ليش الزعل؟
الاثنين / 2 / جمادى الأولى / 1446 هـ - 00:54 - الاثنين 4 نوفمبر 2024 00:54
والغارقون في بحر العتاب أتعبهم التجديف ضد التيار، فالحياة زادها السلاسة وداؤها النكد ودواؤها الفرح في كل وقت وحين، لذلك قد يصل الإنسان إلى عمر معين ثم يلتفت للخلف ويبتسم مخاطبا نفسه ويقول: ياه كم كنت مغيبا أو غبيا!
كيف لي أن أزعل من فريقي حين انهزم وأنا العاقل البالغ الذي يعرف أن لا انتصار دائم ولا هزيمة دائمة!
كيف لي أن أغضب ممن أسدى لي معروفا وحاربني في عملي ثم دارت الأيام وعوضني الله بالأجمل!
كيف لي أن أغضب من فوات رحلة ما إلى مكان ما في وقت ما ثم أكتشف أنني لو ذهبت في هذه الرحلة لكنت ممن داهمتهم إغلاقات كورونا ووقعت في ورطة الله بها عليم!
كيف لي أن أغضب من شخص اختار لنفسه أن يبتعد ثم اكتشفت أن في بعده خيرا كثيرا لي وله وللظروف التي تجمعنا وتفرقنا بحسب المصالح!
وهكذا هي مواقف الحياة، حين تنضج بنا الأيام سنكتشف أن بعض الأفكار هي حبسنا الحقيقي لكنه حبس وهمي نحطم قضبانه في لحظة وعي واحدة!
لحظة وعي بالتقبل، لحظة وعي بالسمو، لحظة وعي بالارتقاء الروحي والفكري والنفسي، حينها ستقول لنفسك: ليش الزعل؟ والله ما يسوى الزعل!
أقول قولي هذا وأنا في العقد الخامس من عمري، بعد أن خسرت الكثير من شعري وأصابني الصلع! وبعد أن غزت الشعرات البيضاء ما تبقى من شعر الرأس على جانبي طريق الجمجمة، هذا هو النضج المتأخر، نضجٌ لا تحصده إلا بضريبة التجارب، لذلك آثرت أن اقدمه لغيري وهم في عنفوان شبابهم مجانا لعل هناك من يقرأ ويعتبر، ودائما أقول لنفسي لماذا لم أتعمق في فهم عبارات من سبقوني؟ لماذا لم أركز حين قال لي العجوز الحكيم يوما ما (يا ولدي الحياة أبسط مما تظن وأقل تعقيدا مما تعتقد وأجمل مما تتوقع) لكنه لم يكمل هذه الحكمة وأغراني بالنتيجة! فلو أنه قال لي إني سأعيش براحة نفسية تامة إن طبقتها فلم أكن أتردد لحظة في ذلك!
وهذه ميزة الحكماء التي أراها أنا عيبا! فالحكيم يعطيك الإشارات لتأخذ القرار، والعيب فيك إن لم تفهم ذلك وتطبق!
ختاما، أقول لشباب السن والروح: ليش الزعل؟ ترى كل هذه الدنيا ما تسوى زعلك لحظة فابتسم.
كيف لي أن أزعل من فريقي حين انهزم وأنا العاقل البالغ الذي يعرف أن لا انتصار دائم ولا هزيمة دائمة!
كيف لي أن أغضب ممن أسدى لي معروفا وحاربني في عملي ثم دارت الأيام وعوضني الله بالأجمل!
كيف لي أن أغضب من فوات رحلة ما إلى مكان ما في وقت ما ثم أكتشف أنني لو ذهبت في هذه الرحلة لكنت ممن داهمتهم إغلاقات كورونا ووقعت في ورطة الله بها عليم!
كيف لي أن أغضب من شخص اختار لنفسه أن يبتعد ثم اكتشفت أن في بعده خيرا كثيرا لي وله وللظروف التي تجمعنا وتفرقنا بحسب المصالح!
وهكذا هي مواقف الحياة، حين تنضج بنا الأيام سنكتشف أن بعض الأفكار هي حبسنا الحقيقي لكنه حبس وهمي نحطم قضبانه في لحظة وعي واحدة!
لحظة وعي بالتقبل، لحظة وعي بالسمو، لحظة وعي بالارتقاء الروحي والفكري والنفسي، حينها ستقول لنفسك: ليش الزعل؟ والله ما يسوى الزعل!
أقول قولي هذا وأنا في العقد الخامس من عمري، بعد أن خسرت الكثير من شعري وأصابني الصلع! وبعد أن غزت الشعرات البيضاء ما تبقى من شعر الرأس على جانبي طريق الجمجمة، هذا هو النضج المتأخر، نضجٌ لا تحصده إلا بضريبة التجارب، لذلك آثرت أن اقدمه لغيري وهم في عنفوان شبابهم مجانا لعل هناك من يقرأ ويعتبر، ودائما أقول لنفسي لماذا لم أتعمق في فهم عبارات من سبقوني؟ لماذا لم أركز حين قال لي العجوز الحكيم يوما ما (يا ولدي الحياة أبسط مما تظن وأقل تعقيدا مما تعتقد وأجمل مما تتوقع) لكنه لم يكمل هذه الحكمة وأغراني بالنتيجة! فلو أنه قال لي إني سأعيش براحة نفسية تامة إن طبقتها فلم أكن أتردد لحظة في ذلك!
وهذه ميزة الحكماء التي أراها أنا عيبا! فالحكيم يعطيك الإشارات لتأخذ القرار، والعيب فيك إن لم تفهم ذلك وتطبق!
ختاما، أقول لشباب السن والروح: ليش الزعل؟ ترى كل هذه الدنيا ما تسوى زعلك لحظة فابتسم.