الرأي

مذاق الحياة في المجالس الخاصة: ليت المجتمع ينفض ثوبه

مانع اليامي
قديما كان الناس يدركون معنى أدب المجالس وقيمة الأعمال الطيبة على كل مستوى، ومعه قبول الإشادة بها وبأهلها، أيضا تدويرها، أي محاسن الأفعال والأقوال لتعظيم الاقتداء، لما في الأمر من نفع على المجتمع نفسه مثلما كانوا يدركون معنى الروابط الاجتماعية وأهميتها من حيث المعنى والمبنى.اليوم الحياة تمر بسرعة وتلتهم في طريقها أشياء كثيرة، حين ننظر جيدا حولنا ابتداء بالدائرة القريبة ثم إلى ما هو بعدها، نجد أن الروابط الاجتماعية لا تظهر في أحسن احوالها في بعض المجتمعات لأمور سمح المجتمع نفسه بمرورها رغم ضجيجها المرتفع، الحديث هنا يطول وله وقت آخر.الغريب المريب في وقتنا الحاضر هو أن يدفع الحديث عن محاسن الغير سواء في المجال الإنساني أو الوطني، عوام أو رموز اجتماعية هنا أو هناك إلى تقلب وجوه البعض حتى يخال للمراقب أنهم يشتعلون من الداخل.. من سمات تفاعل هذه الفئة حين يدور الحديث عن المواقف الطيبة التي تبناها أو يتبنونها الآخرون، التعلق به بخفة ترقبا لفرصة يقللون فيها الفعل أو صاحبه، في الغالب لا يكفون عن الكلام المقلوب على وجهه بخفة تشبه خفة التعلق بالحديث ذاته، لا خلاف على أن هذا السلوك معيب لا يسير مع مكارم الأخلاق ولا يشبهها في شيء، ويبقى الأكيد أن التطرق لمكانة البعض الاجتماعية مدحا مثلا يصيب هذه الفئة بالدوار الذي يصيبهم حال ملامسة مفاصل التاريخ والأنساب.من الأسئلة المفتوحة على هذه الحالة: - هل الحسد هو المحرك، هل هي عقدة نقص تتضخم في سجل فارغ من المكارم والأفعال الإنسانية أو الوطنية؟ أم إنهم ينشدون الاستحقاق ويرغبون من يتحدث عن ملبسهم ومنجزاتهم في السفر وغيره، على حساب محاسن أفعال الغير أحياء أو اموات، هنا لعلم النفس مع هذه الأخيرة وقفة.عندي أن كلمة السر للتعامل مع هذه الفيئة تكمن في نفض المجتمع ثوبه لزوال هذه العوالق وحشرهم في زاوية يتحدثون فيها مع أنفسهم لا يسمعهم سواهم، حتى لا تمس قيمة العمل الخيّر بسوء وتتعرض مواقف أهل الخير النبيلة للتشويه، وتتعرض مكانة أصحاب المنازل الرفيعة للتطاول، وبالتالي تضيع قيمة المكانة وينحرف مفهوم القدوة الحسنة أو يغيّب بفعل فاعل بلا فعل يشار إليه أو موقف يذكر.أنتهي هنا وبكم يتجدد اللقاء.