السعودية تستعرض قوتها الدبلوماسية في القمة العربية الإسلامية في الرياض
الأربعاء / 11 / جمادى الأولى / 1446 هـ - 21:33 - الأربعاء 13 نوفمبر 2024 21:33
انطلقت قمة عربية إسلامية استثنائية في العاصمة السعودية الرياض يوم الاثنين، 11 نوفمبر 2024، لبحث أوجه التعاون بين الدول العربية والإسلامية، وخاصة كيفية وقف الحرب الإسرائيلية على غزة فورا وبشكل دائم، ومنع إسرائيل من شن الحرب على لبنان أيضا.حضر القمة رؤساء الدول والحكومات من أكثر من خمسين دولة عربية وإسلامية. ويستضيف القمة صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ويرأس جلساتها.قال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في كلمته الافتتاحية بالقمة 'نجدد رفضنا للإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني'.وشدد على ضرورة مواصلة الجهود لإقامة دولة فلسطينية مستقلة على أراضي عام 1967م وعاصمتها القدس الشرقية.كما أدان سموه الجهود الإسرائيلية لإلغاء وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، التي تتولى إرسال الغذاء والدواء إلى اللاجئين الفلسطينيين، خاصة المساعدات لغزة.وتعهد الأمير محمد بن سلمان بتقديم الدعم السعودي للبنان ضد أي تهديد خارجي لأمنه وسيادته.هذا التجمع الدبلوماسي البارز برعاية المملكة العربية السعودية هو شهادة على القوة والنفوذ اللذين تتمتع بهما المملكة في السياسة الدولية.وهو تأكيد على قيادة الأمير محمد بن سلمان كزعيم دولي.إنه تذكير بأن الدبلوماسيين السعوديين يعملون بلا كلل لخدمة مصالح المملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى تعزيز مصالح جميع الدول العربية والإسلامية.ويستحق وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان آل سعود الثناء على الجهد الذي بذله هو ومعاونوه لعقد هذه القمة.استضافت السعودية قمة عربية إسلامية قبل عام بالضبط. وتعد القمة الثانية في الرياض أفضل منتدى لإعلان الشرعية الدولية لإقامة دولة فلسطينية.العالم بأسره يعلم الآن أن المملكة العربية السعودية هي المحرك والدافع لحقوق الشعب الفلسطيني لنيل استقلاله وحريته ودولته.السعودية في القمة الثانية في الرياض هي المثال الأكثر إبهارا بين دول العالم حول كيفية بناء التضامن الإسلامي والعربي.في القمة، كان الرد من القيادة الفلسطينية سريعا وواضحا.دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس الدول العربية والإسلامية إلى إظهار أعلى درجات التضامن مع الشعب الفلسطيني.كما تُعد القمة مكانا للدول العربية والإسلامية لتجديد دعمها وتقديم المساعدات للشعب الفلسطيني.القمة تخدم أهداف الدبلوماسية الشعبية، لأنها ستشجع الكثير من المواطنين حول العالم على مساعدة الفلسطينيين والمطالبة بإنهاء الحرب في غزة ولبنان.إنها حملة رسمية لوقف إسرائيل عن قتل الشعبين الفلسطيني واللبناني، وتضع ضغطا على إسرائيل، وتُحفِّز الرأي العام العالمي لدعم الشعب الفلسطيني وجذب انتباه العالم إلى جرائم إسرائيل في غزة ولبنان، وتسعى إلى منع حدوث أزمة إقليمية أوسع وإحباط أي حرب محتملة من الوقوع، وتدعو إلى السلام والمبادئ النبيلة المتمثلة في الاحترام بين الأمم وتجنب النزاع.تشمل الموضوعات الرئيسية في جدول الأعمال متابعة تطورات الوضع الإقليمي حول غزة ولبنان.تركز على السيناريو الحالي على الأرض في هاتين المنطقتين، حيث يُقتل العديد من الأبرياء الفلسطينيين واللبنانيين جراء غارات إسرائيل على منازلهم.وتعمل على تعزيز محاولات التوصل إلى تسوية شاملة في غزة ولبنان.ومن المؤكد أن القمة ستطلق العديد من المبادرات الإنسانية لإنقاذ غزة وشعبها ولبنان وشعبه أيضا.يناقش المشاركون أيضا تعبئة المزيد من الدعم الدولي لتعافي غزة بعد النزاع وخلق الظروف لعودة اللاجئين من غزة ولبنان الذين شُردوا بسبب أعمال العدوان الإسرائيلي.من خلال سلسلة قمم الرياض، تضمن المملكة العربية السعودية حقوق الشعبين الفلسطيني واللبناني.العالم بأسره يعرف كيف أن السعودية تلعب دورا فعالا لدعم غزة ولبنان.لقد فشلت الولايات المتحدة في عهد الرئيس جو بايدن في إنهاء الحروب في غزة ولبنان.وقفت إلى جانب إسرائيل على حساب مطالب مئات الملايين من العرب والمسلمين.الآن تدخل السياسة الأمريكية مرحلة جديدة من الانتقال السياسي مع انتخاب رئيس أمريكي جديد في شخص دونالد ترامب.من الخطأ الاعتقاد بأن القمة تخاطبه.بل إن الرئيس المنتخب دونالد ترامب هو من يجب أن يستمع إلى الأصوات الجادة للقادة المشاركين في الرياض ليحترم الحقيقة التي تأتي من تصريحات قادة الدول العربية والإسلامية.ترامب هو من سيخسر إذا لم ينهي الحرب في غزة ولبنان.بايدن وكامالا هاريس خسرا لأن الشعب الأمريكي رفض تأييدهما لجرائم إسرائيل في غزة ولبنان.المملكة العربية السعودية لا تسعى للألقاب أو الأمجاد، إنها تسعى لحماية أرواح الشعوب في العالم بما في ذلك أرواح العرب والمسلمين.قمة الرياض هي إعلان عالمي لحقوق الشعبين الفلسطيني واللبناني في أن يعيشوا بسلام وأن لا يُعتدى عليهم من قبل إسرائيل.يجب على العالم بأسره أن يستمع إلى ما يُقال في القمة الثانية بالرياض.أخيرا، تعمل السعودية على وقف الحروب في الشرق الأوسط وجعل هذه المنطقة الهامة من العالم آمنة للعالم مرة أخرى.mr_alshammeri@