الرأي

من الواقع إلى الطموح: أبناء الضمان و"الرسوم التعليمية"... طموحات تنتظر فرص دعم

ضيف الله المتعاني
في وطن يراهن على شبابه، وتسابق فيه الدولة الزمن لتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030، يظل التعليم الجسر الأهم نحو المستقبل، والمحرك الأبرز في بناء الإنسان وتنمية المكان.وبرغم ما توليه القيادة الرشيدة - حفظها الله - من عناية شاملة ودعم كريم لقطاع التعليم، إلا أن هناك فئة من أبناء الوطن تستحق مزيدا من التمكين ضمن برامج الرعاية التعليمية.وهم أبناء مستفيدي الضمان الاجتماعي، ممن يحملون الطموح ويحققون نتائج متقدمة، إلا أن الرسوم الدراسية قد تشكل أمامهم تحديا ماديا يقيد قدرتهم على مواصلة مسيرتهم الأكاديمية.التعليم... بوابة التمكينمن أهم مرتكزات رؤية المملكة 2030 الاستثمار في رأس المال البشري، باعتباره القاعدة الأساسية للتنمية الوطنية الشاملة.غير أن بعض المسارات التعليمية، مثل: الدبلومات التطبيقية، برامج التجسير، البكالوريوس الموازي، تتطلب رسوما قد تصل في بعض التخصصات إلى أكثر من 50,000 ريال سنويا، ما يشكل عبئا على بعض الأسر، لا سيما تلك التي تضم أكثر من طالب جامعي، في ظل غياب دعم مخصص وثابت لهذه الفئة.التحدي ليس في الكفاءة... بل في القدرةهؤلاء الأبناء يمتلكون الجدارة والانضباط والطموح، وقد أثبتوا تميزهم بتحصيلهم العلمي العالي، لكن التحديات المادية تظل العقبة الوحيدة أمام استكمال تعليمهم، رغم استحقاقهم العلمي.مبادرات قائمة... وتطلعات مستقبليةبدأت بعض الجامعات الوطنية، مشكورة، في تطبيق إعفاءات جزئية أو كاملة لأبناء مستفيدي الضمان الاجتماعي.إلا أن هذه المبادرات ما تزال: محدودة النطاق أو مرتبطة بشروط ومعدلات محددة، وغير واضحة ضمن إجراءات القبول والتسجيل، مما يبرز الحاجة إلى توسيع هذه المبادرات وتوحيدها ضمن مظلة وطنية تعليمية مستدامة.ونأمل أن تبادر جامعة أم القرى، بما لها من مكانة أكاديمية وموقع جغرافي استراتيجي، إلى تبني هذا التوجه، تلبية لاحتياج شريحة واسعة من أبناء مكة المكرمة ومحافظاتها.مقترحات عملية:
  • توسيع نطاق الإعفاءات التعليمية ليشمل البرامج الأكاديمية كافة (دبلوم - تجسير - بكالوريوس).
  • الربط الالكتروني بين الضمان الاجتماعي ومنصات القبول الجامعي لتسهيل الإجراءات والتحقق الفوري من الاستحقاق.
  • تخصيص مقاعد دراسية مدعومة من خلال شراكات فاعلة مع القطاع الثالث وجهات المسؤولية المجتمعية.
تطلع وطني كريموإيمانا بالأثر العميق الذي يحدثه التعليم في حياة الفرد والمجتمع، فإننا نستأذن برفع هذا التطلع المبارك إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - أيده الله - وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله، للنظر في إمكانية:دعم أبناء مستفيدي الضمان الاجتماعي من خلال إعفاءات تعليمية أو مقاعد دراسية ميسرةوتفعيل آليات مرنة تسهم في استكمال تعليمهم، وتمكينهم من تحقيق طموحاتهم والمشاركة الفاعلة في مسيرة الوطن.دعوة للمؤسسات التعليمية والمجتمعية:التعليم هو بوابة التنمية، وركيزة بناء الإنسان، ومصدر استقرار للأسرة والمجتمع.وتمكين أبناء الضمان من استكمال تعليمهم هو استثمار وطني صادق في طاقات مؤهلة، يعول عليها في تحقيق النمو والازدهار.وختاما... في وطن يفعل مبدأ تكافؤ الفرص، ويقوده قائد جعل رفاه المواطن وتمكينه من أولويات التنمية، فإن دعم أبناء الضمان في مسيرتهم التعليمية، هو خطوة مباركة تجسد القيم الوطنية، وتعزز الرؤية، وتضيف للوطن طاقات متجددة تسهم في نهضته واستدامة عطائه.