خاص للرجال فقط
الأربعاء / 4 / جمادى الأولى / 1446 هـ - 01:10 - الأربعاء 6 نوفمبر 2024 01:10
'إلى كل من يريد الزواج.. يؤسفني أن أخبرك بالمعلومات التالية: لقد انتهت صلاحية النساء للزواج مع نهاية جيل السبعينات، فجيل اليوم صالحات للعمل والدراسة والمكاتب.. نعم، كما سمعت، فلقد حصل تغيير كبير على مستوى المفاهيم والقيم، ولم تعد الأغلبية صالحة لدور السكن بفعل التكوين الجديد المتأثر بالمناهج التعليمية والمدارس، حتى نشأت لدى الفتاة عقدة من الزواج، وأصبح البيت بالنسبة إليها مكانا للنوم فقط'. يقال أيضا 'كانت المرأة تتلقى برنامج حياة متكاملا من أمها وجدتها، ويتم نقل ذلك الموروث المعرفي والحضاري، الذي يحوي كل ما تحتاج إليه من مهام ومعارف من خلال الاحتكاك اليومي ليتم صقلها لمهمة إدارة الأسرة، فتأتيك وكأنها حرفي متمرس، زوجة صالحة للدور الذي خلقت له، منشغلة به، مهيأة له، مستعدة له نفسيا وبدنيا وفكريا. أما جيل التسعينات فما فوق، فقد هيأ المرأة لتكون سكرتيرة ومهندسة وطبيبة، لذلك أصبحت تحتاج إلى ثلاث نساء ليساعدنها في مهمة إدارة البيت: طباخة، وعاملة نظافة، ومربية، وفوق ذلك لم تعد لديها الطاقة النفسية لهذه المهنة التي تشبعت باحتقارها، فقد تربت على أنها ليست دجاجة لتبيض! ولن تقبل بكل سهولة بعد سنوات الدراسة والتعب أن يأتي العريس ليقول: مكانك البيت'.
والله وبالله وتالله هذا ليس كلامي، بل كلام أحد المتنطعين في مواقع التواصل الاجتماعي.. كلام ناتج عن فكر يتعاطى مع الزواج على أنه عقد عمل أو صفقة تجارية.. وأن صك الزواج هو صك للسخرة والتحكم في 'القوارير'، دون إدراك أنها مسؤولية عظيمة تقتضي توفير الرعاية والدعم والحماية، وليس فرض السيطرة. فكر قديم يخلط بين أدوار المرأة التقليدية وتطورها الطبيعي، ويصور التضاد بين العمل والأسرة بشكل مستقبح.. بينما الواقع يشير إلى العكس؛ لأن تطور المرأة واندماجها في المجالات المهنية أفرزا الاستقلال والوعي، ومكنا من إدارة المسؤوليات الأسرية بشكل أكثر فاعلية. تخيلوا أن تتزوج الفتاة لمجرد الإعالة.. أو لتخدم كما كان في الماضي.. هل يمكن لهذا أن يوفر الاستقرار والسعادة بين الشريكين في هذا العصر؟ ثم، ماذا سيكون مصير الزوجة التي ترى في زوجها مصدر قيد وليس مصدر أمان؟ وكيف يمكنها أن توازن بين طموحها الشخصي ومسؤولياتها الأسرية في ظل علاقة يسودها مفهوم التحكم والسيطرة؟
ولأكمل لكم ما كتب.. فقد اقترح حلا للمشكلة باتباع الخطوات التالية: بداية لا بد من العثور على زوجة قابلة للإصلاح، شرط أن يكون الزوج قادرا على إصلاحها عبر فهمه لمنظومة القوامة. ويشير إلى أن المتطلبات الأساسية في المرأة المطلوبة للزواج، أقصد للإصلاح، تشمل ما يلي: صغر السن.. فالأصغر سنا أكثر قابلية للتغيير. بعدها توفر قوامة الأب، فتربية الفتاة في أسرة بها أب قوام تساعد على تحقيق المقصد... ثالثا: من الأفضل أن تكون فتاة بلا طموحات أو أحلام لأن صاحبة الحلم برمجت نفسها على تحقيقه، لذلك سوف تناضل بكل قوتها.. أيضا من المتطلبات اختيار غير الموظفة وهذا شرط أساسي، فإن المرأة المستغنية عن الزوج لن تتحمل منه التقويم.. وأخيرا التواضع، فالمتكبرة بأسرتها أو مالها أو جمالها يصعب توجيهها. ينصح الرجل بعدها وضع أهداف وخطوات، والبدء بالموعظة الحسنة والتقويم اللين والاستمرار ليرى الثمرة بعد سنتين إلى خمس سنوات'.
إن مهزلة التحدث عن 'انتهاء صلاحية النساء للزواج' تعكس فهما ضيقا وقاصرا لأقدس رابطة إنسانية على وجه الأرض؛ لأن اختزال دور المرأة في إنجاز مهام معينة يكرس لمفهوم أن المرأة كائن قاصر ومجرد من الخيارات.. بينما التطورات الاجتماعية والتعليمية التي حدثت في العقود الأخيرة قدّمت للمرأة إمكانيات لم تكن متاحة، ووفرت فرصا تتجاوز المفاهيم الضيقة، ليصبح الزواج مقصدا غير وحيد للتعبير عن مكانة المرأة.
ولتجاوز القصور الفكري عند البعض يجب أن نعيد تعريف العلاقة الزوجية كرابطة إنسانية مقدسة قائمة على الحب والاحترام المتبادل.. فجيل اليوم يمارس تحولا في المفاهيم التقليدية، حيث يتشارك الأزواج الأعباء والمسؤوليات بشكل متساوٍ.. مثل التناوب في رعاية الأطفال، والتعاون في تحضير الوجبات كالطهي معا أو جدولة مهام مشتركة للتسوق، وقضاء وقت سويا دون أطفال.. لتصبح هذه الأنشطة واقعا يعبر عن التغير في المفاهيم المجتمعية بشكل يوازن العلاقة بين الزوجين.
إن المشاركة واحترام كيان المرأة لا ينقصان من رجولة الرجل شيئا، فقد أدارت المرأة الأسر منذ الأزل، وكانت دوما قادرة على سد الفجوات التي قد تنشأ نتيجة تعنت وقصور الرجل. هناك زوجات تحملن أعباء الأب والأم في آن واحد.. لأن الزوج متسلط وغير متفهم، أو أنه مهمل، أو بخيل وغير مسؤول، وربما خائن.. وهناك في المقابل أزواج يتحلون بالصبر والمرونة أمام الزوجة العنيدة والعصبية والباردة.. في سبيل إنجاح العلاقة.
إن تساءلنا عن 'صلاحية المرأة للزواج' لا بد أيضا أن نتساءل عن 'صلاحية الرجل للزواج'.. فلم يعد جيبه الذي يعيبه فقط.. بل أشياء وأشياء أخرى.. وإن لم يفرق بعض ذكور اليوم 'المنتفخين' بين الزواج وعقد العمل.. سيصبحون كارثة على أنفسهم.. وسيضيعون ذريتهم بالتنقل بين امرأة وأخرى.. ويكونون عارا على جنس الرجال.. وبدلا من تكرار العبارات القديمة التي تحدد من هو 'الأنسب' للزواج، وفق متطلبات مستحيلة.. علينا أن نعيد تشكيل مفهوم الزواج على أنه شراكة متكافئة بين طرفين، وليس وسيلة لتلبية احتياجات طرف واحد يستعرض عضلاته على الطرف الآخر.
والله وبالله وتالله هذا ليس كلامي، بل كلام أحد المتنطعين في مواقع التواصل الاجتماعي.. كلام ناتج عن فكر يتعاطى مع الزواج على أنه عقد عمل أو صفقة تجارية.. وأن صك الزواج هو صك للسخرة والتحكم في 'القوارير'، دون إدراك أنها مسؤولية عظيمة تقتضي توفير الرعاية والدعم والحماية، وليس فرض السيطرة. فكر قديم يخلط بين أدوار المرأة التقليدية وتطورها الطبيعي، ويصور التضاد بين العمل والأسرة بشكل مستقبح.. بينما الواقع يشير إلى العكس؛ لأن تطور المرأة واندماجها في المجالات المهنية أفرزا الاستقلال والوعي، ومكنا من إدارة المسؤوليات الأسرية بشكل أكثر فاعلية. تخيلوا أن تتزوج الفتاة لمجرد الإعالة.. أو لتخدم كما كان في الماضي.. هل يمكن لهذا أن يوفر الاستقرار والسعادة بين الشريكين في هذا العصر؟ ثم، ماذا سيكون مصير الزوجة التي ترى في زوجها مصدر قيد وليس مصدر أمان؟ وكيف يمكنها أن توازن بين طموحها الشخصي ومسؤولياتها الأسرية في ظل علاقة يسودها مفهوم التحكم والسيطرة؟
ولأكمل لكم ما كتب.. فقد اقترح حلا للمشكلة باتباع الخطوات التالية: بداية لا بد من العثور على زوجة قابلة للإصلاح، شرط أن يكون الزوج قادرا على إصلاحها عبر فهمه لمنظومة القوامة. ويشير إلى أن المتطلبات الأساسية في المرأة المطلوبة للزواج، أقصد للإصلاح، تشمل ما يلي: صغر السن.. فالأصغر سنا أكثر قابلية للتغيير. بعدها توفر قوامة الأب، فتربية الفتاة في أسرة بها أب قوام تساعد على تحقيق المقصد... ثالثا: من الأفضل أن تكون فتاة بلا طموحات أو أحلام لأن صاحبة الحلم برمجت نفسها على تحقيقه، لذلك سوف تناضل بكل قوتها.. أيضا من المتطلبات اختيار غير الموظفة وهذا شرط أساسي، فإن المرأة المستغنية عن الزوج لن تتحمل منه التقويم.. وأخيرا التواضع، فالمتكبرة بأسرتها أو مالها أو جمالها يصعب توجيهها. ينصح الرجل بعدها وضع أهداف وخطوات، والبدء بالموعظة الحسنة والتقويم اللين والاستمرار ليرى الثمرة بعد سنتين إلى خمس سنوات'.
إن مهزلة التحدث عن 'انتهاء صلاحية النساء للزواج' تعكس فهما ضيقا وقاصرا لأقدس رابطة إنسانية على وجه الأرض؛ لأن اختزال دور المرأة في إنجاز مهام معينة يكرس لمفهوم أن المرأة كائن قاصر ومجرد من الخيارات.. بينما التطورات الاجتماعية والتعليمية التي حدثت في العقود الأخيرة قدّمت للمرأة إمكانيات لم تكن متاحة، ووفرت فرصا تتجاوز المفاهيم الضيقة، ليصبح الزواج مقصدا غير وحيد للتعبير عن مكانة المرأة.
ولتجاوز القصور الفكري عند البعض يجب أن نعيد تعريف العلاقة الزوجية كرابطة إنسانية مقدسة قائمة على الحب والاحترام المتبادل.. فجيل اليوم يمارس تحولا في المفاهيم التقليدية، حيث يتشارك الأزواج الأعباء والمسؤوليات بشكل متساوٍ.. مثل التناوب في رعاية الأطفال، والتعاون في تحضير الوجبات كالطهي معا أو جدولة مهام مشتركة للتسوق، وقضاء وقت سويا دون أطفال.. لتصبح هذه الأنشطة واقعا يعبر عن التغير في المفاهيم المجتمعية بشكل يوازن العلاقة بين الزوجين.
إن المشاركة واحترام كيان المرأة لا ينقصان من رجولة الرجل شيئا، فقد أدارت المرأة الأسر منذ الأزل، وكانت دوما قادرة على سد الفجوات التي قد تنشأ نتيجة تعنت وقصور الرجل. هناك زوجات تحملن أعباء الأب والأم في آن واحد.. لأن الزوج متسلط وغير متفهم، أو أنه مهمل، أو بخيل وغير مسؤول، وربما خائن.. وهناك في المقابل أزواج يتحلون بالصبر والمرونة أمام الزوجة العنيدة والعصبية والباردة.. في سبيل إنجاح العلاقة.
إن تساءلنا عن 'صلاحية المرأة للزواج' لا بد أيضا أن نتساءل عن 'صلاحية الرجل للزواج'.. فلم يعد جيبه الذي يعيبه فقط.. بل أشياء وأشياء أخرى.. وإن لم يفرق بعض ذكور اليوم 'المنتفخين' بين الزواج وعقد العمل.. سيصبحون كارثة على أنفسهم.. وسيضيعون ذريتهم بالتنقل بين امرأة وأخرى.. ويكونون عارا على جنس الرجال.. وبدلا من تكرار العبارات القديمة التي تحدد من هو 'الأنسب' للزواج، وفق متطلبات مستحيلة.. علينا أن نعيد تشكيل مفهوم الزواج على أنه شراكة متكافئة بين طرفين، وليس وسيلة لتلبية احتياجات طرف واحد يستعرض عضلاته على الطرف الآخر.