أشجع القرارات
الأربعاء / 11 / جمادى الأولى / 1446 هـ - 21:56 - الأربعاء 13 نوفمبر 2024 21:56
أشجع القرارات تلك التي نتخذها ونحن في القاع، حين نكون منهكين جدا من الحياة وقد بلغنا الحد الأقصى من الحمولة!حين تتكالب علينا المهام وتفقدنا السيطرة على انفعالاتنا بسبب الضغط.حين ننظر حولنا ولا نجد لغة حوار مشتركة تجمعنا مع الأشياء والأشخاص.حين تقفز لعقولنا استفهامات عن حقيقة رضانا عن الوظيفة التي نشغلها والعلاقات التي تربطنا بمحيطنا.. وندرك أن كل شي ينهار ببطء وأننا فقدنا الشغف ولا تسعفنا طاقتنا لتحريك ساكن.فجأة تتسلل لأطرافنا قوة سحرية تسحبنا رغما عنا، قوة تنصاع لإرادة الهمس الخفي الذي يعيدنا لمضمار السباق.. لم يحن بعد موعد الاستقالة بعد!ليس الآن، ليس اليوم.. انهض لديك ما يعاش، وينتظرك الكثير لتبلغه.. لا تزال الرواية في فصولها الأولى.. لم تمر على البطل جميع المواسم ليختبر جمال وقسوة وتفرد وغرابة كل منها وانعكاسها عليه.فتجد نفسك تستسلم لهذا النداء الذي لم يكن إلا صوت العملاق الداخلي الذي وإن مرض لكنه لا يموت.. تقوم وخطواتك ثقيلة ومتعثرة في البداية، وتقرر أن تقوم بقرارات سريعة ربما تقوم بعقد الصلح مع عاداتك الصحية أو روتين من تأمل أو قراءة فقدت الشغف تجاهه منذ فترة.فترتدي شجاعتك وتزور النادي الصحي أو تخرج لنزهة مشيا على أقدامك، أو تعيد تريب فراشك، أو توضب الفوضى في مكتبك ربما تمسك بأول كتاب يصادفك وقد تتصل على صديق ليرافقك على فنجان قهوة وقد تمسك بورقة وقلم وتفرغ مشاعرك.مهما كان نوع الفعل الذي وقع عليه اختيارك لا تحكم عليه من بساطته أو حجمه أو المدة الزمنية التي قضيتها في ممارسته، المهم هو قرارك الشجاع بكسر حلقة الاستسلام للركود مهما بدا ساذجا أو عفويا.كن على يقين أنه إنجاز عظيم يعيد تدفق أكسجين الحياة لروحك ويجدد في خلاياك الشعور بأنك بطل يحق لك أخذ استراحة محارب لكن الميدان لا يحلو إلا بجولاتك وصولاتك الناجحة أو المتعثرة التي بها ما بها من دروس وحكم.. فابقَ على قيد القرارات الصغيرة الشجاعة التي تشعل فيك وقود الحياة كلما شعرت بالانطفاء!