الشيخ عبد الله بن دريويش: سيرة رجل لا تنسى
الخميس / 23 / ذو الحجة / 1446 هـ - 00:11 - الخميس 19 يونيو 2025 00:11
في زمن تكثر فيه الأسماء وتقل فيه المواقف، يرحل عنا رجال خلقوا ليكونوا علامات فارقة في مجتمعاتهم، لا يُعرفون بكثرة ظهورهم، بل بعِظم أفعالهم. ومن هؤلاء الأفذاذ، الشيخ عبد الله بن دريويش - رحمه الله - الشيخ الجليل، وأحد أعلام المملكة العربية السعودية، وابن قبيلة بالحارث الكريمة.رجل بحجم وطنلا نزكي على الله أحدا، ولكننا نشهد بما رأيناه ولمسناه من هذا الرجل الصالح. فكم من موقف وقفه، وكم من مظلوم نصره، وكم من محتاج سدّ حاجته، دون أن يسعى لشهرة أو يُطلب منه شكر. لم تكن الأضواء تستهويه، بل كان يُضيء حياة من حوله بالفعل الصامت، والعمل المتقن، والبذل الهادئ.لقد عُرف الشيخ عبد الله بمواقفه الوطنية الرفيعة، وحرصه على لحمة المجتمع، وسعيه الدائم في إصلاح ذات البين، ومناصرته لكل ما فيه خير للوطن وأبنائه، سواء من داخل القبيلة أو خارجها. كان نموذجًا يُحتذى في الحكمة والرزانة، وعَلمًا من أعلام العطاء الخفي الذي لا يُنتظر منه مقابل.صفات لا تُحصى
- شيخ حكيم لا يساوم على مبادئه.
- صاحب أيادٍ بيضاء في أعمال الخير، من دون إعلان أو ضجيج.
- حاضر القلب، سريع في النصرة، كريم في الدعم.
- وفي لأهله وقبيلته، لكن ولاءه الأسمى دائما كان لله ثم للوطن.
- شديد العزم، لا يعرف التراخي في مواقف الحق، وسريع الغضب إذا رأى إساءة للكبار أو تعديًا على الآخرين بالكلام أو التصرف.
- لا يقبل الظلم أو الاضطهاد، وكان يقف وقفة صارمة لا تقبل التفاوض في نصرة المظلوم، وكأن عدالة السماء تمشي على الأرض من خلاله.
- من أعظم خصاله السعي في عتق الرقاب، والمساهمة في فك الكرب، وإصلاح ذات البين، والتستر على الناس، وتفريج همومهم.
- سعى في أعمال خير كبيرة مثل الزواج الجماعي، وكانت آخر مساهماته المشاركة في عتق رقبة عيد الحنيشي، في موقف نبيل لا يُستهان به، يدل على سموّ خلقه وحرصه على الخير.
- رجل عظيم، لا يقبل إهانة الآخرين، لبقٌ في حديثه، مؤدب في سلوكه، كريم كرما حاتميا، وبيته لا يخلو من الضيوف صباح مساء، ليلا ونهارا، يفتح بابه لكل من قصده دون تردد.