كم عمرك؟
الأربعاء / 25 / جمادى الأولى / 1446 هـ - 02:28 - الأربعاء 27 نوفمبر 2024 02:28
كل عام أحتفل بيوم ميلادي مرتين في السنة، تارة هجريا وأخرى ميلاديا، أحب غطرسة شعوري بأني قطعة ثمينة في هذا العالم ووجودي دائما يحمل الخير لكل من يعرفني.إلّا هذه السنة! لم أكن بالأحاسيس نفسها التي تداعبني كل بداية نوفمبر، والحماسة التي تأخذني للتنقيب عن مكان يحمل شرف احتفاله بمولدي، فشعوري كان غريبا وحياديا جدا وكأن هذا اليوم لا يعنيني.هل اختلاف العمر بين هجريتي و ميلاديتي أحد الأسباب؟ ميلاديا دخلت 29 ربيعا وهجريا على مشارف الثلاثين، من الأصدق بينهما! وإن سُئلت عن عمري ماذا أجيب؟ وهل يحق لي الاختيار؟كذبة العمر أدركتها مؤخرا، وعبارة العمر مجرد رقم هي حقيقة قد يصعب تصديقها من البعض، والبعض الآخر يأخذها على محمل الاستهزاء، ويرمي سهام الشماتة على كل من يقولها من كبار السن، ولكن حقيقة.. العمر مجرد رقم! فعمرك الحقيقي هو عمر صحتك وقوة جسدك وعمق نضجك ومدى ثقافتك، عمرك الحقيقي ترى نتائجه ظاهرة على مدى صحتك ونوعية الأمراض التي تسكنك، عمرك الحقيقي يبدأ بشباب قلبك وكم من الضحكات استهلكت والتجارب عشت، ومدى شغفك بالحياة، وملذاتها المباحة.. وهل جربت؟من الأصغر بينهما شاب على مشارف الثلاثين ينهش مرض السكري جسده، أم ستيني لا يعاني أي مرض وهوايته الركض صباحا حفاظا على لياقته؟الأعمار أرقام زادت أم نقصت لا تضيف لنا شيئا، إنما تجعل للمجتمع أحقية تصنيفنا، وتحدد معاييرنا وتقسّمنا بناء على رقم!إن يَسِموك بشعار الكهولة أو الشباب والمرأة بالعنوسة أو العزوبية وفقا لرقم! إنه لغباء وجهل مطبق.في المرة القادمة إن سألك أحدهم كم مكثت في هذه الحياة، قل: هل أجيب هجريا أم ميلاديا؟