالرحمة.