يتامى الثقافة والفنون!
الاحد / 15 / جمادى الأولى / 1446 هـ - 21:39 - الاحد 17 نوفمبر 2024 21:39
كانت فروع جمعية الثقافة والفنون منبرا لمحبي الثقافة والفن منذ عقود، وفي عز شدة التشدد ورفض وجودها من قبل بعض كارهي الفن، إلا أنها كانت حاضرة وبقوة فارضة بصمتها في محيط عملها رغم ضعف الممكنات والإمكانيات!
ومن باب الشهادة للتاريخ دعوني على الأقل أسرد لكم ما رأيته خلال سنوات مضت من جهود فرع واحد فقط كنت قريبا منه، فهو يتواجد في محيط وجودي في مدينة جدة، حيث كانت جمعية الثقافة والفنون سابقة عصرها في احتضان الثقافة والفن رغم ضعف مقدراتها، لكنه الحب.. حب أبناء المجال للمجال يجعلهم ماكينة عمل لا تتوقف فتصنع الحلول وتجابه العقبات وتذلل المطبات لتمضي قدما نحو القيام بواجبها تحت نظر وزارة الثقافة والإعلام، لكن ماذا حدث بعد ذلك؟ حدث أن هلل واستبشر الجميع حين تم فصل الثقافة عن الإعلام، فأضحت وزارة الثقافة منذ حوالي 6 سنوات كيانا مستقلا، وأطلقت 11 هيئة تتبعها وتتنوع بمجالاتها لتغطي أغلب التفرعات الثقافية، حينها قال المتفائلون وأنا منهم، إن الوقت قد حان لتفرد جمعيات الثقافة والفنون عضلاتها وتكبر أكثر وأكثر، فاليوم هي تحت جناح أم حنون عظيمة شابة فتية اسمها وزارة الثقافة، لكن يبدو أن صغر سن الأم جعلها تهتم بجمالها الخارجي وتهمل رعاية أبنائها!
فأصبحت جمعيات الثقافة والفنون في مختلف مناطق المملكة يتامى! حتى وإن كانت أمهم على قيد الحياة، لكنها تعيش لشبابها وتحرمهم حتى من المصروف لقضاء فسحة قد تروح عنهم وتنسيهم إهمال أمهم لهم!
لم يقف الأمر عند هذا الحد، فيتامى الثقافة والفنون لا يعانون بصمت فحسب، بل حالهم جعلهم تحت نظرة شفقة وحزن حتى من الأخت الكبرى لوزارة الثقافة، فتحت قبة مجلس الشورى تم نقاش حال يتامى الثقافة والفنون بشكل عابر على لسان الدكتورة إيمان الجبرين عضو مجلس الشورى، حيث (لاحظت الجبرين، تضييق النفقات الخاصة بفروع الجمعية العربية للثقافة والفنون المنشأة منذ نحو خمسين عاما، رغم امتثالها لتوجيهات الوزارة بمعالجة أوضاعها القانونية، الأمر الذي قلّص نشاط القطاع الثالث بشكل ملحوظ عقب أن كان أحد أهم الأذرع النشطة لتفعيل قطاع الثقافة خصوصا في المدن والمناطق البعيدة)!
فمن ليتامى الثقافة والفنون يامعالي الوزير؟
ومن باب الشهادة للتاريخ دعوني على الأقل أسرد لكم ما رأيته خلال سنوات مضت من جهود فرع واحد فقط كنت قريبا منه، فهو يتواجد في محيط وجودي في مدينة جدة، حيث كانت جمعية الثقافة والفنون سابقة عصرها في احتضان الثقافة والفن رغم ضعف مقدراتها، لكنه الحب.. حب أبناء المجال للمجال يجعلهم ماكينة عمل لا تتوقف فتصنع الحلول وتجابه العقبات وتذلل المطبات لتمضي قدما نحو القيام بواجبها تحت نظر وزارة الثقافة والإعلام، لكن ماذا حدث بعد ذلك؟ حدث أن هلل واستبشر الجميع حين تم فصل الثقافة عن الإعلام، فأضحت وزارة الثقافة منذ حوالي 6 سنوات كيانا مستقلا، وأطلقت 11 هيئة تتبعها وتتنوع بمجالاتها لتغطي أغلب التفرعات الثقافية، حينها قال المتفائلون وأنا منهم، إن الوقت قد حان لتفرد جمعيات الثقافة والفنون عضلاتها وتكبر أكثر وأكثر، فاليوم هي تحت جناح أم حنون عظيمة شابة فتية اسمها وزارة الثقافة، لكن يبدو أن صغر سن الأم جعلها تهتم بجمالها الخارجي وتهمل رعاية أبنائها!
فأصبحت جمعيات الثقافة والفنون في مختلف مناطق المملكة يتامى! حتى وإن كانت أمهم على قيد الحياة، لكنها تعيش لشبابها وتحرمهم حتى من المصروف لقضاء فسحة قد تروح عنهم وتنسيهم إهمال أمهم لهم!
لم يقف الأمر عند هذا الحد، فيتامى الثقافة والفنون لا يعانون بصمت فحسب، بل حالهم جعلهم تحت نظرة شفقة وحزن حتى من الأخت الكبرى لوزارة الثقافة، فتحت قبة مجلس الشورى تم نقاش حال يتامى الثقافة والفنون بشكل عابر على لسان الدكتورة إيمان الجبرين عضو مجلس الشورى، حيث (لاحظت الجبرين، تضييق النفقات الخاصة بفروع الجمعية العربية للثقافة والفنون المنشأة منذ نحو خمسين عاما، رغم امتثالها لتوجيهات الوزارة بمعالجة أوضاعها القانونية، الأمر الذي قلّص نشاط القطاع الثالث بشكل ملحوظ عقب أن كان أحد أهم الأذرع النشطة لتفعيل قطاع الثقافة خصوصا في المدن والمناطق البعيدة)!
فمن ليتامى الثقافة والفنون يامعالي الوزير؟