في عالم تتسارع فيه الاكتشافات العلمية والنظريات الفيزيائية، يظل اسم نيكولا تسلا يتألق بوصفه أحد أعظم العقول التي أنارت دروب المستقبل. لم يكن تسلا مجرد مخترع ومهندس كهربائي، بل كان أيضا فيلسوفا علميا يرى الكون بنظرة تتجاوز حدود المادة والطاقة. حيث قال «إذا أردت أن تفهم الكون، ففكر في الطاقة والتردد والاهتزاز»، ومن بين أفكاره الغامضة التي أثارت جدلا واسعا: قانون تسلا 369، الذي وصفه بأنه مفتاح لفهم أسرار الكون.ما هو قانون تسلا 369؟ ينسب إلى نيكولا تسلا قوله «لو عرفتم روعة الأرقام 3 و6 و9، لامتلكتم مفتاح الكون».وفقا لما تناقله المؤرخون والمحبون لفكر تسلا، كان يعتقد أن الأرقام 3 و6 و9 تحمل قوى خفية ترتبط بالبنية الأساسية للكون، وأنها تمثل طاقة خاصة أو نموذجا رياضيا يحكم حركة الحياة والطبيعة، ولم تكن هذه الأرقام بالنسبة له مجرد أعداد بسيطة بل رموز للترابط العميق بين الرياضيات والطاقة والوعي، حيث ركز تسلا طوال حياته على الطاقة، التردد، والاهتزاز، مؤمنا بأن كل شيء في الكون هو طاقة تهتز بتردد معين ووفق هذا المنظور تصبح الأرقام 3 و6 و9 رموزا لترددات أساسية تحكم قوانين الفيزياء.علماء الرياضيات لاحقا لاحظوا أن هذه الأرقام تظهر بشكل متكرر في أنماط الطبيعة والرياضيات:

• عند جمع مضاعفات الرقم 3 (مثل 3، 6، 9، 12، 15...) نجد أنها دائما ترتبط بمجموع يقبل القسمة على 3.
• الرقم 9 يظهر عند جمع الأرقام في عمليات حسابية كثيرة: مثلا 9 + 9 = 18، 1 + 8 = 9.
• الرقم 6 يمثل توازنا خاصا؛ إذ يظهر في تقسيمات الأشكال الهندسية المتناظرة مثل خلايا النحل السداسية.

هذا القانون 369 في الثقافة الحديثة لم يقتصر تأثيره الأوساط العلمية فقط بل وجدت طريقها للثقافة العامة، فهناك ممارسات بمجالات مثل التنمية البشرية وأحد أشهر التطبيقات المعاصرة ما يعرف بـ «تمرين 369»، حيث يطلب من الشخص أن يكتب رغبته أو هدفه:3 مرات صباحا.6 مرات ظهرا.9 مرات مساء.يُعتقد أن هذه الممارسة تعزز قوة التركيز والطاقة النابعة من العقل الباطن لتحقيق ما يتمناه الإنسان، ورغم غياب إثبات علمي مباشر لدعم هذه الأفكار، إلا أن كثيرين يرون فيها دعوة لفهم أعمق للعلاقة بين الرياضيات والكون.ورغم أن الكثير من أفكار تسلا كان لها أسس علمية وتجريب عملي إلا أن فكرة الكون مبني على أنماط رياضية وطاقة موجهة تحظى بدعم في مجالات مثل الفيزياء الكمومية والهندسة الفراغية، وفي النهاية، سواء نظرنا إلى قانون تسلا 369 كحقيقة علمية أو كرمز فلسفي، فإن رسالته تبقى ملهمة «العالم أكثر تعقيدا وتناغما مما ندركه بحواسنا البسيطة».Yos123Omar@