قطرة ماء.. رحلة من المحيط
الثلاثاء / 19 / ربيع الثاني / 1446 هـ - 12:05 - الثلاثاء 22 أكتوبر 2024 12:05
في قلب الصحراء، حيث الشمس تلهب الرمال وتتصاعد الأبخرة، تبرز الحاجة إلى الماء كأولوية قصوى.هنا، في بلادنا الغالية، تتجلى قدرة الإنسان على تحدي الطبيعة وتحويل العدم إلى وجود، ليروي ظمأ الأرض والإنسان من خلال تحلية مياه البحر.لكن هذه العملية رغم أهميتها تستهلك كميات هائلة من الطاقة، مما يجعلها مكلفة اقتصاديا وبيئيا.بفضل التقدم التكنولوجي، نشهد اليوم ثورة في كفاءة الطاقة المستخدمة في تحلية المياه.فقد أصبحت التقنيات الحديثة قادرة على تقليل استهلاك الطاقة بشكل كبير، مما يفتح آفاقا جديدة للحصول على مياه عذبة بتكلفة أقل وبأثر بيئي منخفض.من بين هذه التقنيات، تبرز تقنية التناضح العكسي كإحدى أكثر الطرق شيوعا لتحلية مياه البحر.وتعتمد هذه التقنية على دفع مياه البحر عبر أغشية شبه منفذة تفصل الأملاح عن الماء، مما ينتج عنه مياه عذبة نقية.ولتحسين كفاءة هذه العملية، تم تطوير أغشية ذات قدرة أكبر على فصل الأملاح مع تقليل استهلاك الطاقة.ولا يقتصر التطور على الأغشية فقط، بل يشمل أيضا استخدام أنظمة استرداد الطاقة، حيث يتم استغلال الطاقة المتولدة من عملية التحلية لتشغيل أجزاء أخرى من المحطة، مما يقلل من الحاجة إلى مصادر طاقة خارجية.وإلى جانب التناضح العكسي، توجد تقنيات أخرى واعدة مثل التحلية باستخدام الطاقة الشمسية، حيث يتم استخدام أشعة الشمس لتبخير مياه البحر ثم تكثيفها للحصول على مياه عذبة.هذه التقنية تعتبر مثالية للمناطق التي تتمتع بساعات ساطعة طويلة، وتساهم في تقليل الانبعاثات الكربونية والاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية.ولا تقتصر جهود تحسين كفاءة الطاقة على التقنيات فقط، بل تشمل أيضا التصميم الأمثل لمحطات التحلية، حيث يتم استخدام تقنيات المحاكاة الحاسوبية لتحسين تدفق المياه وتقليل فقد الطاقة.إن التقدم المستمر في مجال تحلية المياه يعكس التزام المملكة بتوفير مياه شرب نظيفة ومستدامة لجميع المواطنين والمقيمين.ومن خلال الاستثمار في البحث والتطوير وتبني أحدث التقنيات، نسعى إلى تحقيق أعلى مستويات الكفاءة في استخدام الطاقة، مما يساهم في الحفاظ على مواردنا الطبيعية وتحقيق التنمية المستدامة.HUSSAINBASSI@