تفاعل

الشهرة السريعة وأثرها على الصحة النفسية

نوف علي الزامل
لاحظتُ مؤخرا وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي بشتى أنواعه والأثر النفسي الواقع علينا منه، وهو تحقيق الشهرة السريعة والمال، والوهم الكبير الذي خلفته بعض وسائل التواصل الاجتماعي بأن الشهرة متاحة للجميع دون سعي وجهد، كون الكثيرين قد حققوا إنجازات عبرها في وقت قياسي، ولكن مع تزايد هذه الثقافة على الأفراد هنا تبدأ آثارها النفسية والاجتماعية في الظهور شيئا فشيئا.

وبهذا المعنى ثقافة 'الشهرة السريعة' تخلق توقعات واهية تجعل الأفراد يدخلون في دوامة الأوهام لتحقيق الشهرة والمال بشكل فوري، مما يسبب قلقا دائما ومتواصلا نتيجة المقارنات التي لا تنتهي. تجدر الإشارة إلى أن الشعور الوهمي بالعجز وعدم القدرة على الوصول إلى الهدف، وهو إن صح التعبير كمن يركب سفينة في بحر هادئ يتوقع الوصول إلى شاطئ الأمان بكل سهولة ويسر ولكن، عندما يواجهه الواقع بوجهه القاسي، كعاصفة مفاجئة تحطم أشرعته، يشعر بالخذلان وكأنما الحياة تستهزئ به، مرسلة إليه شعورا عميقا بالخيبة. هذا الاصطدام بالواقع يعصف بثقته بنفسه ويغمره بمشاعر سلبية، كظلال داكنة تسكن روحه وتزرع فيه شعورا بالفشل والإحباط.

هُناك جملة قد تعلمتها في حياتي ألا وهي 'الاستمتاع بالرحلة بدلا من التركيز على الهدف النهائي' تحسبا لما قد نواجهه من مطبات. لا أنكر كيف لهذه الجملة السحرية أثر في مسيرتي المهنية والحياتية على جميع الأصعدة.

ختاما، من المهم لنا أن نعي كأفراد بأن النجاح لا يتجسد فقط بالمال والشهرة، بل للسعي في تحسين الذات، والبدء في تحديد أهداف واقعية صغيرة مدروسة مما يساعدنا على التقدم بخطى ثابته وراسخة حتى نصل إلى القمة.