نظرات في مسيرة معرض الرياض الدولي للكتاب
الاحد / 17 / ربيع الثاني / 1446 هـ - 02:23 - الاحد 20 أكتوبر 2024 02:23
يمثل معرض الرياض الدولي للكتاب واجهة ثقافية متميزة ضمن قطار المسيرة الحضارية للمملكة، ويشكل واحدة من أهم القوى الناعمة فيها؛ ومن هنا تبرز أهمية التقييم المستمر لواقع المعرض ومسيرته من قبل مرتاديه والمهتمين بالكتاب عموما فهم المعنيون بالمعرض، وفي المقابل على القائمين على المعرض تلمس هذه الملاحظات ودراستها ومعالجتها بما يحافظ على مستوى المعرض ويسهم في تطويره. ومن هذا المنطق تأتي هذه المحاولة لتقييم واقع المعرض ومسيرته بعد نهاية نسخته لهذا العام.
معرض الرياض الدولي للكتاب مر بعدة محطات وتغير موقعه عدة مرات، وكانت بداية الانطلاق من جامعة الملك سعود ثم تناوبت مع جامعة الإمام في استضافته لبعض السنوات، ثم انتقل المعرض بعد ذلك إلى مركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض لفترة طويلة شهد خلالها قفزات متتالية في عدد دور النشر والمكتبات ومراكز الأبحاث المشاركة فيه، وقد ساعد في ذلك تخصص المركز في استضافة المعارض. وقبل أربعة أعوام انتقل المعرض لفترة قصيرة إلى واجهة الرياض ثم عاد العام الماضي وهذا العام إلى رحاب جامعة الملك سعود من جديد.
وعند المقارنة بين الأماكن التي استضافت المعرض يأتي مركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض في المقدمة؛ وهو يتفوق على واجهة الرياض وجامعة الملك سعود ويتميز عليهما في أكثر من جانب، فالميزة الأولى تتمثل في تصميم المركز فهو معد لإقامة المؤتمرات والمعارض ومخصص لاستضافتها، فالزائر يستطيع أن يتعرف على أجزاء المركز وأماكن دور النشر والمكتبات بسهولة، والميزة الثانية للمركز تأتي في موقعه المناسب لمعظم أحياء مدينة الرياض، وكذلك للزوار الذين يأتون من مناطق المملكة المختلفة لموقعه بالنسبة لمطار الملك خالد الدولي، أما الميزة الثالثة فتتمثل في مواقف السيارات لما لها من أهمية حيث تتوفر في المركز، وهي جزء أساسي من تصميمه، كما تتوفر في الأماكن المحيطة به حيث الشوارع العديدة الفسيحة حوله، فالزائر يستطيع الحصول على موقف والذهاب للمركز من موقف سيارته والعودة إليها بسهولة.
أما واجهة الرياض فمما يلاحظ عليها بعدها وموقعها خارج المدينة على طريق المطار، فكان من نتائج ذلك تركز حركة المرور بالالتقاء من جميع أحياء المدينة على طريق واحد نحو المعرض، مما أدى إلى ازدحام السيارات بشكل لافت على طريق المطار حتى موقع المعرض، كذلك عدم انسيابية المرور في مداخل المواقف بسبب تنسيقها غير المناسب مما استدعى آنذاك إيجاد منظمين لدخول السيارات إلى المواقف وخروجها منها.
بالنسبة لموقع المعرض في جامعة الملك سعود ومكانه ففي رأيي أنه يحتل المرتبة الأخيرة من حيث الخصائص والمميزات مقارنة بموقعي المعرض السابقين، فمما يؤخذ على مكان المعرض في جامعة الملك سعود مواقف السيارات، فهذه المواقف هي مواقف كليات الجامعة البعيدة عن المعرض مما حتم على المنظمين الاستعانة بوسائل لنقل الزوار من المواقف إلى المعرض والعكس؛ وهذا بطبيعة الحال له انعكاساته السلبية على الزوار، وعلى تكلفة إقامة المعرض، وكان من نتائج هذا الوضع فقدان الزوار سهولة إيصال الكتب إلى سياراتهم عند الحاجة والعودة للمعرض كما كان الحال في مركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض. ولم يكن وصول الزوار للمواقف في البداية سهلا لتعددها، وتباعدها عن بعضها بعضا، وبعدها عن المعرض. وزاد من مشاكل المواقف أنها أصلا مواقف مخصصة لمنسوبي الجامعة والطلاب، الوضع الذي زاد في درجة الازدحام فيها خاصة في الصباح، هذا بالإضافة إلى الازدحام على الشارع الموصل للمعرض، فهو دوار الجامعة الذي صمم في الأساس لخدمة الجامعة ولم يصمم لخدمة مناسبات كبرى تتركز في مكان واحد مثل معرض الرياض الدولي للكتاب، والازدحام على هذا الطريق لم يقتصر تأثيره على زوار المعرض فحسب بل أثر على حركة منسوبي الجامعة والطلاب. أما ما يلاحظ على مبنى المعرض فهو تداخل أجزائه، فالزائر عند دخوله للمعرض مع أي بوابه يجد نفسه مع التجوال تائها ولا يستطيع تحديد موقعه في المعرض، ولا البوابة التي دخل منها بسهولة، بالإضافة إلى صعوبة الوصول لأي دار نشر حتى بعد معرفة رقم موقعها وذلك لطبيعة تصميم المبنى.
وقد استجدت على المعرض في نسخته لهذا العام العديد من الملاحظات التنظيمية التي ينبغي الإشارة إليها، ومن أهمها تأخير بداية المعرض إلى الساعة الحادية عشرة صباحا؛ وهو الوضع الذي لا يمكن تبريره على الإطلاق، فما أن يبدأ الزوار في الدخول إلا ويؤذن لصلاة الظهر بعد أقل من ساعة من الدخول، وبعد ذلك يأتي وقت الغداء وهنا ينقضي أول النهار دون أن يحقق الزوار أهدافهم، علما أن كثيرا من الزوار يأتون للمعرض لمدة يوم واحد لظروف أعمالهم، خاصة أولئك الذين يأتون من خارج الرياض، ولهذا فإن إعادة توقيت بداية المعرض إلى الساعة العاشرة صباحا كما كان في السابق ضرورة، مع أن الساعة التاسعة كبداية للمعرض هي الأفضل والأجدى. أيضا استجد في المعرض هذا العام مطالبة كل زائر بتنزيل أحد التطبيقات على الجوال، وهذا قد أربك الكثير من الزوار؛ فمن الخطأ الاعتقاد بأن جميع الزوار يتعاملون مع هذه التقنيات وخاصة أن التطبيق يتطلب وجود بريد الكتروني وليس كل زائر لديه بريد الكتروني، وهذا ما اضطر العديد من الزوار إلى طلب المساعدة من الموظفين وشكل ازدحاما حولهم، ما وضع الموظفين في مواقف محرجة.
من الملاحظات أيضا غياب خريطة مواقع دور النشر والمكتبات داخل المعرض التي كانت توزع في السابق، حيث استعيض عنها بمواقع محدودة عليها الباركود الذي كان متعطلا، وكان بالإمكان وضع لوحات كبيرة عليها خريطة المعرض الداخلية في كل مدخل من مداخل المعرض الأربعة إذا لم يكن بالإمكان توزيع الخريطة.
ومما تجدر الإشارة إليه في هذا السياق أن معرض الرياض الدولي للكتاب كان يقام في فصل الربيع حتى عام 2021 حيث تم تغيير موعده إلى فصل الخريف وتحديدا في نهاية سبتمبر وبداية أكتوبر؛ وهذا التغيير أدى إقامة المعرض ودرجة الحرارة في مدينة الرياض ما زالت مرتفعة، فدرجة الحرارة لا تنخفض في فصل الخريف بمجرد انتهاء فصل الصيف بل يستمر ارتفاعها حتى أواخر شهر أكتوبر، وهذا على العكس من فصل الربيع، حيث تعتدل درجة الحرارة من برودة الشتاء مع نهاية شهر مارس، ولذا يفضل عودة موعد المعرض إلى فصل الربيع كما كان سابقا لأنه الأنسب، أو أن يكون في بداية شهر نوفمبر إذا استدعت الظروف أن تبقى إقامته في فصل الخريف.
أخيرا، أعتقد بضرورة دراسة واقع المعرض دراسة متأنية من قبل المعنيين بعد هذه الفترة الطويلة منذ بدايته، ومراجعة مسيرته، والنظر في إعادة مكانه إلى مركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض فهو المكان المخصص للعرض سواء لمعرض الرياض الدولي للكتاب أو غيره من المعارض. وحتى يبقى المعرض في تطور مستمر فذلك يحتم معرفة آراء الزوار فهم المستفيدون من المعرض وهم المعنيون بإقامته أولا وأخيرا، ومعرفة آراء أصحاب دور النشر والمكتبات المشاركين في غاية الأهمية، وهذه الإجراءات ضرورية للحفاظ على مستوى المعرض وتطويره، ويمكن تحقيقها من خلال وضع استبيانين لعينات مختارة من الزوار وأصحاب دور النشر والمكتبات.
معرض الرياض الدولي للكتاب مر بعدة محطات وتغير موقعه عدة مرات، وكانت بداية الانطلاق من جامعة الملك سعود ثم تناوبت مع جامعة الإمام في استضافته لبعض السنوات، ثم انتقل المعرض بعد ذلك إلى مركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض لفترة طويلة شهد خلالها قفزات متتالية في عدد دور النشر والمكتبات ومراكز الأبحاث المشاركة فيه، وقد ساعد في ذلك تخصص المركز في استضافة المعارض. وقبل أربعة أعوام انتقل المعرض لفترة قصيرة إلى واجهة الرياض ثم عاد العام الماضي وهذا العام إلى رحاب جامعة الملك سعود من جديد.
وعند المقارنة بين الأماكن التي استضافت المعرض يأتي مركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض في المقدمة؛ وهو يتفوق على واجهة الرياض وجامعة الملك سعود ويتميز عليهما في أكثر من جانب، فالميزة الأولى تتمثل في تصميم المركز فهو معد لإقامة المؤتمرات والمعارض ومخصص لاستضافتها، فالزائر يستطيع أن يتعرف على أجزاء المركز وأماكن دور النشر والمكتبات بسهولة، والميزة الثانية للمركز تأتي في موقعه المناسب لمعظم أحياء مدينة الرياض، وكذلك للزوار الذين يأتون من مناطق المملكة المختلفة لموقعه بالنسبة لمطار الملك خالد الدولي، أما الميزة الثالثة فتتمثل في مواقف السيارات لما لها من أهمية حيث تتوفر في المركز، وهي جزء أساسي من تصميمه، كما تتوفر في الأماكن المحيطة به حيث الشوارع العديدة الفسيحة حوله، فالزائر يستطيع الحصول على موقف والذهاب للمركز من موقف سيارته والعودة إليها بسهولة.
أما واجهة الرياض فمما يلاحظ عليها بعدها وموقعها خارج المدينة على طريق المطار، فكان من نتائج ذلك تركز حركة المرور بالالتقاء من جميع أحياء المدينة على طريق واحد نحو المعرض، مما أدى إلى ازدحام السيارات بشكل لافت على طريق المطار حتى موقع المعرض، كذلك عدم انسيابية المرور في مداخل المواقف بسبب تنسيقها غير المناسب مما استدعى آنذاك إيجاد منظمين لدخول السيارات إلى المواقف وخروجها منها.
بالنسبة لموقع المعرض في جامعة الملك سعود ومكانه ففي رأيي أنه يحتل المرتبة الأخيرة من حيث الخصائص والمميزات مقارنة بموقعي المعرض السابقين، فمما يؤخذ على مكان المعرض في جامعة الملك سعود مواقف السيارات، فهذه المواقف هي مواقف كليات الجامعة البعيدة عن المعرض مما حتم على المنظمين الاستعانة بوسائل لنقل الزوار من المواقف إلى المعرض والعكس؛ وهذا بطبيعة الحال له انعكاساته السلبية على الزوار، وعلى تكلفة إقامة المعرض، وكان من نتائج هذا الوضع فقدان الزوار سهولة إيصال الكتب إلى سياراتهم عند الحاجة والعودة للمعرض كما كان الحال في مركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض. ولم يكن وصول الزوار للمواقف في البداية سهلا لتعددها، وتباعدها عن بعضها بعضا، وبعدها عن المعرض. وزاد من مشاكل المواقف أنها أصلا مواقف مخصصة لمنسوبي الجامعة والطلاب، الوضع الذي زاد في درجة الازدحام فيها خاصة في الصباح، هذا بالإضافة إلى الازدحام على الشارع الموصل للمعرض، فهو دوار الجامعة الذي صمم في الأساس لخدمة الجامعة ولم يصمم لخدمة مناسبات كبرى تتركز في مكان واحد مثل معرض الرياض الدولي للكتاب، والازدحام على هذا الطريق لم يقتصر تأثيره على زوار المعرض فحسب بل أثر على حركة منسوبي الجامعة والطلاب. أما ما يلاحظ على مبنى المعرض فهو تداخل أجزائه، فالزائر عند دخوله للمعرض مع أي بوابه يجد نفسه مع التجوال تائها ولا يستطيع تحديد موقعه في المعرض، ولا البوابة التي دخل منها بسهولة، بالإضافة إلى صعوبة الوصول لأي دار نشر حتى بعد معرفة رقم موقعها وذلك لطبيعة تصميم المبنى.
وقد استجدت على المعرض في نسخته لهذا العام العديد من الملاحظات التنظيمية التي ينبغي الإشارة إليها، ومن أهمها تأخير بداية المعرض إلى الساعة الحادية عشرة صباحا؛ وهو الوضع الذي لا يمكن تبريره على الإطلاق، فما أن يبدأ الزوار في الدخول إلا ويؤذن لصلاة الظهر بعد أقل من ساعة من الدخول، وبعد ذلك يأتي وقت الغداء وهنا ينقضي أول النهار دون أن يحقق الزوار أهدافهم، علما أن كثيرا من الزوار يأتون للمعرض لمدة يوم واحد لظروف أعمالهم، خاصة أولئك الذين يأتون من خارج الرياض، ولهذا فإن إعادة توقيت بداية المعرض إلى الساعة العاشرة صباحا كما كان في السابق ضرورة، مع أن الساعة التاسعة كبداية للمعرض هي الأفضل والأجدى. أيضا استجد في المعرض هذا العام مطالبة كل زائر بتنزيل أحد التطبيقات على الجوال، وهذا قد أربك الكثير من الزوار؛ فمن الخطأ الاعتقاد بأن جميع الزوار يتعاملون مع هذه التقنيات وخاصة أن التطبيق يتطلب وجود بريد الكتروني وليس كل زائر لديه بريد الكتروني، وهذا ما اضطر العديد من الزوار إلى طلب المساعدة من الموظفين وشكل ازدحاما حولهم، ما وضع الموظفين في مواقف محرجة.
من الملاحظات أيضا غياب خريطة مواقع دور النشر والمكتبات داخل المعرض التي كانت توزع في السابق، حيث استعيض عنها بمواقع محدودة عليها الباركود الذي كان متعطلا، وكان بالإمكان وضع لوحات كبيرة عليها خريطة المعرض الداخلية في كل مدخل من مداخل المعرض الأربعة إذا لم يكن بالإمكان توزيع الخريطة.
ومما تجدر الإشارة إليه في هذا السياق أن معرض الرياض الدولي للكتاب كان يقام في فصل الربيع حتى عام 2021 حيث تم تغيير موعده إلى فصل الخريف وتحديدا في نهاية سبتمبر وبداية أكتوبر؛ وهذا التغيير أدى إقامة المعرض ودرجة الحرارة في مدينة الرياض ما زالت مرتفعة، فدرجة الحرارة لا تنخفض في فصل الخريف بمجرد انتهاء فصل الصيف بل يستمر ارتفاعها حتى أواخر شهر أكتوبر، وهذا على العكس من فصل الربيع، حيث تعتدل درجة الحرارة من برودة الشتاء مع نهاية شهر مارس، ولذا يفضل عودة موعد المعرض إلى فصل الربيع كما كان سابقا لأنه الأنسب، أو أن يكون في بداية شهر نوفمبر إذا استدعت الظروف أن تبقى إقامته في فصل الخريف.
أخيرا، أعتقد بضرورة دراسة واقع المعرض دراسة متأنية من قبل المعنيين بعد هذه الفترة الطويلة منذ بدايته، ومراجعة مسيرته، والنظر في إعادة مكانه إلى مركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض فهو المكان المخصص للعرض سواء لمعرض الرياض الدولي للكتاب أو غيره من المعارض. وحتى يبقى المعرض في تطور مستمر فذلك يحتم معرفة آراء الزوار فهم المستفيدون من المعرض وهم المعنيون بإقامته أولا وأخيرا، ومعرفة آراء أصحاب دور النشر والمكتبات المشاركين في غاية الأهمية، وهذه الإجراءات ضرورية للحفاظ على مستوى المعرض وتطويره، ويمكن تحقيقها من خلال وضع استبيانين لعينات مختارة من الزوار وأصحاب دور النشر والمكتبات.