الرأي

وصولية المهنة!

مرفت عبدالجبار
في شتى المجالات المهنية دائما ما تكون هناك غايات يسعى العاملون في الميدان لتحقيقها، أسماها بطبيعة الحال ما كانت تخدم هدفا نبيلا، كالرقي بالمنشأة وتطوير أفرادها، أو السعي لتحقيق رقم تنافسي مع جهات أخرى تخدم المجتمع، تتنوع الأهداف السامية وصولا للمقاصد الحميدة، والعكس صحيح تماما.فمن أسوأ صور الهبوط بالجهات وجهود الأفراد تلك السمة الأنانية والوصولية التي يتحلى بها من تقلد منصبا، أو كانت له سلطة من أي نوع على الآخرين، باستغلاله نفوذه وسلطته في ذلك 'المنصب' على مبدأ 'الغاية تبرر الوسيلة'، حتى وإن قاده ذلك للتخلي عن مبادئه وقناعاته، بل ثوابته أحيانا - إن كانت مرعية -، خدمة لهدف ذاتي كالهيمنة، والتفرد بالرأي، واحتقار إبداع وبصمات الآخرين، أو نسبتها للنفس دون الإشارة لجهودهم بأي شكل من الأشكال. أو التزلف والمدح في الموطن الذي يُنتظر فيه النصح والنقد والتقويم بهدف أن يرضي مسؤولا أكبر أو أن يحظى بمكانة أرفع.أو تفضيل موظف على آخر بسبب القرابة، أو الصداقة أو لتقديم خدمات خارج العمل.تتعدد صور استغلال المنصب والفساد واحد!أما غيرهم ممن يشترك معهم في سوء استغلال المنصب ولكن على المستوى الفردي، فممن المؤسف على سبيل المثال، أن ترى صحفيا يركل مهنيته لدوافع شخصية فيبخس مظلوما ويعين ظالما!  أو معلما يستغل سطوته على طلابه لينشر لهم مقاطع تزعج أسرهم أوقد تؤذيهم مستقبلا لكسب المشاهدات وصناعة المحتوى! أو كاتبا يتخذ من منبره وسيلة لتسميم عقول الشباب تجاه الدين والثوابت باسم الثقافة!وغيرها من الصور والمظاهر الكبيرة منها والصغيرة، التي ينبغي أن يقف أمامها يقظة ما تبقى من ضمير فردي أو جمعي فيتصدى بكل وسيلة، ومثلها المحاسبة الجلدة من كل مسؤول.

DrMerv11@