الخجل من عبارة "لا تأكل كثيرا"
الأربعاء / 4 / جمادى الأولى / 1446 هـ - 01:49 - الأربعاء 6 نوفمبر 2024 01:49
يقول أحد الآباء في رسالته: لاحظت في ابني أنه يتناول الأكل بشكل مسرف وأكثر عن حاجته وطوال اليوم على الأجهزة والألعاب الالكترونية ودون أي حركة، وللأسف بدأت بوادر زيادة الوزن تظهر عليه، لدرجة أن مقاسات ملابسه تغيرت رغم عدم تجاوزه سن الثالثة عشرة، وبصراحة أنا ووالدته نخجل أن نقول له 'لا تأكل كثيرا'، فماذا نفعل معه يا دكتور؟ حتى لا نواجه مشكلة مع صحته لاحقا.
في الواقع قد يرى البعض أن عبارة 'لا تأكل كثيرا' قد تكون غير مناسبة من الجانب النفسي وتجريح لمشاعر الطفل، ولكن طالما الأمر مرتبط بوزنه وسلامة صحته فالوضع يحتاج إلى تصحيح نمط حياته، وهذه المشكلة لا تقتصر على فئة محددة من الأطفال بل تشمل مختلف الشرائح العمرية من جيل اليوم الذين أهملوا نمط الحياة الصحية واتجهوا إلى نظام غير صحي.
والإجابة عن سؤال الوالد العزيز تقتصر على ثلاثة جوانب مهمة وهي: الأول كيفية وقف زحف زيادة الوزن عن الأبناء، والثاني أسباب زيادة وزن الأطفال، والثالث نوعية الأضرار والمضاعفات المترتبة على زيادة الوزن والبدانة، ففي الجانب الأول نجد أن الهدف من المشكلة هو إبطاء عملية زيادة الكيلوجرامات الزائدة التي يكتسبها الطفل مع مراعاة اتباع نظام صحي يعزز النمو لديه، وهذا الأمر بالطبع يتحقق من خلال غرس وتكريس القيم الصحية في الأطفال، وخصوصا اليافعين والمراهقين، وتعليمهم الخيارات الصحية والإيجابية نحو الأطعمة التي يتناولونها، على أن لا يقتصر الأمر على الأطفال فقط بل يجب تبني أنماط الأكل الصحي للعائلة كلها من خلال مجموعة متنوعة من الأطعمة الصحية الخالية من الدهون والسعرات الحرارية العالية، حتى لا يشعر الأطفال بالاختلاف عن أفراد أسرته في نوعية الطعام الذي يتناولونه، وبجانب ذلك ممارسة الأنشطة الرياضية على أن تكون جماعية برفقة جميع أفراد العائلة للحفاظ على الصحة والوزن، فقيام الأسرة بنشاط بدني معا يساعد الأطفال ويحمسهم للتحرك مثل المشي لمدة نصف ساعة أو أكثر يوميا.
من المهم أيضا تحديد مواعيد ثابتة للنوم يساعد الأطفال على الوقاية من السمنة ومرض السكري النمط الثاني، فالأطفال الذين لا يحصلون على ساعات كافية من النوم معرضون أكثر لخطر زيادة الوزن غير الصحية، وبالإضافة إلى ذلك تقليل وقت جلوس الأطفال أمام الأجهزة الالكترونية، وتجنب استخدامها قبل النوم بساعات لتعزيز وتحسين جودة النوم.
أما الجانب الثاني فهو المرتبط بأسباب زيادة وزن الأطفال والمتمثل في استهلاك الأطعمة العالية بالدهون والسعرات وتحديدا الوجبات السريعة والأطعمة المقلية والمشروبات الغازية والعصائر السكرية المعلبة والحلويات، وغياب النشاط الرياضي، فعدم ممارسة الرياضة وتناول الأطعمة غير الصحية والجلوس على الأجهزة لساعات متواصلة يساعد على اكتساب المزيد من الكيلوجرامات، كما يلعب العامل الوراثي دورا مهما في زيادة الوزن، فقد تكون السمنة متوارثة في الأسرة، فإذا كان الطفل ينحدر من عائلة تعاني من زيادة الوزن، فمن المرجح أن يزداد وزنه إذا لم يتبع النمط الصحي.
والأمر الثالث فهو المرتبط بالمضاعفات المترتبة على السمنة، والتي يمكن حصرها في التعرض لمقدمات السكري ومقاومة الإنسولين، فالسمنة ونمط الحياة الخامل يرفعان مخاطر الإصابة بالنوع الثاني من داء السكري عند الأطفال، ويرافق ذلك ارتفاع نسبة الكوليسترول وضغط الدم، وبجانب ذلك يتعرض المصاب بالوزن الزائد إلى آلام المفاصل: وحدوث الضغط الزائد على الفخذين والركبتين، وأيضا نجد انتشار مشاكل التنفس ومنها صعوبة التنفس عند الصعود والنزول أو الجري الخفيف وانقطاع التنفس الانسدادي النومي، وفيه يتوقف تنفس الطفل بشكل متكرر أثناء النوم، وأخيرا تكون هذه الفئة أكثر عرضة للتنمر من الآخرين من أقرانهم أو طلبة المدارس، وقد يتسبب ذلك في فقدان احترام الطفل لذاته.
الخلاصة: تصحيح نمط الحياة الصحي لا يتوقف على الأطفال البدناء فقط، بل يشمل كل أفراد الأسرة، فذلك يساعد على تجنب كل العوامل التي تمهد لزيادة الوزن والبدانة والسمنة المفرطة، ويعزز منظومة التغذية الصحية وممارسة النشاط الرياضي، ويكرس السلوكيات والمفاهيم الصحية التي تضمن الرفاهية وجودة الحياة للجميع.
في الواقع قد يرى البعض أن عبارة 'لا تأكل كثيرا' قد تكون غير مناسبة من الجانب النفسي وتجريح لمشاعر الطفل، ولكن طالما الأمر مرتبط بوزنه وسلامة صحته فالوضع يحتاج إلى تصحيح نمط حياته، وهذه المشكلة لا تقتصر على فئة محددة من الأطفال بل تشمل مختلف الشرائح العمرية من جيل اليوم الذين أهملوا نمط الحياة الصحية واتجهوا إلى نظام غير صحي.
والإجابة عن سؤال الوالد العزيز تقتصر على ثلاثة جوانب مهمة وهي: الأول كيفية وقف زحف زيادة الوزن عن الأبناء، والثاني أسباب زيادة وزن الأطفال، والثالث نوعية الأضرار والمضاعفات المترتبة على زيادة الوزن والبدانة، ففي الجانب الأول نجد أن الهدف من المشكلة هو إبطاء عملية زيادة الكيلوجرامات الزائدة التي يكتسبها الطفل مع مراعاة اتباع نظام صحي يعزز النمو لديه، وهذا الأمر بالطبع يتحقق من خلال غرس وتكريس القيم الصحية في الأطفال، وخصوصا اليافعين والمراهقين، وتعليمهم الخيارات الصحية والإيجابية نحو الأطعمة التي يتناولونها، على أن لا يقتصر الأمر على الأطفال فقط بل يجب تبني أنماط الأكل الصحي للعائلة كلها من خلال مجموعة متنوعة من الأطعمة الصحية الخالية من الدهون والسعرات الحرارية العالية، حتى لا يشعر الأطفال بالاختلاف عن أفراد أسرته في نوعية الطعام الذي يتناولونه، وبجانب ذلك ممارسة الأنشطة الرياضية على أن تكون جماعية برفقة جميع أفراد العائلة للحفاظ على الصحة والوزن، فقيام الأسرة بنشاط بدني معا يساعد الأطفال ويحمسهم للتحرك مثل المشي لمدة نصف ساعة أو أكثر يوميا.
من المهم أيضا تحديد مواعيد ثابتة للنوم يساعد الأطفال على الوقاية من السمنة ومرض السكري النمط الثاني، فالأطفال الذين لا يحصلون على ساعات كافية من النوم معرضون أكثر لخطر زيادة الوزن غير الصحية، وبالإضافة إلى ذلك تقليل وقت جلوس الأطفال أمام الأجهزة الالكترونية، وتجنب استخدامها قبل النوم بساعات لتعزيز وتحسين جودة النوم.
أما الجانب الثاني فهو المرتبط بأسباب زيادة وزن الأطفال والمتمثل في استهلاك الأطعمة العالية بالدهون والسعرات وتحديدا الوجبات السريعة والأطعمة المقلية والمشروبات الغازية والعصائر السكرية المعلبة والحلويات، وغياب النشاط الرياضي، فعدم ممارسة الرياضة وتناول الأطعمة غير الصحية والجلوس على الأجهزة لساعات متواصلة يساعد على اكتساب المزيد من الكيلوجرامات، كما يلعب العامل الوراثي دورا مهما في زيادة الوزن، فقد تكون السمنة متوارثة في الأسرة، فإذا كان الطفل ينحدر من عائلة تعاني من زيادة الوزن، فمن المرجح أن يزداد وزنه إذا لم يتبع النمط الصحي.
والأمر الثالث فهو المرتبط بالمضاعفات المترتبة على السمنة، والتي يمكن حصرها في التعرض لمقدمات السكري ومقاومة الإنسولين، فالسمنة ونمط الحياة الخامل يرفعان مخاطر الإصابة بالنوع الثاني من داء السكري عند الأطفال، ويرافق ذلك ارتفاع نسبة الكوليسترول وضغط الدم، وبجانب ذلك يتعرض المصاب بالوزن الزائد إلى آلام المفاصل: وحدوث الضغط الزائد على الفخذين والركبتين، وأيضا نجد انتشار مشاكل التنفس ومنها صعوبة التنفس عند الصعود والنزول أو الجري الخفيف وانقطاع التنفس الانسدادي النومي، وفيه يتوقف تنفس الطفل بشكل متكرر أثناء النوم، وأخيرا تكون هذه الفئة أكثر عرضة للتنمر من الآخرين من أقرانهم أو طلبة المدارس، وقد يتسبب ذلك في فقدان احترام الطفل لذاته.
الخلاصة: تصحيح نمط الحياة الصحي لا يتوقف على الأطفال البدناء فقط، بل يشمل كل أفراد الأسرة، فذلك يساعد على تجنب كل العوامل التي تمهد لزيادة الوزن والبدانة والسمنة المفرطة، ويعزز منظومة التغذية الصحية وممارسة النشاط الرياضي، ويكرس السلوكيات والمفاهيم الصحية التي تضمن الرفاهية وجودة الحياة للجميع.